انتقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، استمرار العملية العسكرية التي يشنها نظام “بشار الأسد” بدعمٍ من الطيران الروسي، ضد مواقع المعارضة في مدينة إدلب المتاخمة للحدود التركية.
إلى جانب ذلك، أشار “أردوغان” في كلمة له، إلى أن بلاده ستتحرك في حال بقي الوضع في إدلب على ما هو عليه، مضيفاً: “لن تتردد في القيام بكل ما يلزم بما في ذلك استخدام القوة العسكرية”، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية موجة انتقادات واسعة لتركيا ودورها بما يحاك لإدلب، إذ أن طيف كبير من السوريين حمل أنقرة مسؤولية الدماء السورية التي تسيل، وتهجير قرابة مليون إنسان.
كما برر الرئيس التركي في كلمته، تواجد قوات بلاده على الأراضي السورية، بأنه يرتبط باتفاقية أضنة الموقعة بين حكومة نظام الرئيس السوري السابق “حافظ الأسد” والحكومة التركية عام 1998، على خلفية الأزمة بين البلدين التي اشعلها استضافة النظام السوري حينها لرئيس حزب العمال الكردي، عبد الله أوجلان”، المطلوب من تركيا.
وتأتي تصريحات “أردوغان” بعد ساعات قليلة من تسريبات كشف عنها موقع سكاي نيوز، أشارت إلى قيام القوات التركية بإنشاء نقطة مراقبة جديدة على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي دمشق وحلب، العابر لمدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي شمال سوريا.
تزامناً، واصلت قوات النظام المدعومة من روسيا، تقدمها داخل مدينة إدلب وريفها، حيث سيطرة على عدة مناطق وبلدات في محيط بلدة خان طومان، وذلك في وقتٍ، تواصلت فيه الاشتباكات في جبهتي ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، والتي تمكنت خلالها قوات النظام من احراز تقدم باتجاه مدينة سراقب.
في غضون ذلك، أعلنت فصائل مسلحة معارضة، أنها تمكنت من أيقاع عشرات العناصر التابعين للنظام السوري بين قتل وجريح، خلال استهدافهم بالقذائف الصاروخية والرشاشات، على محور معردبسة شرقي مدينة إدلب.
وكانت مدينة إدلب قد شهدت خلال الأسابيع الماضية تصاعدا للتوتر العسكري، حيث كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” أن العمليات العسكرية التي يشنها نظام “بشار الأسد” والطيران الروسي على مدينة إدلب، قد أدى إلى نزوح 700 ألف مدني عن مدنهم وقراهم.
ولفت “جيفري” إلى أن حركة النزوح تمت من البلدات والمدن في ريف إدلب، باتجاه الحدود التركية، مشيراً إلى أن الطيران الحربي التابع للنظام ولروسيا، شن 200 ضربة جوية في منطقة إدلب، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
حول إدلب
يقول الباحث السوري “عبد الوهاب عاصي” عبر حسابه في تلغرام: “بعد سقوط مدينة حلب، دعوت مراراً إلى الاستناد على (المناطقية) كوسيلة للدفاع والردع أمام أي محاولة للنظام السوري لقضم إدلب.
ويضيف، “لاقت تلك الدعوة المتكررة عدم القبول بزعم أنّها تفكك البنية العسكرية للثورة بدل أن تزيد من تماسكها، كان ردي على ذلك بالقول “إن المناطقية داء ودواء بنفس الوقت” وهي سبيل الحماية من الأخطار الخارجية التي تهدد مستقبل وجود الثورة.”
مع الأسف مرّة اخرى حينما هاجمت هيئة تحرير الشام الفصائل، كانت دعوة المناطقية دون القبول، علماً أنّ عمليات النصرّة أدّت إلى تفكيك الدفاعات المناطقية التي كانت قد نشأت عليها بعض الفصائل أمثال الزنكي وأحرار الشام وغيرهم، أما اليوم، تعود المناطقية كوسيلة وحيدة للدفاع عمّا تبقى من منطقة خفض التصعيد. ذلك ليس قناعة من الفصائل إنمّا أمراً واقعاً فرض نفسه، ولو كانت هناك قيادة واعية لدى الفصائل لحوّلت نموذج المناطقية إلى أرضية ملائمة للانتقال نحو نموذج جديد في العمل العسكري، وفق ما قاله الباحث السوري.
أما نزار عبر تويتر، فقال: ” العجيب بطرح ان 70% اختارو تركيا رغم ان تركيا هي من سلمت حلب، ولان ادلب ومنعت السلاح النوعي وتاجرت بدمائنا وكم هددت اوروبا فينا ومانا جزام او طاعون! ورغم قتل الجندرمه امهاتنا واطفالنا بدم بارد! يبدو ان الذين انتفضو على ذيل الكلب لا يستطيعو الا ان يعيشو بذل”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.