قالت وزيرة الدفاع الألمانية إن بلادها مستعدة للقيام بمهمة عسكرية في ليبيا بشرط وحيد، وهو ما أشار إليه أيضاً قبل أيام مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث إن شرط انعقاد هدنة دائمة بين الأطراف المتصارعة في ليبيا هو الشرط الوحيد لكل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
فقد اشترطت وزيرة الدفاع الألمانية “انيغريت كرامب كارنباور”، الالتزام بهدنة دائمة في ليبيا لأي مهمة محتملة للجيش الألماني هناك لحفظ الأمن. وخلال اجتماع مغلق يستمر على مدار يومين لحزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، قالت كرامب-كارنباور، زعيمة الحزب، إنه عندما يتم الاتفاق على مثل هذه الهدنة ويتم ضمانها دوليا” “فعندئذ يأتي السؤال بطبيعة الحال حول كيفية تنفيذ ذلك ومن يضمنه”.
وعلقت “كرامب كارنباور” أن “من الطبيعي تماما” أن تتعاطى ألمانيا مع مثل هذا السؤال حول ما يمكن أن تقدمه في هذا الشأن، منوهة إلى أن ألمانيا دائما ما لعبت في النهاية دور الدافع للعملية السياسية في ليبيا. وتابعت أن وزارة الدفاع والجيش “سيكونان في مثل هذه الحالة قادرين سريعا على أن يوضحا بشكل محدد تماما كيف يمكن أن تكون مساهمتنا، لكن الخطوة الأولى هي أن ضرورة تواجد تأمين مستدام”.
ووصفت الوزيرة الألمانية حقيقة انعقاد قمة ليبيا في العاصمة الألمانية برلين اليوم الأحد واجتماع الأطراف المختلفة للغاية مع بعضهم بعضا، بأنه نجاح كبير للجهود الألمانية من أجل التوصل إلى حل للصراع.
وهذا ما أشار إليه مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل”، حيث قال؛ حيث طرح في وقت سابق فكرة إمكانية قيام الاتحاد الأوروبي بمهمة عسكرية في ليبيا، وذلك وفقاً لما صرحة لمجلة “دير شبيغل” الألمانية فقال: “في حال وجود هدنة في ليبيا، فإن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون جاهزا للمساعدة في تنفيذها ومراقبتها، بجنود أيضا إذا اقتضى الأمر ذلك”.
وتسعى ألمانيا التي تستضيف مؤتمر برلين اليوم الأحد، إلى الخروج بضمانات تفعل اتفاقية حظر بيع السلاح للأطراف المتنازعة والذي بقي إلى غاية اللحظة حبرا على ورق.
كما تعتبر الأمم المتحدة أن لا خلاص في ليبيا سوى عبر وقف التدخلات الأجنبية، ولهذا تصر على مطلب “وقف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وعدم استخدام النفط كأداة حرب”، كأهم أهداف القمة.
وبيّن المبعوث الدولي لليبيا “غسان سلامة” في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس السبت، وصول عسكريين أتراك ببينهم مقاتلين سوريين للقتال بجانب السرج، إضافة للاشتباه بوجود مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب حفتر، إلى جانب تدفق الأسلحة التي تسلمها دول عديدة، تتعزز المخاوف من سوريا جديدة في المنطقة المغاربية المطلة على أوروبا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.