اعتبر تقريرٌ دوليٌ صادرٌ عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية؛ أن السياسة الميلشياوية والحركات المسلحة المدعومة إيرانياً تشكل خطراً على أمن المنطقة؛ لا يقل عن خطر البرنامج النووي والبالستي التابع لها،.
حيث صرحت نائبة مدير المعهد “كوري شاكي”: “بالنسبة للحكومة الإيرانية فإن الميليشيات أكثر تأثيراً من برنامجها النووي والباليستي، ومن قواتها التقليدية العسكرية، فالميليشيات تكلف أقل وأصبحت الأداة المفضلة لإيران للتأثير على المنطقة”.
واتهم التقرير النظام الإيراني بتهديد أمن منطقة الشرق الأوسط عبر أكثر من 200 ألف مسلح، نظمتهم ضمن ميليشيات تقاتل باسمها في المنطقة، في إشارة إلى ميليشيا حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين، بالإضافة إلى ميليشيات تقاتل إلى جانب رأس النظام السوري.
ولفت التقرير إلى أن إيران تعتمد على مبدأ الحرب بالوكالة؛ ما يساعدها على تجنب الصدام المباشر مع أعدائها في المنطقة، إلى جانب تمكينها من التحكم في مصير تلك الدول بقوة السلاح الذي تديره فيها، مشيرةً إلى أن تلك المليشيات تشكل الأذرع الخارجية لما يعرف بالحرس الثوري الإيراني، الذي يتولى مهام تدريبها وتمويلها وتوجيهها.
وتعليقاً عل سياسة الحرب بالوكالة، أشارت نائبة مدير المعهد إلى أن إيران تحاول أن تتجنب ضربة مباشرة، فالحرب الإيرانية – العراقية أثبتت أن الإيرانيين لا يجيدون الحرب التقليدية، على حد قولها.
مضيفةً: “قدراتهم من خلال فيلق القدس هي البديل الذي يزيد من المزايا ويدعم الأيديولوجيا الثورية هناك منا من اعتقد أن الاتفاق النووي كان سيقدم حوافز لإيران لأن تكون دولة عادية لكن ما تريده إيران أكثر من ذلك، هو أن تكون لديها القدرة على التحكم بالاستقرار أو عدمه في المنطقة”.
كما نوه التقرير إلى أهمية عامل انعدام الاستقرار في عدد من الدول، إلى جانب العامل الطائفي؛ في سياسة إيران لتشكيل تلك الميليشيات وتجنيدها، حيث يتركز عمل ونشاط عملاء الحرس الثوري في الدول التي تمتلك في تركيبها السكاني نسبة من الشيعة، كما أنها تعاني من حروب وصراعات داخلية.
إلى جانب ذلك، تطرق التقرير في سطوره إلى الانتفاضة الشعبية في العراق ولبنان، حيث وصفهما بالخطر والاختبار الحقيقي للمارسات الميليشيوية الإيرانية، خاصةً وأن المتظاهرين في كلا البلدين عبروا عن سخطهم على التدخلات الإيرانية وسرقة دولهم.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.