هزت الاحتجاجات الشعبية في إيران بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية، جذور نظام الملالي في طهران متحدية أكبر وأهم المفاصل التي يقوم عليها النظام الإيراني!.
وتجاوزت الهوة بين الشعب والسلطة حدود الحكومة وفشلها في التعاطي مع مشاكل الشعب، لتصل لأعلى مراحل القدسية في إيران، مع الاحتجاجات الشعبية التي مست شخص المرشد ” على خامنئي” الذي تمتع طيلة عقود بنوع من القدسية والهالة التي لا تمس.
ونقلت صحيفة العرب، عن رئيس حزب الشعب الإيراني “علي شكوري”، يوم أمس، أن الصدع بين الشعب والدولة قد توسع، لا سيما وأن النظام المحاصر بتصاعد الاحتجاج أبلغ أذرعه الأمنية بعدم قمع المظاهرات كمحاولة جديدة لإدارة التوازنات في مشهد يزداد تعقيده على السلطة الحاكمة.
وتسببت حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية واعتراف الجيش الايراني بمسؤوليته عن اسقاطها، تسببت بتفجر موجة جديدة من المظاهرات والاحتجاجات طالت أعلى الرموز والمسؤولين في البلاد.
وبثت وكالة “فارس” شبه الرسمية في إيران، تقريراً عن المظاهرات قالت فيه أن نحو 1000 شخص رددوا شعارات ضد قادة البلاد ومزقوا صور قاسم سليماني، في تطور نادر الحدوث على صعيد الإعلام الرسمي الإيراني.
وهتف المحتجون بضرورة تنحي القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إشارة مباشرة لشخص المرشد “خامنئي ” الذي يعتبر أعلى قيادة عسكرية وسياسية في البلاد، وصرخوا بصوت عالٍ “الموت للكذابين”.
وشهدت عدة مدن في البلاد، مثل آمل ومشهد وشيراز وأصفهان وتبريز وآراك والأحواز وقزوين وكرمنشاه وغيرها، احتجاجات ضخمة نددت بسياسات الحكومة وطريقة تعاملها مع حادث الطائرة المنكوبة.
وأغلق المتظاهرون طرق العاصمة طهران، عبر إحراق حاويات النفايات، ورددوا هتافات ” الموت الدكتاتور”، و “الموت لخامنئي”.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع وصور توثق إطلاق أعيرة نارية في محيط احتجاجات طهران وكذلك صوراً لمصابين يحملهم المتظاهرون.
وأظهرت منشورات أخرى صور أفراد مكافحة الشغب وهم يستخدمون العصي في ضرب المحتجين، وسط تعالي الأصوات الداعية لعدم ضربهم.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، نقلاً عن “فهد الشليمي” رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، أن ثورة الشعب الإيراني – سواء نجحت أم لا – سوف تستنزف النظام، حيث أنها كشفت وجهه القبيح، وقامت بتعريته أمام الملايين الذين كانوا يعتقدون إيران جنة للمظلومين وفردوساً لهم.
وأضاف الشليمي أن نظام ولاية الفقيه، فشل بعد فقد آلاف الإيرانيين أموالهم وتصديرها بالمليارات للمنظمات والأحزاب الإرهابية كحزب الله وغيره من الميليشيات.
ويعكس التعامل العنيف الذي تتبعه السلطات الايرانية، مقدار يأس الشعب الإيراني من كل التيارات، المحافظة منها والمعتدلة بالإضافة للمرجعيات الدينية، حيث صب المتظاهرون جام غضبهم على الحوزات الدينية والحسينيات تحديداً.
ودعا “مهدي كروبي” أحد زعماء الحركة الخضراء المعارضة في ايران، الزعيم الأعلى المرشد ” علي خامنئي” إلى التنحي بسبب إسقاط الطائرة الأوكرانية وتستر المسؤولين الايرانيين عن حادثة الاسقاط في البداية.
وحاولت إيران لمّ شمل الجماهير الغاضبة عبر استثمار قضية مقتل سليماني، لكن التلكؤ والمسؤولية المباشرة عن مقتل العشرات من ركاب الطائرة المنكوبة، أجتت نار الثورة والاحتجاج في أوساط الجماهير الغاضبة من نظام امتص خيرات وثروات الشعب الإيراني طيلة عقود في سبيل أحلام واهمة وخطط منافية للقوانين الدولية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.