أصدر البرلمان الليبي، اليوم السبت، قرارا يقضي بإلغاء مذكرتي التفاهم “البحرية والأمنية”، اللتين وقعتهما حكومة الوفاق عن طريق رئيسها “فايز السراج” مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وأفضى تصويت البرلمانيين على إحالة المتورطين بتوقع الاتفاقين إلى القضاء الليبي، لتتم مسائلتهم، فضلا عن اتفاق البرلمان على قطع كافة العلاقات مع تركيا، على اعتبار ما قامت به هو بداية احتلال للأراضي الليبية.
وفي جلسة مجلس النواب الطارئة، التي عقدت في مدينة بنغازي الليبية، من أجل مناقشة التدخل التركي في معارك طرابلس، صوت النواب بالإجماع على إلغاء مذكرتي التفاهم البحرية والأمنية الموقعتين بين السراج وأردوغان.
كما حصل التصويت على الإجماع البرلمانيين لإحالة الموقعين على الاتفاقيتين، وهم ” السراج ووزيري خارجيته وداخليته وعدد من المسؤولين في حكومته” للقضاء بتهمة “الخيانة العظمى”.
وطالب النواب أيضا، بضرورة تفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك لصد التدخل التركي، زجاء هذا الطلب عن طريق اللجنة الخارجية في البرلمان الليبي، التي تسعى للاتصال مع جهات عربية ودولية، من أجل ردع المخطط التركي الرامي إلى تفكيك الأراضي الليبية واحتلال جزء منها تحت ذريعة الاتفاقية الموقعة، والتي اعتبرها النواب وصمة عار على جبين السراج وحكومته.
أحد النواب المصوتين على ابطال الاتفاقية، طالب بسحب الجنسية الليبية من جميع الموقعين على هذه الاتفاقية، مرجعا الأسباب إلى أنهم خانوا دولتهم لصالح قوى خارجية.
يذكر أن أردوغان والسراج، أبرما في نوفمبر الماضي من العام 2019، اتفاقية أمنية تتيح بشكل علني لحكومة أنقرة التدخل العسكري في ليبية، من خلال نشر جنود ومرتزقة هناك، الأمر الذي قوبل بمعارضة ليبية وعربية ودولية واسعة.
ووقع الطرفان اتفاقية ثانية للحدود البحرية، في خطوة صعدت الخلافات بشأن احتياطي الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي تسعى أنقرة للتنقيب عنه وحدها.
وكان قد أكد قائد الجيش الوطني الليبي، المشير “خليفة حفتر” أن عملية تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات، التي تسيطر عليها، شارفت على النهاية، وأن الجيش قريب جداً من تحقيق النصر فيها، لافتاً إلى ان المعركة خلال الأيام القليلة القادمة، ستكون ضد استعمار جديد يحاول السيطرة على البلاد، في إشارة إلى تركيا.
فيما اتهم المشير “حفتر” في كلمة له، الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بالمغامرة لإحياء الإرث العثماني في ليبيا والمنطقة، داعياً الشعب الليبي، إلى الوحدة الوطنية وحمل السلاح ضد القوات، التي تعتزم تركيا إرسالها إلى العاصمة طرابلس، دعماً لحكومة الوفاق، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
إلى جانب ذلك، أعلن “حفتر” المواجهة والنفير ضد أي قوات خارجية ترسل إلى ليبيا، مضيفاً: “سننبذ خلافاتنا، ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، نحمل السلاح رجالاً ونساء عسكريين ومدنيين، ونستعد بكل ما أعطانا الله من قوة وما في قلوبنا من إيمان للدفاع عن عرضنا وأرضنا وشرفنا، فأرضنا عصية على هذا المعتوه الطامع في خيراتنا الحالم بالوصاية علينا”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.