بات هاجس حماية الجنود الأمريكيين في قواعدها العراقية مؤرقا لسلطات الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بعد التهديدات التي تتبجح بها إيران، أو قرارات انسحاب القوات الأمريكية التي وافق عليها أغلبية البرلمان العراقي.
ففي هذا الصدد نشرت وسائل إعلام أمريكية بأنه من الممكن أن تنشر الولايات المتحدة في العراق منظومات مضادة للصواريخ من نوع “باتريوت”، خاصة بعد أن تعرضت القواعد العسكرية التي تحوي جنود أمريكيين لهجمات من قبل إيران.
وفقا لما نشرته قناة Fox News الأمريكية، نقلا عن مصادر لها في البنتاغون، أن الغاية من هذه الخطوة هو حماية العسكريين الأمريكيين المتمركزين في القواعد العراقية التي تستضيفهم.
وياتي هذا التصعيد بعد أن أقدمت حكومة طهران على استهداف قاعدتين عسكريتين في العراق تستضيفان عسكريين أمريكيين، في 8 من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، وأطلقت حوالي 15 صاروخا عليهما، وذلك ردا على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في الثالث من الشهر الجاري.
حيث سقط 11 صاروخا قصير المدى على قاعدة “عين الأسد” الجوية (في محافظة الأنبار)، التي تستضيف نحو ألف جندي أمريكي.
وكان هذا ردا على الصفعة التي تلقتها إيران بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فجر الثالث من كانون الثاني الحالي، مسؤوليتها عن تصفية الجنرال الإيراني، قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، في عملية ناجحة، تمت عبر طيارة درون، مسيرة دون طيار، مشيرةً إلى أنها طوت بذلك صفحة أحد أقوى جنرالات إيران، وأقربهم للمرشد، وهو ما ردت عليها إيران، بإطلاق عدة صواريخ استهدفت قواعد امريكية في العراق، إلا أنها لم تؤدِّ إلى إصابة أو مقتل أياً من الجنود الأمريكيين، بحسب تصريحات ترامب.
إلا أن وسائل إعلام أمريكية نقلت عن مصادر عسكرية داخل الولايات المتحدة، أن القصف الإيراني تسبب في إصابة 11 جنديا أمريكيا، وهي معلومة أكدتها لاحقا القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية.
وأوضح مسؤولون في البنتاغون للقناة، أن القصف الإيراني كان يُنظر إليه كحدث “ضعيف الاحتمال”، ولم يتم نشر منظومات “باتريوت” في القاعدتين العراقيتين المذكورتين لهذا السبب.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.