وحدة الرصد والمتابعة/ صنعاء- خاص مينا
دقَّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر، كما حذّر من خطورة تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن على خلفية استمرار الحرب التي تسببت في الانهيار الاقتصادي في اليمن.
وذكر برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له أن هناك ما يقرب من 240 ألف شخص يعيشون في ظروف تشبه المجاعة، فضلا عن انعدام فرص الأمن الغذائي في العديد من المدن اليمنية، والتي انعكست نتائجها المأساوية في 29 مديرية من أصل 45 تعاني من الجوع.
وأوضح البرنامج أنه لازال يقدم المساعدات الغذائية لأكثر من نصف السكان في جميع المناطق التي شهدت قتالاً عنيفاً، بغية منعهم من الانزلاق إلى مستويات أسوأ من الجوع، كما أشار إلى أن أشد مستويات انعدام الأمن الغذائي حدة تراجعت إلا أن خطر المجاعة لا يزال قائما، وأن المساعدات الإنسانية لا تزال بمثابة شريان حياة لملايين السكان في جميع المناطق التي شهدت قتالاً عنيفاً خلال 2019
وكشف البرنامج أنه قدم في عام 2019 ما قيمته 35 مليون دولار على شكل تحويلات نقدية إلى الأسر باستخدام قياساتها الحيوية لاسترداد مستحقاتها في البنوك، وفي مناطق أخرى، قدم حصص الإعاشة والقسائم الغذائية التي يمكنهم استرداد الأغذية من شبكة التجار التابعة للبرنامج الأممي.
وقال البرنامج في بيان له أنه استأنف طحن الحبوب كجزء من المساعدات الغذائية لملايين السكان المتضررين، وذلك بعد أن توقفت المطاحن والصوامع عن خدمة التشغيل في أواخر ديسمبر الماضي بسبب الأضرار التي لحقت بمخازن الحبوب التابعة للأمم المتحدة من جراء تجدد القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة الحديدة اليمنية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
الحوثي تحت مرمى الاتهام
اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيا الحوثي باحتجاز ونهب 440 شاحنة مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات في محافظات الحديدة وإب وصنعاء، وذلك منذ وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى الحديدة عقب اتفاق ستوكهولم في 23 ديسمبر 2018 وحتى نهاية ديسمبر 2019.
وقال وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبد الرقيب فتح، إن ميليشيات الحوثي قامت بنهب المساعدات الطبية الخاصة بشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير في عدد من المحافظات، وقامت ببيعها للمستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة، فضلا عن نهب مبلغ 600 مليون ريال تابع لمنظمة الصحة العالمية خاص بلقاحات شلل الأطفال في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وأوضح فتح أن جماعة الحوثي قامت بمنع 120 موظفاً من الوصول الى أحد مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، والذي يحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لأكثر من 3 ملايين و700 ألف شخص لأكثر من ثمانية أشهر.
تدهور الوضع الصحي
اتهم ناشطون يمنيون مليشيا الحوثي الموالية لإيران باستهداف القطاع الصحي منذ أن أشعلوا الحرب في أرجاء اليمن كافة في صيف عام 2014، وهو ما دفع العاملون في القطاع الصحي لدفع أفدح الأثمان، وفي الوقت عينه زجَّ بالسكان في أزمة إنسانية شديدة البشاعة.
وقالت مصادر محلية يمنية إن المليشيات الموالية لإيران غرست بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى، وهو ما أدى إلى التسبب في أزمة صحية متفاقمة في بيئة مجتمعية فقيرة، لا تملك مواجهة هذا الخطر المروِّع، وأضافت المصادر أن تلك الاعتداءات تندرج في إطار خطة حوثية كاملة تستهدف نشر الفوضى على كافة الأصعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واستشهدت المصادر المحلية بالهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي قبل بضعة أيام على المستشفى الريفي بمدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وذلك خلال استقبال المستشفى للمرضى والجرحى من المدنيين بالتزامن مع الهجوم على منازل السكان في عدد من الأحياء السكنية.
وفي سياق ذي صلة، كشفت بعض المنظمات الدولية المهتمة في رعاية القطاع الصحي في اليمن مدى الضرر الحاد الذي أصاب هذا القطاع الحيوي على مدار الأشهر الماضية، وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان لها إنّها مازالت مستمرة في تقديم الرعاية الطبية إلى السكان الأكثر تضررًا في اليمن بالرغم من الظروف الصعبة التي قد تواجهها أطباء بلا حدود في اليمن جراء الحرب والنزاعات.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت اليمن في أحدث تقييم لها للأوضاع الإنسانية هناك بأنه الأسوأ في العالم، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.