هاجمت وسائل إعلامية ليبية، تصريحات رئيس حكومة الوفاق الوطني “فايز السراج”، التي طالب خلالها بنشر قوات حفظ سلام دولية، في ليبيا، معتبرةً أنه الطلب، الذي تسعى تركيا من خلاله شرعنة وجودها العسكري.
وفي إشارة إلى أن تصريحات “السراج” جاءت بإيعاز تركي، لفتت الصحف الليبية، إلى أن دعوة رئيس حكومة الوفاق، التي وصفتها بـ “الإخوانية”، تأتي بعد أيام قليلة جداً من تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان، التي أشار فيها إلى أهمية وجود قوات أممية في ليبيا، وأن السلام في ذلك البلد، يمر عبر أنقرة، لافتةً إلى أن حديث السراج وتدويل القضية الليبية، هو الثاني من نوعه خلال أسابيع قليلة.
في غضون ذلك، نقلت موقع صحيفة الوطن، الليبية، عن محللين سياسيين، أن دعوات “السراج” لتدويل الأزمة الليبية، يأتي في وقتٍ تتصاعد فيه أهمية وضرورة العمل على وقف التدخلات الخارجية، وفقاً لما قاله استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور “إكرام بدر الدين”، الذي دعا إلى معاقبة من يطلب تدخلات عسكرية خارجية في ليبيا، ويساعد عليها، وذلك عن طريق آليات وطرق واضحة لتنفيذ تلك التسوية والاتفاقات.
وفي تطور متزامن، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، مساء أمس – الأحد، أن لجنة عسكرية سيتم تشكيلها قريبا لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، كاشفاً أن اللجنة المراقبة ستبصر النور خلال الأيام المقبلة.
لعبة الشياطين
إلى جانب ذلك، حذر محللون سياسيون من ما وصفوه بـ “إمكانية أن تلجأ تركيا إلى سياسة اللعب بالشياطين”، عبر إرسال مقاتلين سابقين من تنظيمي داعش والنصرة المتشدديين للقتال في ليبيا، وتأزيم الأوضاع هناك، لا سيما وانها تعتقل المئات منهم في سجونها، معتبرين أن إرسال مقاتلين سوريين موالين لأنقرة إلى ليبيا، يزيد من الشكوك حول ما يمكن أن تقوم به تركيا خلال الأيام القادمة.
وتأتي التحذيرات، بعد أيام قليلة من تصريحات المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد “أحمد المسماري”، التي أكد فيها أن مرتزقة الذين أرسلتهم تركيا من سوريا إلى ليبيا قد يكونون من سجناء داعش أو سجناء جبهة النصرة السابقين”.
اقتصاديا
على المستوى الاقتصادي، أشارت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إلى أن استمرار إغلاق المنشآت النفطية الليبي لأيام قادمة إضافية، سيؤدي إلى انخفاض إنتاج البلاد النفطي إلى 72 ألف برميل يومياً فقط، بعد أن وصل خلال الأيام الماضية، إلى ما يتجاوز 1.2 مليون برميل يوميا.
وتأتي تصريحات المؤسسة، بعد أيامٍ من قيام مجموعات من القبائل الليبية شرق البلاد، باقتحام بعض الموانئ، وإغلاقها، احتجاجاً على ما وصفوه الاحتلال التركي للبلاد، والتدخلات الأجنبية في شؤونهم الداخلية، وهو ما اعتبر محاولة من الشعب الليبي لإيصال موقفه الرافض للأتراك وحكومة الوفاق، بعد أن صم المجتمع الدولي آذانه، وفقاً لما صرح به حينها، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العميد “أحمد المسماري”.
مؤتمر برلين
وكان مؤتمر برلين، الخاص بالقضية الليبية قد أنهى أمس – الأحد أعماله، حيث أشار المبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة”، بأن المؤتمر المذكور لا يمثل حل للأزمة الليبية، بل هو تمهيد لعقد مؤتمر خاص في الملف الليبي في العاصمة السويسرية “جنيف” قبل نهاية الشهر الحالي.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” للصحافيين عقب المؤتمر: “توافقنا على احترام هذا الحظر على الأسلحة وعلى مراقبته بشكل أكثر حزماً من السابق. واتفقنا على عدم دعم أطراف الصراع الليبية عسكرياً”.
كما أكدت أن الوضع في ليبيا يتطلب دعم الجميع والحل السياسي ضرورة، قائلة: “اتفقنا على وضع خريطة طريق سياسية بشأن ليبيا”، ولفتت المستشارة الألمانية إلى أن “هناك من يسعى لاستخدام الوسائل العسكرية في ليبيا”، مشددة على أن الأطراف الليبية تدرك استحالة الحل العسكري للصراع.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.