جميع القناعات السورية وخاصة تلك المحسوبة على الثائرين في البلاد، لا تنكر أبداً وجود معارضة سورية هزيلة ميتة، أعلى سماتها هو التبعية والارتزاق على حساب أحلام السوريين، إلا ما ندر من شخصيات وطنية حافظت على المبادئ والأساسيات، ففشلت تلك المعارضة بشقيها العسكري والسياسي، وصولا للجوانب المدنية والاجتماعية في تحقيق تطلعات السوريين في الحرية والكرامة وإسقاط النظام الذي أثخن فيهم ولا يزال حتى إعداد هذا التقرير.
ولكن إذا ما نظرنا إلى أبعد من ذلك، فسنجد وفق ما تقوله مكونات الشعب السوري بغالبية عظمى منه وليست بالقليلة، إن تركيا تتحمل قتل السوريين بدماء باردة من ريف دمشق حتى حدودها التي فعلت الأفاعيل بالسوريين من أجل حماية أمنها القومي كما يردد ساستها وقادتها.
فتركيا هي الجهة التي استولت على الملف السوري برمته، وبسبب سياستها أحادية الجانب، أوجدت للسوريين أعداء لم يكونوا لهم بالأعداء يوماً، كالعرب وهم الشريحة الأهم، وصولاً لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ناهيكم عن إراقة دمائهم بحروب محلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، استخدامهم لمقاتلة الوحدات الكردية ومنعهم من التعليق حتى على المجازر المرتكبة بحق أهاليهم في الشمال السوري على يد حليف أردوغان الأول “فلاديمير بوتين”.
الناشط السوري والموجود في شمال البلاد “ماجد عبد النور”، خط عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي الكثير من العبارات التي أيدها المئات من السوريين، حيث قال: “استلمت تركيا الملف السوري وفي جعبة الثورة السورية ثلاثة أرباع سوريا ، تحاربت مع السعودية وناكفت أمريكا على حساب قضيتنا، وضعت يدها بيد إيران وروسيا واستغلت حاجة الثورة للإمداد عبر الحدود فسيطرت على قرار الجميع وبدأت بتوزيع الأراضي كهدايا تؤمن بها مصالحها”.
ويضيف عبد النور، يعد ذلك “أُفرغت- أنقرة- مدن السُنة، على يد من أسموه أسد السنة، وسُلمت لروسيا وإيران بثمن بخس، لم يكتفوا بذلك بل كانوا سبباً في كره العرب لنا عبر هيمنتهم على صانعي القرار ، يقولون لاتلوموا تركيا بل لوموا أنفسكم وهذا الكلام في شيء من الصحة،ولكن فيه تزوير وتحقير للواقع الأليم.
كما قال الناشط السوري في ذات المنشور: “لم يُدمر ثورتنا روسيا ولا إيران بقدر مادمرها الأتراك ، هم لا يعطون آذانهم لنا، إنما يظنون أنهم على الحق بجوقة مطبلين من بني جلدتنا يفرشون الخيانة أمامهم على أنها أمانة، بئس ما فعلوا وبئس ماعملوا وبئس ماصنعوا، فكل شهيد يسقط هم شركاء في قتله وإن تعلقوا بأستار الكعبة، لا فرق بين أردوغان وبوتين وروحاني، فكلهم في الميزان سواء ولربما آخر اثنين عقابهم أخف وطأة من أولهم لأنهم صريحون مع الله بإجرامهم”.
يظهر ما كتبه الناشط السوري، حالة الويل التي آلت إليها أمور السوريين على يد “أردوغان” الذي يدعي نصرة المظلومين، فقبل يومين فقط، قال الرئيس التركي “أردوغان” بأنها سيعاقب النظام السوري في حال استمراره بالخروقات، فواصل النظام السوري وحليفة أردوغان “بوتين” حرق إدلب، ولم يخرج من الجانب التركي أي تصريح حقيقي أو فعل واقعي، بل أن الجيش الروسي وحليفه الإيراني وقوات دمشق، انطلقت لفتح جبهات جديدة في ريف حلب.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه يجب على المعارضة السورية حماية نفسها من هجمات قوات النظام في إدلب.
جاء ذلك خلال مشاركته في بث مباشر على قناة “سي إن إن تورك”، الأربعاء، متحدثا حول السياسة الخارجية التركية.
كما قال جاويش أوغلو، بحسب موقع قناة “الجسر”: “هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار، ولكن لا يمكننا القول إنه انهار، إذا استطعنا إيقاف هذه الانتهاكات في الفترة المقبلة يمكننا القول أننا حققنا وقف إطلاق النار من جديد”.
وتابع “لكن إذا استمرت الانتهاكات والهجمات، فلا يمكننا وقتها الحديث عن وقف إطلاق للنار”، وأكد جاويش أوغلو، على أهمية وقف اطلاق النار في العملية السياسية، لافتا إلى أنه يجب على المعارضة حماية نفسها من هجمات النظام.
وأشار أن نظام الأسد قتل الكثير من المدنيين خلال قصفه الوحشي للمستشفيات والمدارس، وأجباره العديد لترك منازلهم، وبيّن أنه يمكن للجنة الدستورية السورية، إحراز تقدم في حال تحققت التهدئة في إدلب.
وذكر جاويش أوغلو، أن نظام الأسد يؤمن بالحل العسكري في إدلب، مضيفا ” في حال تحول الصراع لحرب شوارع فإن الحرب لن تنتهي”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.