على الرغم من عدم حضوره وللمرة الثانية على التوالي، جلسة المحكمة للاستماع للتهم الموجه ضده، فإن ممثلي الادعاء الفرنسي طالبوا بسجن الأسد العم، ومصادرة أملاكه، وتغريمه بغرامة مالية كبيرة، وهذه واحدة من الأحكام التي طالته في دول أوربية أخرى، هي إسبانيا وسويسرا.
الأسد العم هو “رفعت الأسد”، شقيق “حافظ الأسد”، والد رأس النظام السوري الحالي “بشار الأسد”، وهذه التهم تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، عندما تم اقتسام سوريا دولة وثروات بين الأخوين المتصارعين على حكم البلد الغني، فكان الحكم من نصيب “حافظ”، والمال والآثار من نصيب “رفعت”، وذلك وفقاً لحكم قضائي صدر من والدتهما “ناعسة”، وهذه الرواية يتناقلها السوريون منذ أكثر من 40 عاماً.
فقد طالب ممثلو الادعاء العام الفرنسي بالسجن لمدة 4 سنوات وغرامة مالية قدرها 10 ملايين يورو على رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب حصوله على “مكاسب غير مشروعة”.
وأفادت صحيفة “Le Point” الفرنسية أمس الاثنين، بأن ممثلي الادعاء اتهموا رفعت الأسد، البالغ من العمر 82 عاما، باختلاس أموال الدولة السورية لبناء إمبراطورية عقارية في فرنسا بقيمة نحو 90 مليون يورو.
وإضافة إلى السجن والغرامة المالية، طالب المدعون بإنزال عقوبة أشد بحق المتهم رفعت الأسد، وهي مصادرة جميع ممتلكاته، وهي عبارة عن: فندقين، و40 شقة في المناطق الباريسية الجميلة، وقصر، ومزارع.
ولم يحضر “رفعت الأسد” المقيم في بريطانيا، جلسة محاكمته الثانية في فرنسا حول قضية “مكاسب غير مشروعة” لأسباب صحية بحسب محامي الدفاع، وبقي مقعده شاغراً.
وفي نظر الادعاء الفرنسي، فإن الأسد العم، متهم بــ “غسل الأموال في إطار عصابة منظمة” للاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال عامة على حساب الدولة السورية لأكثر من 30 عاماً، من 1984 إلى 2016.
وغادر رفعت الأسد سوريا في عام 1984 بعد محاولة انقلاب ضد شقيقه حافظ الأسد، والد بشار الأسد، الذي ورث عن أبيه حكم الجمهورية العربية السورية، فيما عرف حينها في الأوساط الشعبية بالجمهورية الملكية.
كما أوصى قاض إسباني الشهر الماضي، بمحاكمة رفعت وأعضاء آخرين من عائلة الأسد في إسبانيا بتهمة غسل الأموال، كما حوكم في سويسرا بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الثمانينيات.
وينفي رفعت التهم الموجه له، مؤكدا أنه جمع ثروته من مساعدة مالية “مستمرة وهائلة” كان يمنحها له العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز منذ أن كان ولياً للعهد، وذلك منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى وفاته عام 2015.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.