ميناء طرطوس السوري، أو كما يريد أن يسميه الروس “ميناء طرطوس الروسي”، عين روسيا التي ناضلت طوال القرن الماضي للحصول عليه، ونافذتها إلى الشرق الأوسط.
يمثل الميناء الرئيسي في سوريا مرتكز القوات الروسية في المنطقة، من حيث الاعتماد عليه في الامدادات العسكرية، أو من حيث دعم القوات الروسية في المتوسط، كما أنه النافذة التي تعمل روسيا من خلالها على إخراج النفط السوري –الخاضع للعقوبات الأوربية والأمريكية- بأيدٍ إيرانية.
تعمل روسيا على تقوية مركزها في قاعدتها السورية التي قالت إنها استأجرتها من الحكومة السورية لوقت طويل الأمد، نحو نصف قرن، لكن المعاهدات التي وقعتها روسيا بالاتفاق مع رأس النظام السوري في دمشق، لم تخرج كلها للعلن ما يعني أن هناك الكثير من المفاجآت بانتظار السوريين بعد.
فقد أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي “يوري بوريسوف” والذي يزور دمشق الآن، عن خطط طموحة لتحديث الميناء التجاري، مشيراً إلى تخصيص نحو نصف مليار دولار لهذا الغرض خلال السنوات الأربع المقبلة.
كما كشف المسؤول الروسي الذي بدأ زيارة لدمشق أمس الثلاثاء، التقى فيها رئيس النظام، بشار الأسد، عن رزمة واسعة من المشروعات التي وصفت بالـ”استراتيجية”، كما ناقش الجانبان مسائل التعاون التجاري الاقتصادي بين البلدين، وتطرق البحث بالتفصيل إلى عدد من المشروعات الكبرى في إطار التوجه لإعادة بناء الاقتصاد السوري.
وقال “بوريسوف” للصحفيين بعد اللقاء إنه “في كل مرة عند القدوم إلى سوريا، من الجيد أن نرى الحياة السلمية تجري استعادتها، لكن لا يزال أمامنا الكثير مما يجب عمله فيما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي”، موضحاً أنه بحث مع الأسد “المواضيع المهمة، وقبل أي شيء المواضيع المتعلقة بتحقيق المشروعات الكبرى التي ستستخدم في إعادة بناء الاقتصاد السوري، بما فيها مشروعات إعادة تأهيل البنى التحتية للمطارات السورية والسكك الحديد والطرق العامة”.
لافتاً إلى أنه جرت مناقشة تقديم المساعدة والطرق والأساليب لجذب الاستثمارات لتحديث معمل الأسمدة الموجود في منطقة حمص والذي يعاني من وضع بيئي صعب.
وبحسب التصريحات التي أدلى بها “بوريسوف”، فإن أهمية الزيارة الحالية أنها تأتي قبل اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة في موسكو، مشيراً إلى أن الاجتماع سيعقد قبل نهاية العام الجاري و”لقد جئت خصيصاً لمناقشة التفاصيل”.
وأضاف نائب وزير رئيس الوزراء الروسي: “نشهد تحسناً واضحاً في مناطق شرق الفرات، وننطلق من الموقف الواضح بأن جميع الموارد الطبيعية الموجودة على الأراضي السورية يجب أن تكون تحت ملكية حكومة النظام السوري وملكاً للشعب السوري”،مؤكداً أن روسيا تقدم الدعم لسوريا، بما في ذلك الدعم السياسي، وأن موسكو تجري مباحثات مع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بغية المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي بسوريا.
كما أعلن “بوريسوف”، تخصيص روسيا 100 ألف طن من الحبوب لسوريا كمساعدات إنسانية، وستبدأ عمليات التسليم قبل نهاية كانون الأول الجاري، وتستمر حتى الربع الثاني من 2020.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.