أطلق الحرس الثوري الإيراني عشرات الصواريخ البالستية قصيرة المدى، وأخرى من طراز “كروز” على عدة أهداف عسكرية تابعة للجيش الأمريكي في العراق، كما تبنى الحرس الثوري العملية،مؤكدا بأنها تأتي ردا على اغتيال قاسم سليماني قبل يومين جراء غارة أمريكية.
ووفق ما نقله مصادر صحافية، فقد تعرضت قاعدة عين الأسد العسكرية بمحافظة الأنبار غرب العراق والتي تضم غالبية القوات الأمريكية المتمركزة في العراق لهجوم صاورخي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء.
المصادر، تحدثت عن سقوط 9 صواريخ سقطت على القاعدة، في حين تم سماع دوي انفجارات في مدينة أربيل بكردستان العراق، وفي وقت لاحق، أكد مسؤول أمريكي لرويترز أن القاعدة قد تعرضت لإطلاق صواريخ.
وأضاف المسؤول أنه لا معلومات حتى الآن عن أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم الصاورخي على قاعدة عين الأسد، وذكر التلفزيون الإيراني صباح اليوم الأربعاء أن الحرس الثوري نفذ هجوما صاروخيا على قاعدة عين الأسد الجوية، وأشارت محطات تلفزيون محلية إلى أن القصف تجدد على القاعدة، وفق ما نقلته صحيفة القدس العربي.
وخلال الساعات القليلة الماضية، كانت قد نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهما إن واشنطن وضعت قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات إيرانية، وإن معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران حركت معدات عسكرية خلال الأيام الماضية.
وقال المسؤولان إن الاستخبارات الأميركية رصدت تحريك إيران صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وإن الهدف قد يكون تأمين تلك الأسلحة من ضربة أميركية محتملة أو وضعها في مواقع مناسبة لشن هجمات.
وتأتي حالة التأهب في أعقاب مقتل القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد، وما تلاه من وعيد إيراني بانتقام شديد ضد الأميركيين يشمل وجودهم ومصالحهم في أنحاء الشرق الأوسط.
ومن البيت الأبيض أعلن ترامب خلال استقباله رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن انسحاب الولايات المتحدة الآن سيكون “أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق”، مضيفا “في توقيت معين سنخرج (…) لكن هذا التوقيت لم يأت بعد”.
وقبيل ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر أن الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من العراق، نافيا وجود رسالة موقعة من الجانب الأميركي تعلن سحب تلك القوات.
وصرح اسبر “سياستنا لم تتغير. لن نغادر العراق”، مضيفا “لا رسالة موقعة بحسب علمي”، بعدما صرح رئيس الوزراء العراقي عبد المهدي تلقيه نسخة موقعة من رسالة اميركية تعرض خطوات “الخروج” من العراق. وفق فرانس برس
وتوقع اسبر “ردا” ايرانيا على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني الجمعة في ضربة اميركية قرب بغداد، على ان يكون الرد إيرانيا مباشرا أو “بواسطة ادواتهم”.
لكنه دعا ايران الى “احتواء التصعيد” مؤكدا ان واشنطن لا تزال منفتحة على الحوار.
وقال اسبر “إذا كانوا يريدون الجلوس الى طاولة المفاوضات ومناقشة الولايات المتحدة من دون شروط مسبقة حول نهج أفضل يمكن سلوكه (…) يمكننا ان نفترض ان هذا الامر سيحررهم من العقوبات الاقتصادية”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.