باتت الجارة الليبية تشكل مصدر قلق لكل من الجزائر وتونس التي تشترك معها بالحدود، خاصة بعد أن تم اكتشاف أسلحة كانت مهربة لقوات حكومة “فايز السراج” في تونس ويعتقد أنها كانت قادمة تركيا.
وبسبب تدهور الأوضاع العسكرية في ليبيا تخشى الدول الإفريقية وخاصة المجاورة لها، من انتشار فوضى السلاح، وما أجج هذه المخاوف اعتماد القوات التركية على قوات أجنبية تقاتل لصالحها مع حكومة الوفاق التي يتزعمها “فايز السراج”.
فقد وصل الرئيس التونسي “قيس سعيد” اليوم الأحد، إلى الجزائر في أول زيارة رسمية له إلى البلد الجار منذ توليه الرئاسة قبل ثلاثة أشهر.
ومن المتوقع أن يجري سعيد مباحثات مع الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، بشأن عدد من القضايا، على رأسها الأزمة الليبية التي تثير مخاوف بشأن الاستقرار في المنطقة المغاربية.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً أكدت فيه أن الرئيسين “سيجريان محادثات حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما سيتطرقان إلى الوضع الدولي والإقليمي، وخاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة”.
وكان الرئيس التونسي، قد أوضح في مقابلة تلفزيونية بثها التلفزيون الجزائري يوم الخميس الماضي، أن سبب تأخير زيارته للجزائر إلى انتظار نهاية المسار الانتخابي في البلد الجار.
وقال سعيد: “كانت هناك انتخابات في الجزائر، ثم جاءت مسألة تشكيل الحكومة في تونس منذ 15 تشرين الأول الى الآن”، وأضاف بخصوص المحادثات المنتظرة حول ليبيا أن “الجزائر وطننا الشقيق . . . لنا نفس المقاربة مع الجزائر ضد أي تدخل دول أجنبية”.
وتأتي الزيارة الرسمية بعد أسبوع من احتضان الجزائر لاجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا، كما ستشمل المحادثات مجالات التجارة بين البلدين والطاقة والسياحة، بحسب بيان الرئاسة التونسية، وتتعاون تونس والجزائر في ملف محاربة الإرهاب لمواجهة المجموعات المسلحة النشطة في الجبال الحدودية حيث قامت بهجمات متكررة.
على الصعيد الدولي: أعلن قائد الجيش الوطني الليبي “خليفة حفتر” مشاركته بمؤتمر جنيف المقرر انعقاده الشهر الحالي، لمناقشة الملف الليبي، وحظر السلاح للأراضي الليبية، إذ خصص مؤتمر جنيف المقبل لمناقشة الأوضاع العسكرية في البلاد، وذلك إثر التدخل العسكري التركي لصالح حكومة الوفاق التي يقودها “فايز السراج” وتتخذ من العاصمة الليبية “طرابلس” مقراً لها.
حيث أصدر المشير حفتر بياناً رسمياً أوضح فيه، مشاركة قواته في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) المزمع عقدها قريباً في جنيف، بحسب بيان للبعثة الأممية في ليبيا، وذكر البيان الليبي، أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، التقيا مع المشير حفتر أمس في الرجمة، حيث بحث الطرفان المسارين السياسي والاقتصادي للأزمة الليبية.
وبحسب تصريحات سابقة، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا شارك بشكل رسمي في المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين اللجنة العسكرية “5+5” التي تأتي ضمن حزمة المسار الأمني للحوار الليبي، وتتشكل برعاية الأمم المتحدة من 10 عسكريين وأمنيين من طرفي النزاع في ليبيا.
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة” في تصريحات سابقة؛ إن اللجنة العسكرية ضمن المسارات الثلاثة لحل الأزمة الليبية، سيكون على رأس أهدافها “مغادرة كل المقاتلين غير الليبيين للأراضي الليبية في أسرع وقت”.
وكان قد انعقد من أجل الملف الليبي مؤتمرين دوليين الشهر الماضي، أحدهما في العاصمة الروسية “موسكو” ولم يسفر عنه أي نتائج، بينما انعقد الثاني في العاصمة الألمانية “برلين” وكان تميهداً لمؤتمر جنيف المقبل.
وأدى التدخل العسكري التركي لصالح حكومة السراج إلى تدهور الوضع العسكري في ليبيا، إذ عمدت أنقرة على استقدام قوات عسكرية “سورية” بعد أن أعلنت أنها سترسل قوات تركية إلى ليبيا وفق اتفاقية موقعة بينها وبين حكومة السراج، وقد تمت المصادقة عليها في الأمم المتحدة، ومن تبعات هذه الاتفاقية منح أنقرة الكثير من الامتيازات البحرية في مياه المتوسط الشرقية الغنية بالغاز الطبيعي.