فياز أوزتورك، عميل سابق في المخابرات التركية MIT، كانت شهادته في المحكمة سبباً بسحن موظف في القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول، وذلك في يونيو 2020.
واليوم يعترف أوزتورك في فيينا بأنه أُجبر على الإدلاء بشهادة زور في اسطنبول، ويتم التحقيق معه من قبل مكتب المدعي العام في فيينا بتهمة التجسس وتشكيل منظمة إجرامية، وهو رهن الاحتجاز.
في 15 سبتمبر 2020، وقف رجل يبلغ من العمر 53 عاماُ أمام مكتب الدولة لحماية الدستور” النمساوي في شوتينرينغ في فيينا، وعرّف عن نفسه على أنه فياز أوزتورك مظهراً جواز سفره الإيطالي، حيث زعم أنه تم تكليفه من قبل المخابرات التركية MIT لاغتيال بريفان أصلان، وهي سياسية نمساوية من أصول كردية.
تم القبض عليه وأخذه الضباط إلى الطابق الثالث وبدأوا استجوابه بسؤالهم عن عملية القتل المخطط لها وعن المتواطئين، بالإضافة إلى أسئلتهم عن MIT، إلا أنهم غيروا مسار الأسئلة فجأة، فسألوه: “ماذا تعرف عن ميتين توبوز؟”
أجاب أوزتورك: “لديه منصبين بين إدارة مكافحة المخدرات والسلطات التركية”، وهذا صحيح بالطبع، فتوبوز كان موظف في القنصلية الأمريكية العامة في اسطنبول، وكان المسؤول عن الاتصال بوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية DEA.
في 11 يونيو 2020، حكمت محكمة في اسطنبول على توبوز بالسجن ثماني سنوات وتسعة أشهر بتهم الانتماء إلى حركة غولن والمشاركة في التحضير لانقلاب غولن.
التوقيع على ورقة فارغة:
نفى توبوز كل التهم الموجهة له، إلا أن شهادة شخص بعينه، وهو شاهد رئيسي أدت إلى إدانته. كان الشاهد الرئيسي هو فياز أوزتورك.
وفي سبتمبر 2020، أبلغ أوزتورك المسؤولين في فيينا كيف تم الضغط عليه للادلاء بشهادته ضد توبوز: “وضعوني كشاهد وقدموا لي ورقة بيضاء، كان عليّ التوقيع عليها”.
كان أوزتورك قد خضع لضغط كبير: “إنهم يفعلون ذلك بنفس الطريقة دائماً، يلقون بك في السجن لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات، حتى بدون أدلة، ثم بعد هذا الوقت يطلقون سراحك ويقولون “آسف”.”
تم الإدلاء بشهادة الزور في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وبعد فترة وجيزة تم سجن توبوز، إلا أن محامي متين توبوز أراد استجواب أوزتورك شخصياً كشاهد، فأرجأ القاضي الجلسة الرئيسية إلى 10 مارس 2020 لاستدعاء أوزتورك الذي أصبح الآن مواطناً إيطالياً، لكنه لم يأت، وفي 11 يونيو 2020، تخلى القاضي عن محاولة استدعاء أوزتورك وأغلق الإجراءات، ثم أعلن الحكم.
وكيل أردوغان
أثناء الاستجواب، اعترف أوزتورك بأنه عمل في المخابرات التركية MIT لسنوات، حيث قامت المخابرات التركية بتدريبه وهو الآن يتلقي معاشاً تقاعديا.
في غضون ذلك، أدلت السفارة التركية في فيينا بالبيان التالي: “لقد ثبت بوضوح أن الشخص المعني لا علاقة له بالمخابرات التركية وأن مزاعمه غير صحيحة”.
إلا أن الادعاء العام في فيينا يرى الأمر بشكل مختلف، لذا يجري التحقيق الآن بموجب المادة 48 St 47 / 20k-8 ضد المتهم أوزتورك والمحتجز بسبب المادة 319 StGB – المتعلقة بـ “المخابرات العسكرية لدولة أجنبية” والمادة 278 StGB – المتعلقة ب “الجماعات الإجرامية”، أما الدولة الأجنبية فهي تركيا والجماعة الإجرامية هي جهاز استخباراتها MIT.
ينبغي أن يتوصل التحقيق إلى معرفة الشخص الذي أعطى أوزتورك أمر القتل ضد بيريفان أصلان، ولكن قبل كل شيء، يجب عليهم التحقيق في أمر واحد: التعرف أكثر على شبكة MIT في فيينا وإنسبروك وبلغراد وأنقرة، وقد تبين أن جهاز الاستخبارات التركي MIT متصل مباشرة بالسفارة التركية في فيينا والحكومة في أنقرة.
بسبب الشهادة الكاذبة للشاهد الرئيسي في الاستخبارات التركية، تم سجن موظف في القنصلية الأمريكية العامة في أحد السجون التركية مما دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى التعليق على “المزاعم التي لا أساس لها” ضد توبوز، مبيناً أن الحكم “سيقوض الثقة في مؤسسات تركيا”، وأن هذا بمثابة هجوم على العلاقات التركية الأمريكية.