مهد الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، لتدخل جديد لقواته على الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع تواصل إرسال التعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب، شمال سوريا، والتي تشهد عمليات عسكرية للنظام السوري، منذ أشهر.
وأضاف “أردوغان” في كلمة له قبل قليل: “إن لم نقاتل في سوريا فسنقاتل غداً، وسيكون شعب الاناضول بخطر”، مشيراً إلى أن حكومته لن تتغاض إطلاقاً عن اعتداء يطال قواتها، أو عن أي عمالة أو حقد أو استفزاز أي كان مصدره، على حد قوله.
إلى جانب ذلك، هدد الرئيس التركي، باستهداف الطيران الحربي للنظام، مشيراً إلى أن طائرات النظام لن تتمكن من التحرك بحرية في سماء إدلب كما كانت في السابق، موضحاً: “أقولها علناً، لن يكون أحد في مأمن بمكانٍ أُهدر فيه دم الجنود الأتراك”.
كما هدد “أردوغان” بضرب قوات نظام “بشار الأسد” حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي، في حال تكرار ما وصفه بالاعتداء على الجيش التركي، في سوريا، مؤكداً أن بلاده لن تظل صامتة حيال ما يجري في إدلب، رغم تجاهل الجميع للمأساة الحاصلة هناك، على حد وصفه.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، توتراً عسكرياً كبيراً بين قوات النظام والجيش التركي، بعد استهداف نقطة تركية، ما أدى إلى مقتل 6 جنود أتراك، الأمر الذي ردت عليه أنقرة باستهداف عشرات المواقع التابعة لنظام “بشار الأسد” في عدن مناطق، بالإضافة إلى إرسال أرتال عسكرية ضخمة، إلى محيط مناطق الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام.
من جهته، كان مستشار الأمن القومي الأمريكي “روبرت أوبراين”، قد أعلن أن احتمال تدخل بلاده عسكرياً في محافظة إدلب السورية، على خلفية التصعيد الأخير الذي تشهده المحافظة، مستبعداً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل التشديد على ضرورة وقف المجازر التي تطال المدنيين في إدلب.
واعتبر “أوبراين” أن بلاده غير مطالبة بلعب دور الشرطي الدولي، لفض الخلافات والنزعات بين تركيا والنظام السوري، موضحاً: “نظام الأسد وداعموه أغاروا على القوات التركية والعناصر التي تعمل معها، فهل يُنتظر منّا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب لإيقاف الاعتداءات؟”.
كما اعتبر المستشار الأمريكي، أن الوضع في إدلب سيء للغاية، وأن الأسد وداعميه في إيران لاعبين سيئين جداً، منتقداً في الوقت ذاته، ما وصفه بـ “المواقف المتذبذبة” للرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان”، حيال السلام في سوريا، مؤكداً أن الخطوات التي تُقدم عليها تركيا وروسيا لا تساهم في تحسين الوضع.