تعهد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بإعادة الأراضي السورية لما سماها بـ “الحكومة الشرعية المقبلة”، كما تعهد بإعادة مليون لاجئ سوري في تركيا إلى المنطقة الآمنة شمال البلاد.
وفي كلمة ألقاها “أردوغان”، أمام الصحافة العالمية، ظهر الجمعة، في العاصمة السياحية “اسطنبول”، قال الرئيس التركي: “المنطقة الآمنة تمتد من منبج وحتى الحدود العراقية بطول 440 كم وعمق 32 كم، ونحن نخطط لإعادة أكثر من مليون لاجئ إلى هذه المنطقة”.
وقال أردوغان: سيطرة النظام السوري على المواقع التي تم تحريرها من قوات سوريا الديمقراطية، أمر طبيعي ولا يضايقنا، ونحن هدفنا إخراج العناصر الإرهابية من مدينة منبج.
واستطرد الرئيس التركي: “بمجرد اكتمال أعمال صياغة الدستور الجديد وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية ستنتقل جميع الأراضي إلى سيطرة الحكومة الشرعية المقبلة فيه.”
وأكد الرئيس التركي أن تركيا هي من تقدم وقدمت المساعدة للسوريين دون أن تحصل على مساعدة أوربية: “الاتحاد الأوروبي وباقي الدول لم تأخذ دورها في الأحداث السورية، نحن نعمل على تأمين البنية التحيتية والحياة الكريمة لهؤلاء اللاجئين في المنطقة الآمنة، ولا يوجد أحد منهم يطلب العودة إلى تلك المنطقة في هذه الظروف”.
وأشار “أردوغان” إلى أن تأهيل المنطقة وتأمين ظروف أفضل فيها، سيشجع اللاجئين على العودة إليها “لا أتوقع أن أحد سيعارض”.
وتحدث “أردوغان” عن مجريات اتصاله بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي سبقت الإعلان عن اطلاق العملية العسكرية: ” في 6 من الشهر الجاري اتصلت بترامب قلت له سنبدأ بهذه العملية، وبعد الاتصال وفقا لما علمناه من وسال الإعلام رأينا أن أمريكا ستسحب جنودها من هذه المنطقة، فلم يكن يوجد شيء يعيق البدء”.
وأوضح “أردوغان” في كلمته أمام الصحفيين، أن العملية العسكرية “نبع السلام” مكنت قوات بلاده والفصائل السورية المعارضة التي تدعمها أنقرة، من “السيطرة على 65% من الأراضي بما فيها رأس العين” كما قال الرئيس التركي.
وأكد “أردوغان” أن “إشكالية المنطقة الآمنة، ستحل إذا تمكنت واشنطن من الوفاء بوعودها، لغاية الانتهاء من مهلة الـ 120 ساعة حتى مساء الثلاثاء المقبل”، وتابع الرئيس التركي: “نبع السلام ستتواصل بحزم أكبر بنهاية مهلمة 120 ساعة إذا لم تلتزم أمريكا بوعودها لنا خلال هذه المهلة”.
وأكد أردوغان، أن بلاده اتفقت مع واشنطن على المضي قدماً في تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية، مضيفا أن “بلدينا سيبقيان على اتصال دائم”.
ونفى الرئيس التركي أن تكون هناك اشتباكات حاليا في شمال شرق سوريا، على الرغم تأكيدات عديدة، أن الجيش التركي قصف بلدة رأس العين وتجمعات للمدنيين، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص.
وبخصوص المراسلات، التي دارت بينه وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان: “لقد نشرت في وسائل الإعلام رسائل للرئيس ترامب لا تتلائم مع معايير اللباقة الدبوماسية والسياسية، بالتأكيد لم ننس هذا الأمر، وتجاهلنا لهذه الرسالة غير صحيح، ونود أن يعلم الجميع أننا سنقوم باللازم عندما يحين الأمر”.
وبرر الرئيس التركي في كلمة اليوم الجمعة أمام الصحفين شنه للعملية العسكرية شمال سوريا: “تركيا نبهت مرارا حلفاءها بشأن خطر حزب العمال الكردستاني، لكنهم لك يقوموا بأي شيء فتصرفنا بمفردنا”.
وأضاف: “العملية العسكرية في شمال سوريا جاءت نتيجة لتعرض تركيا لتهديدات على مدى سنوات”.
وأكد أردوغان أن أنقرة دعمت دائما الحراك الدبلوماسي وستبقى كذلك بشأن الأزمة السورية.
وقال إن الجانب الأمريكي سيشرف على إخلاء “المنطقة الآمنة” وسحب أسلحة الأكراد وتدمير تحصيناتهم.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.