تصريحات جديدة للرئيس التركي “أردوغان” حول الشمال والشمال الشرقي من سورية، يعلن من خلالها “أردوغان” قرع طبول الحرب مجدداً، بعد التهدئة الشبه جزئية التي عاشتها مناطق المواجهات بين الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية، خلال الأيام الماضية.
الرئيس التركي ” رجب طيب أردوغان”، صرح، اليوم الثلاثاء، أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية، لم تنسحب من “منطقة آمنة” المزمعة في شمال شرق سوريا على الرغم من اتفاقيات تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا.
وأبرمت تركيا اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، من “المنطقة الآمنة” التي تعتزم إقامتها في شمال شرق سوريا. وفي حين قالت واشنطن وموسكو إن المقاتلين غادروا، أكد أردوغان أن هذا لم يحدث.
وقال “أردوغان” لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة إن مقاتلي وحدات حماية الشعب ما زالوا في تل رفعت ومنبج وشرقي رأس العين التي استهدفتها تركيا في عمليتها الأخيرة. وأضاف أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
والعملية التركية التي بدأت في التاسع من أكتوبر في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، معلّقة حتى الساعة 19,00 ت غ الثلاثاء بناء على اتفاق لوقف إطلاق النار بين واشنطن وأنقرة.
ويهدف وقف إطلاق النار إلى السماح للمقاتلين الأكراد بالانسحاب من مواقعهم التي تشملها خطة تركية لإقامة “منطقة آمنة” على طول حدودها بهدف إبعاد المقاتلين الأكراد منها.
وأكد أردوغان أن “700 إلى 800″ مقاتل كردي انسحبوا حتى الآن، مضيفاً أن بين 1200 و1300 آخرين يجب أن يغادروا المنطقة، وقال: ” كان ردنا على من يخططون لتطويق تركيا بالإرهاب هو سحق الإرهابيين في أوكارهم”، واستطرد الرئيس التركي: “نتابع الأمر من كثب. هذه العملية لن تنتهي من دون الانسحاب الكامل” للأكراد.
وفق ما قاله الرئيس التركي، فإن عناصر “ي ب ك/بي كا كا” يواصلون هجماتهم على القوات التركية من خلف حدود المنطقة الآمنة (شمالي سوريا)، موضحا، أنه مازال هناك إرهابيون داخل حدود المنطقة الآمنة شمالي سوريا، وأن هذه المنطقة ما زالت غير مطهرة منهم.
فيما وجه أردوغان رسائل لواشنطن قال فيها: “عندما لا تدرجون في تقاريركم تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” على أنه إرهابي، هل تصبح هذه التنظيمات الملطخة أيديهم بالدماء بريئة؟ بالطبع لا”.
وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل القضاء على أي تهديد إرهابي سواء من داخلها أو خارجها دون النظر إلى من يقف وراءه.
تحرك أممي
من المقرر أن تشكل منظمة الأمم المتحدة العالمية فريقا من أجل دراسة المقترح الذي قدمه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” فيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة شماليّ سورية، قرب الحدود مع تركيا، وفق ما أكده الأمين العام “أنطونيو غوتيريش”، للرئيس التركي “أردوغان”.
حيث صرح نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة “فرحان حق” خلال كلمة له في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام، أن الرئيس التركي قد أطلع الأمين العام للأمم، على خطته المتعلقة “بإنشاء منطقة آمنة جديدة لإعادة اللاجئين” السوريين إلى بلادهم، وذلك أثناء لقاء مغلق جمعهما اليوم في العاصمة التركية أنقرة.
ووفقا لتصريحات “حق” فإن الأمين العام قد أعلم الرئيس التركي بموافقة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على تشكيل فريق خاص لدراسة هذا المقترح، وبشكل فوري.
حروب داخلية وخارجية
قدم نائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، استقالته من الحزب، بعد تعرضه لضغوطٍ شديدة من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
ولفت النائب المستقيل “مصطفى ينروغلو”، إلى أن الاستقالة، جاءت بطلب مباشر من الرئيس، كاشفاً أنه تلقى اتصالا من أردوغان بعد انتقاداتٍ كان وجهها للحزب وسياساته.
كما أشار “ينزوعلو”، إلى أن “أردوغان”، أجبره صراحةً على ترك الحزب، وذلك على خلفية تصريحاته، التي كشف فيها عن وجود انزعاج داخل الحزب على مدى العامين أو الثلاثة الماضية، منتقداً في الوقت ذاته ما اعتبره قصورا في النظام القضائي.
أحلام توسعية
أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”،آواخر الشهر المنصرم، أن بلاده عازمة على توسيع مساحة المنطقة الآمنة في سورية، إذا استدعى الأمر، مشيراً إلى أن الجيش التركي سيرد على أي هجوم يأتي من خارج المنطقة الآمنة.
وأضاف أردوغان: “نحتفظ بحقنا في تنفيذ عمليتنا العسكرية بأنفسنا إذا تبين لنا عدم إبعاد الإرهابيين إلى خارج عمق 30 كيلومتر، أو إذا استمرت الهجمات من أي مكان كان”.
واستنكر الرئيس التركي، وصف الولايات المتحدة الأمريكية للجيش الوطني بأنهم “إرهابيين” قائلاً: “الولايات المتحدة تصف مقاتلي الجيش الوطني بالإرهابيين، هؤلاء هم أصحاب الأرض يدافعون عنها، كيف يمكنكم أن تصفوهم بالارهابيين”؟.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.