الملخص التنفيذي:
تمثل دراسة تاريخ الآخر أحد الموضوعات البحثية المهمة التي تَطرَّق إليها العَملُ التاريخي، وشغلتْ أقلامَ مؤرخي العالم العربي في الآونة الأخيرة، رغبةً منهم في لَعبِ الدور التقريبي بين الشعوب، ومُقاومةِ لغة العداء التي ينشرها المُتعصبون من رجال الفكر والسياسة، وفي إطار سعيهم لتجاوز العراقيل المعرفية التي تواجه الكتابة التاريخية العربية عموماً، فكان لا بد من اقتحام هذا الحقل المعرفي العلائقي الراهن.
يُعدُّ البحث في تاريخ الآخر طرحاً علمياً مُعمّقاً، وعمليةً حفريةً تنحتُ في ثقافات الشعوب وذهنياتها وتخيلاتها، وتبني شروط العلاقة فيما بينهما، وهو من أكثر الحقولِ المعرفية تعقيداً لأنه مجالٌ ممتلئٌ بالإشكالات؛ سببه تاريخية الصراع الحضاري، والعلاقات المتبادلة بين الذات والآخر عبر المراحل التاريخية، ودور المؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية فيها، وبالأخص في دراسة تاريخية العلاقة بين المجتمعين العربي والغربي، والعربي والإيراني، في ضوء ما أنتجه رواد البحث الكولونيالي أو المحلي المضاد.
من هنا لاقت هذه الورقة صعوبات في تحديد مفهوم الآخر، وفي رصد التصنيفات المعرفية التي تتبعه، ومقدار العلاقة بين الذات والآخر “الشرق والغرب”، وهنا لا بد من أن نلاحظ في تلك العلاقة بأن إثبات قيمة الذات، وتأكيد وجودها عبر بناء صورة الآخر الثابتة في الأذهان ليست ظاهرة خاصة في ثقافة من دون أخرى بل تشمل الأمم والثقافات المختلفة، إضافة إلى ذلك تبدت صعوبة منهجية في تحديد الإطار العام لمحاور البحث، وفي طريقة بناء نظرة استشرافية تُقرب المسافات بين الشعوب المختلفة في المرحلة الراهنة.
محاور الدراسة:
- معوّقات البحث في تاريخ الآخر
- صعوبة تعريف الآخر
- تمجيد الذات واحتقار الآخر
- الأفكار الثّابتة بين الواقعية والمتخيل
- المحليةُ المنغلقة و”عدم الاهتمام بتاريخ الآخر”
- تجاوز معوقات البحث في تاريخ الآخر “المعالجة المعرفية”
- النتائج والتوصيات