يزداد التوتر بين مصر وإثيوبيا حول أزمة سد النهضة الذي يهدد الأمن المائي والقومي لدولة المصب “مصر” التي يعتبر نهر النيل شريان الحياة الرئيس فيها، وهي الدولة العربية الأكبر وزنًا وسكانًا وصلة الوصل بين إفريقية وآسيا.
وفي إطار مساعي التضامن العربي الذي تمثل بإجتماع جامعة الدول العربية وبيان تضامني علني مع القاهرة، قام وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأحد، بزيارة إلى الأردن تتبعها جولة عربية تشمل سبع دول لتسليم قادتها رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وذكر بيان للديوان الملكي الأردني اليوم أن الملك عبدالله الثاني، التقى اليوم في قصر الحسينية وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي سلمه رسالة من الرئيس السيسي. ولم يوضح البيان فحوى الرسالة.
لكن الملك أكد خلال اللقاء “دعم الأردن لجهود التوصل إلى اتفاق وفق القانون الدولي يحفظ حقوق جميع الأطراف فيما يتصل بسد النهضة”.
وشدد على “موقف المملكة الداعم للأمن الوطني المصري فيما يتعلق بحقوق مصر المائية”.
وكان وزراء الخارجية العرب قد أصدروا في ختام اجتماع بالقاهرة الأربعاء الماضي قرارا بعنوان “سد النهضة الأثيوبي” أعربوا فيه عن التضامن مع مصر في ملف سد النهضة، مؤكدين رفضهم أي مساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، وسط تحفظ سوداني.
وبحسب البيان، جرى خلال اللقاء أيضا “بحث مجمل التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة دعم الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وقيام دولتهم المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية”.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري للأردن في مستهل جولة عربية تشمل أيضاً العراق وخمس دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت.
وفي العراق محطته الثانية، نقل الوزير المصري رسالة من الرئيس السيسي، إلى الرئيس العراقي برهم صالح، بشأن “حقوق مصر المائية في سد النهضة والتطورات الإقليمية والدولية”، وفق بيان للرئاسة العراقية.
كما ونقل البيان عن الرئيس العراقي تأكيده على “دعم العراق لجمهورية مصر العربية في سعيها لحماية حقوقها المائية بشأن قضية سد النهضة على أساس القانون الدولي، وبما لا يؤدي للإضرار بمصالح مصر وأمنها المائي”.
وشدد الرئيس برهم صالح “على ضرورة التنسيق المشترك بين الدول الشقيقة والصديقة في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”.
إلى ذلك، استقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك، اليوم الاثنين، وزير الخارجية المصري سامح شكري، حيث سَلَّمَ رسالة لأمير الكويت من رئيس الجمهورية بشأن آخر مستجدات سد النهضة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أعلن وصول السفير سامح شكري، وزير الخارجية، إلى دولة الكويت.
وأضاف”أبوزيد” ، في صفحته على موقع التدوينات القصيرة تويتر، أن الزيارة هي ثالث محطات جولة الوزير الخارجية، موضحا أنها “لتسليم رسالة من رئيس الجمهورية إلى أخيه أمير دولة الكويت”.
في زيارة الرياض، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن سامح شكري وزير الخارجية، التقى اليوم بنظيره السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود.
وأضاف عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، اليوم الاثنين، أن الوزير شكري سلم لنظيره السعودي خلال هذا اللقاء، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ووصل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الاثنين، إلى المملكة العربية السعودية، في إطار جولته العربية، تشمل الأردن والكويت والعراق وسلطنة عمان والبحرين والإمارات.
يذكر أن مصر وأثيوبيا عاشتا في الآونة الأخيرة في سجال حاد بشأن ملف سد النهضة، خاصة بعد توقيع القاهرة بالأحرف الأولى على اتفاق أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولي في ختام اجتماع في واشنطن عقد في 27 و28 فبراير الماضي، لم تشارك فيه أديس أبابا.
وترفض أثيوبيا الاتفاق، وتقول إنه “ليس نتيجة المفاوضات أو المناقشات الفنية والقانونية للدول الثلاث”، فيما تعتبره القاهرة “حلا وسطا عادلا ومتوازنا تم استخلاصه من واقع جولات المفاوضات المكثفة” بين الدول الثلاث على مدار أربعة أشهر.
وتسبب مشروع سد النهضة في توتر بين مصر وأثيوبيا، إذ تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
فيما تقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميغاوات.