أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خطة لمكافحة الإرهاب تندرج ضمن عشر خطوات من أبرزها إدراج عدد من المنظمات على قوائم الإرهاب، ومجابهة عدد من تلك التنظيمات من خلال قرارات مجلس الأمن الدّولي والتعاون مع عدد من الدول في مجال تبادل المعلومات في ما يتعلق بالمنظمات والشخصيات.
تنظر أمريكا -بحسب محللين استراتيجيين- إلى ملف الإرهاب بوصفه قضية خطرة تهدد الأمن القومي في دول العالم العربية والأوروبية كافة، وسط التحذيرات المستمرة من هجمات إرهابية محتملة، الأمر الذي دفع بها إلى السعي الدائم وراء تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، ليغدو “الحرب على الإرهاب” المصطلح الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. يوضح هذا التقرير المنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يكن يوم (11 أيلول/ سبتمبر 2011) يوماً عادياً في العالم، فقد طال مركز التجارة العالمي وجزءاً من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في نيويورك وواشنطن عدد من الهجمات بطائرات سفر تجارية، أدت إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى، ومن ذلك التاريخ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة جديدة في حربها ضد الإرهاب على صعيد داخلي وعالمي.
باتت الحرب على الإرهاب من أولويات الإدارة الأمريكية، بدءاً من عهد الرئيس الأمريكي “بوش” الابن وصولاً إلى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” الذي أدرج خطة لمكافحة الإرهاب تندرج ضمن عشر خطوات من أبرزها إدراج عدد من المنظمات على قوائم الإرهاب، ومجابهة عدد من تلك التنظيمات من خلال قرارات مجلس الأمن الدّولي والتعاون مع عدد من الدول في مجال تبادل المعلومات في ما يتعلق بالمنظمات والشخصيات الإرهابية ومعلومات عنهم، إضافة إلى عدد من الخطوات الأخرى، بحسب ما تحدثت به وكالات أنباء عالمية ومصادر صحافية.
تنظر أمريكا -بحسب محللين استراتيجيين- إلى ملف الإرهاب بوصفه قضية خطرة تهدد الأمن القومي في دول العالم العربية والأوروبية كافة، وسط التحذيرات المستمرة من هجمات إرهابية محتملة، الأمر الذي دفع بها إلى السعي الدائم وراء تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، ليغدو “الحرب على الإرهاب” المصطلح الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
منظمات مصنفة إرهابية على قوائم وزارة الخارجية الأمريكية
نشرت “وزارة الخارجية الأمريكية” عبر موقعها الرسمي على الإنترنت قائمةً، اطلع عليها مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي، تضم أكثر من 50 منظمة مصنفة أنها إرهابية، في حين أشار مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية إلى أنه يراقب باستمرار نشاط الجماعات الإرهابية النشطة في أنحاء العالم كلها لتحديد الأهداف المحتملة لتلك المنظمات أو الشخصيات الإرهابية.
وتصدرت “جماعة أبو سيّاف” قائمة المنظمات الإرهابية، وهي جماعة جهادية انشقت عن جبهة التحرير الوطنية “جبهة مورو” عام 1991 في جنوب الفلبين، أنشأها “عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني”، وهدفها “إنشاء دولة إسلامية” غرب جزيرة “مندناو” جنوب الفلبين، إذ تقطن في هذه الجزيرة أغلبية من السكان المسلمين.
وصنفت الخارجية الأمريكية على قائمتها للإرهاب، طائفة “أوم شنريكيو” منظمة إرهابية، وهي طائفة يابانية دينية تعرف في الإعلام العربي بطائفة أوم، ذاع صيتها بعد حادثة تسميم “مترو أنفاق طوكيو” وكذلك حادثة مقتل عائلة المحامي “ساكاموتو تسوتسومي”.
وتعد منظمة “وطن الباسك والحرية” أو ما تعرف باسم (إيتا) إحدى المنظمات الإرهابية المُدرجة على لوائح الخارجية الأمريكية، وهي منظمة أنشئت عام 1959، وتطورت مع الزمن إلى حركة انفصالية، من أهدافها المعلنة: “انفصال إقليم الباسك الذي يخضع بشقية لسيطرة كل من إسبانيا وفرنسا، وإطلاق سراح أعضائها المعتقلين في كل من فرنسا وإسبانيا”.
عام 1968 قامت منظمة “إيتا” الانفصالية بأول عملية، إذ اغتالت مدير مكتب الاستخبارات الإسبانية في مدينة سان سيباستيان “في إقليم الباسك ميليتون مانثاناس”، وكانت أقوى ضربة وجهتها المنظمة إلى الحكومة الإسبانية عام 1973، إذ اغتالت رئيس الوزراء الإسباني “لويس كاريرو بلانكو” وذلك بوساطة سيارة ملغومة في وسط مدريد، ويرد اسمها ضمن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب في 27 نيسان/ إبريل 2005، بحسب موقع “ويكبيديا” العالمي.
وأدرجت الخارجية الأمريكية على لوائح الإرهاب تنظيم “الجماعة الإسلامية في مصر” وهي جماعة إسلامية دعوية نشأت في الجامعات المصرية أوائل السبعينيات من القرن العشرين تدعو إلى “الجهاد” لإقامة “الدولة الإسلامية” وإعادة “المسلمين إلى التمسك بدينهم وتحكيم شرع الله”، ثم الانطلاق لإعادة “الخلافة الإسلامية من جديد” إلا أنها تختلف عن جماعات الجهاد من حيث الهيكل التنظيمي وأسلوب الدعوة والعمل، إضافة إلى بعض الأفكار والمعتقدات. وتنتشر في محافظات الصعيد خصوصاً وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج.
ومن المنظمات التي شملها التصنيف أيضاً “حركة حماس” التي تعتبر من كبرى الفصائل الفلسطينية، وقد تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع تلك الحركة وفق الحسابات الإسرائيلية.
وضمت القائمة “حركة المجاهدين الباكستانية” وهي جماعة إسلامية مسلحة موطنها الأصلي باكستان، يتزعمها المدعو “فضل الرحمن خليل”، وقد وقع فتوى في شباط/ فبراير 1998 دعا فيها إلى مهاجمة المصالح الأمريكية والغربية، وكانت تدير الحركة معسكرات تدريب في شرق أفغانستان تتبع لأسامة بن لادن في مدينة “خوست”.
وضمت لوائح الإرهاب لدى الإدارة الأمريكية تنظيم “حزب الله” وهو “جماعة شيعية إسلامية مسلحة، وحزب سياسي مقره في لبنان”، وضعته أمريكا في لائحة “المنظمات الإرهابية” لظنها أن الحزب هو من فجّر مقر القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1983، ما أدى إلى مقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي، وتتهمه أيضا بالمسؤولية عن مسلسل خطف الرهائن الغربيين إبان حرب لبنان عام 1982.
وإضافة إلى ما ذُكر من تنظيمات، إلا أن تنظيم “حزب العمال الكردستاني” يعتبر في قائمة المنظمات الإرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وغيرها من الدول، ويعرف بأنه “جماعة مسلحة كردية يسارية نشأت في السبعينيات في منطقة ذات أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا كحركة انفصالية بمزيج فكري بين القومية الكردية والثورية الاشتراكية تسعى لإقامة دولة “كردستان” كردية “ماركسية لينينية”.
ومن التنظيمات والجهات التي أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب بحسب موقع الخارجية الأمريكية: “جيش التحرير الوطن، وجبهة التحرير الفلسطينية، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب التحرير الشعبي الثوري، والحركة الإسلامية لأوزبكستان، والجيش الجمهوري الإيرلندي الحقيقي، ولواء شهداء الأقصى، والحزب الشيوعي الفلبيني/ الجيش الشعبي الجدي، واتحاد جهاد الإسلام، وحركة طالبان باكستان، والمجاهدين الهنود”.
يضاف إلى تلك التنظيمات المصنفة على “القائمة السوداء”: “كتيبة الملثمون، وأنصار الشريعة في بنغازي، وأنصار الشريعة في درنة، وأنصار الشريعة في تونس، ومجلس شورى المجاهدين في ضواحي القدس، وجيش رجال الطريقة النقشبندي، ودولة العراق الإسلامية وفرع المشرق في ليبيا، وتنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وحزب المجاهدين”.
ومن التنظيمات الواردة على قائمة الإرهاب الأمريكية جماعة “عصبة الأنصار” وهي جماعة أصولية يعتنق أفرادها فكر السلفية الجهادية، أسسها المدعو الشيخ “هشام شريدي” في أوائل عام 1990 في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا، وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية المتصلة مع تنظيم القاعدة، وقررت الإدارة الأمريكية تجميد أصول عصبة الأنصار جميعها في عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وورد في القائمة الإرهابية “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وهو تنظيم مصنف لدى دول عدة إرهابياً، نشأ عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، وعام 2006 أعلنت الجماعة السلفية انضمامها إلى تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن، قبل أن تسمى في العام التالي رسميا باسم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ويقول التنظيم إنه “يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي – الفرنسي والأمريكي تحديداً – والموالين له من الأنظمة (المرتدة) وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية”.
وأورد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب عام 2005، جماعة “أنصار الإسلام” وهي جماعة محسوبة على التيار الإسلامي السلفي، وتتبنى العمل المسلح الذي ينسب إلى الإسلام والجهاد، وفي مطلع عام 2003 اتخذت الجماعة المنطقة الشمالية من العراق المتاخمة للحدود الإيرانية معسكرات ومراكز تدريب لها.
ويعدّ “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية” من التنظيمات المُدرجة على لوائح الإرهاب لدى الولايات المتحدة، وهو تنظيم متطرف يتخذ من جنوب اليمن مقراً له، يسعى لمحاربة الوجود الغربي في شبه الجزيرة العربية، ومن أبرز عمليات التنظيم محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأمير”محمد بن نايف” مساعد وزير الداخلية السعودي في 28 آب/ أغسطس عام 2009 في مدينة جدة، إضافة إلى تبنيه محاولة تفجير طائرة أميركية في 25 كانون الأول/ ديسمبر عام 2009 عندما كانت تقوم برحلة من أمستردام في هولندا إلى مدينة ديترويت في الولايات المتحدة، قام بها النيجيري “عمر الفاروق” قبل أن يجري إحباطها، وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر عام 2010م عُثِرَ في مطار دبي على طرود ملغومة في طائرة شحن متوجهة إلى الولايات المتحدة انطلاقاً من اليمن، واتهمت واشنطن “التنظيم” بالوقوف وراء العملية.
من جانبها، أصدرت “وزارة الخارجية الأميركية” بياناً في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، صنفت فيه جماعة” جند الله” منظمة إرهابية، وحظرت دعمها من قبل أي شخص.
وتعرف جماعة “جند الله” حركة مسلحة عناصرها معظمهم من الأقلية (البلوشية) السّنية التي تسكن مناطق إقليم (سستان ـ بلوشستان) الواقع جنوب شرق إيران، أسسها “عبد المالك ريغي” عام 2002، وهو أحد طلبة العلوم الدينية، للمطالبة باستقلال أكبر للأقاليم السنية، ويطالبون بتقسيم الثروة تقسيماً عادلاً، وقد تمكنت الحكومة الإيرانية من إلقاء القبض على رئيس الجماعة وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فيه بعد مدّة.
وفي شهر أيار/ مايو من عام 2011، أدرجت الخارجية الأمريكية فصيل “جيش الإسلام-فلسطين” على “قائمة الإرهاب”، وهو “تنظيم فلسطيني سلفي جهادي يوالي تنظيم القاعدة منذ تأسيسه حتى أعلن دعمه لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2015″، ويعرف التنظيم نفسه على أنه مجموعة من المجاهدين الذين تربّوا على الإسلام، وجهادهم مقتصر على الداخل الفلسطيني، من أجل تطهير البلاد من “بعض تجار الدم والأخلاق والرذيلة، بحسب موقع “ويكبيديا” العالمي.
وفي أوائل عام 2013، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية اسم “كتائب عبد الله عزام” منظمة إرهابية بارزة، وأسست تلك الكتائب عام 2004 وقد “استمدت الكتائب اسمها من الشيخ عبد الله عزام”، وهو فلسطيني من الأردن، واشتهر بأنه “رائد الجهاد الأفغاني”، إذ كان من أوائل العرب الذين تطوعوا للجهاد ضد قوات الاتحاد السوفياتي السابق التي كانت تحتل أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وهو من أعلام الإخوان المسلمين، وقد بدأت تلك الكتائب عملياتها العسكرية سنة 2004 بثلاثة تفجيرات في منتجع “طابا” وشاطئ “نويبع” المصريين، بحسب موقع ويكبيديا.
وفي شهر آذار/ مارس من عام 2013، أعلنت الولايات المتحدة أنها أضافت “جماعة أنصار الدين” إلى لوائح مكافحة الإرهاب الخاصة بها، مشيرة في بيانها إلى أن أفكار تلك الجماعة متطرفة، وترتبط حركته ارتباطاً وثيقاً بتنظيم القاعدة في المغرب العربي.
و”جماعة أنصار الدين” حركة شعبية جهادية زعيمها التقليدي “إياد أغ غالي” وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل الإيفوغاس الطوارقية، قادت التمرد المسلح ضد القوات المالية في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وفي أواخر عام 2013، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية جماعة “بو كو حرام” النيجيرية على “اللائحة السوداء للتنظيمات الإرهابية”، وتعرف على أنها “جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية”.
وفي 8 آذار/ مارس 2015 أعلنت جماعة “بوكو حرام” مبايعتها لتنظيم داعش بحسب بيان صوتي بُث عبر موقع الحركة على تويتر، وجاء الإعلان على لسان زعيم بوكو حرام “أبوبكر شيكاو”.
من التنظيمات المصنفة على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، تنظيم “جبهة النصرة”، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2012 قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية، وفي 30 أيار/ مايو 2013 قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع إضافة “جبهة النصرة لأهل الشام” إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة.
وتُعرف “جبهة النصرة” على أنها منظمة تنتمي إلى الفكر الجهادي، جرى تشكيلها في أواخر سنة 2011 خلال الثورة السورية بزعامة “أبي محمد الجولاني”، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المعارضة المسلحة، وقد ربطتها تقارير استخبارية أمريكية بتنظيم القاعدة في العراق.
أما في 28 تموز/ يوليو 2016، أعلن زعيم جبهة النصرة، من خلال تسجيل بث على “قناة الجزيرة” إلغاء العمل باسم “جبهة النصرة” وإعادة تشكيل جماعة جديدة باسم “جبهة فتح الشام”، مبيناً أنه ليس له علاقة بأي جهة خارجية، ومن ثم أعلنت جماعة “جبهة فتح الشام” قطع علاقتها السابقة مع تنظيم القاعدة في يوليو/ تموز 2016، وتشكيل كيان جديد حمل اسم “هيئة تحرير الشام”.
مع بداية شهر حزيران/ يونيو 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إدراج “هيئة تحرير الشام” في قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرةً أن “هيئة تحرير الشام” هي الاسم الجديد الذي أطلقته جبهة “النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”، بديلاً لاسمها في العام الماضي، وذلك وسيلة لمواصلة عملها في سوريا”، وقال منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية “ناثان سيلس”: إن “تصنيف اليوم يسير في اتجاه أن الولايات المتحدة لا تنخدع بمحاولة القاعدة إعادة تشكيل نفسها”، بحسب مصادر صحافية.
في 14/10/2017 أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، إدراج “الحرس الثوري الإيراني” على لائحة المنظمات الإرهابية بسبب دعمه لنظام بشار الأسد ومنظمات إرهابية أخرى مثل “حزب الله وحركة طالبان” ودعم “سرايا القدس” مادياً وتوفير التدريب والمعدات لهم، وأوضحت الوزارة سبب التصنيف للحرس الثوري على لائحة الإرهاب، هو دعمه المباشر لنظام بشار الأسد الذي يُمكن هذا النظام شن حملة عنف ضد شعبه فضلاً عن دعمه لسرايا القدس وحزب الله وحماس ومنظمات إرهابية أخرى لها نشاط فتاك، وفي أواخر عام 2017م صنف الكونغرس الأمريكي حركة “النجباء” العراقية “منظمة إرهابية” أيضاً.
ويعتبر تنظيم “داعش” من أشهر التنظيمات الإرهابية المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية الدولية، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية 2014.
وفي أواخر شهر شباط/ فبراير 2018، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية سبعة تنظيمات موالية لداعش على لائحة الإرهاب، وهي تنظيم “داعش في غرب أفريقيا، وداعش في الفلبين، وداعش” في بنغلاديش، وداعش في الصومال، وداعش في تونس، وجند الخلافة في تونس وفي مصر، و”مجموعة موتي”، والقائدان “مهند معلم وأبو مصعب البرناوي”.
تباين في الآراء حول منهجية “أمريكا” في تصنيف تلك المنظمات
وفي رد منه على سؤال حول المعايير التي تتبعها أمريكا في تصنيف المنظمات بوصفها إرهابية وهل تصنيفها يعتبر موضوعياً ومنطقياً أجاب “رشيد حوراني” الباحث في “المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام“: بشكل عام لا يمكن القبول بموضوعية تصنيف الجهات الأمريكية للمنظمات على أنها إرهابية على الرغم من وجود معايير قانونية له، منها على سبيل المثال أن تكون أجنبية.
في حين، قال الإعلامي والحقوقي “ماجد الخطيب”: إنه من المؤكد لدى العاملين في الحقل القانوني الإنساني والعارفين بقواعد القانون الدولي، أن الولايات المتحدة لا تتبع أسساً موضوعية ومنطقية في تصنيف جماعة ما أو منظمة ما أو حتى دولة ما على أنها إرهابية، وإنما دائماً ما تستند الولايات المتحدة في تصنيفاتها و”تقعيداتها” القانونية إلى أسس براغماتية أمريكية محضة، لا تستند إلى قواعد العدالة القانونية بل تعتمد في كلياتها إلى مدى تعارض سلوك منظمة ما أو جهة ما مع مصالحها وأمنها القومي، ومن ثم تستبعد كل ما يتفق مع مصالحها ومنظومتها القومية الأمنية من دائرة الإرهاب.
وأضاف: هذا التفصيل يصبح أكثر دقةً مع تصاعد حدة الاعلان عما يسمى بصفقة القرن، والولايات المتحدة مطالبة أكثر في هذه الحالة بإعادة هيكلة مفهوم الإرهاب ومن هي المنظمات أو الجماعات التي يجب إدراجها على تلك القوائم بقصد تطويع الطريق وتعبيدها لإتمام هذه الصفقة، وبين مَن مِن الممكن اعتباره أداة تنفيذية تخدم مصالحها وأمنها القومي ويساهم في تحقيق الفوضى الخلاقة لأهدافها المرسومة وبتكلفة صفرية لمصلحة جيب ترامب.
وتابع: إذا دققنا النظر في تعريف المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب للمنظمات الإرهابية والمعايير المتبعة في التصنيفات، لوجدنا أنها لا تنطبق في كثير من الأحيان على المنظمات أو الشخصيات مثل زعيم “حركة حماس” إسماعيل هنية الذي اعتبرته الولايات المتحدة إرهابياً، إذ يُعرّف المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب المنظمات الأجنبية الإرهابية على أنها المجموعات الخارجية التي يجري تصنيفها من قبل وزير الخارجية الأمريكي وفق الفصل 219 من قانون الجنسية والهجرة وتعديلاته.
ويرى “الخطيب” أن الوقت قد حان لكي تأخذ الامم المتحدة زمام الأمور، وتعكف على وضع تعريف جامع للإرهاب والمعايير المتبعة في اعتبار جهة ما إرهابية أم لا، قاطعة بذلك الطريق على سماسرة الحروب والمتاجرة بدماء الناس والخضوع لمزاجية الحاكم في اتهام شخص ما أو منظمة بالإرهاب.
بدوره يرى “جلال سلمي” الباحث في “مركز الشرق للسياسات” أن “مصطلح الإرهاب” أصبح مصطلحاً سياسياً أكثر منه قانونياً، وأصبحت كثير من الدول تستخدمه في إطار خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية والأمنية، فعلى سبيل المثال “روسيا” وصفت الفصائل جميعها بالمسلحة، إلا أنها وصفت من لم يقبل باتفاق “آستانة” بأنها منظمات إرهابية وكان من أبرز تلك المنظمات “جبهة النصرة”،
وقال: أظن أن أمريكا قامت بالأمر نفسه، إذ وصفت الفصائل التي لا تتماشى مع مصالحها في سورية بهذا الاسم، وأكبر دليل تأسيسها لغرف “الموم والموك” لهذا الغرض ومن أجل إدارة فصائل المعارضة، ومن كان يحاول الابتعاد عن تلك الغرف كان يوصم بالإرهاب.
وأشار “سلمي” إلى الفرق بين الجماعات الإرهابية والفصائل المعتدلة وقال: من الناحية العلمية فإن الجماعات الإرهابية تُعرف على أنها جماعات مسلحة تستخدم القوة في سبيل تحقيق أهداف سياسية ولكن بأساليب غير أخلاقية، وما يميز الإرهاب عن الفصائل المعتدلة هو هذا المعيار، فالفصائل الإرهابية تتسم بأساليب غير أخلاقية كالقتل المتعمد والجرائم بحق المدنيين وغيرها من الانتهاكات الأخرى.
أما الصحافي “رداد لحلح” فقال: إن الولايات المتحدة تعتمد على أسس ومعايير من شأنها تصنيف المنظمات أو الأشخاص على أنها إرهابية، ومنها سلوك تلك الجهات وسياساتها والأعمال التي تصدر عنها ولا تروق للسياسة الأمريكية.
المراجع
- موقع وزارة الخارجية الأمريكية: https://www.state.gov/j/ct/rls/other/des/123085.htm
- موقع “ويكبيديا” عبر الشبكة العنكبوتية.
- عدد من المواقع الإلكترونية التي تطرقت إلى هذا الملف.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.