تعيش أفغانستان على وقع اتفاق سلام تاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان ينهي – في حال نجاحه – سنوات من الصراع والمواجهة في أطول حرب تخوضها القوات الأمريكية خارج أراضيها عبر تاريخها، واليوم الأحد، أعلن متحدث باسم حركة طالبان، أن الحركة ستفرج اليوم عن 20 أسيرًا من الحكومة الأفغانية في أول خطوة من نوعها منذ بدء عملية السلام.
وأكد سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، إفراجهم عن 20 أسيرا من الحكومة الأفغانية، وقال أنهم سيسلمون للجنة الدولية للصليب الأحمر في قندهار.
الحكومة الأفغانية بدورها ومنذ يوم الأربعاء، كانت قد أفرجت عن 300 من أسرى طالبان في إطار تبادل للسجناء بعد التوصل لاتفاق في فبراير /شباط بين الولايات المتحدة وطالبان أتاح أفضل فرصة على الإطلاق لإنهاء 18 عاماً من الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.
عمليات التبادل بين الحكومة الأفغانية والمتمردين، تأتي بعد أن أعلن متحدثان باسم القوات الأميركية في أفغانستان وحركة طالبان، يوم السبت أن قائد القوات التقى بقيادة طالبان في الدوحة، لبحث ضرورة الحد من العنف في الدولة التي تمزقها الحرب، في الوقت الذي تهدد فيه الاشتباكات المستمرة بعرقلة عملية السلام الهشة.
هذا وعُقد الاجتماع بين قادة طالبان والجنرال سكوت ميلر قائد القوات الأميركية، وبعثة الدعم الحازم غير القتالية، التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، مساء الجمعة الماضي.
االإجراء الجديد سبقه وصول فريق من طالبان مكون من ثلاثة أعضاء إلى العاصمة كابول، لبدء عملية مبادلة السجناء حيث اجتمع مع مسؤولين أفغان على الرغم من إجراءات العزل العام المطبقة في البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال متحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان لوكالة رويترز: “الجنرال ميلر التقى بقيادة طالبان الليلة الماضية في إطار القناة العسكرية التي تأسست بموجب الاتفاق”. وأضاف “كان الاجتماع حول ضرورة الحد من العنف”.
في حين قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة على تويتر، إن الاجتماع ناقش تنفيذ الاتفاق، ليوضح سهيل شاهين، بأن حركته ناقشت مع قائد القوات الأمريكية آلية تطبيق اتفاق السلام الموقع بالدوحة.
يشار أن واشنطن وقعت اتفاقا مع “طالبان” أواخر شهر فبراير الماضي، نص على أن تفرج الحكومة الأفغانية، غير الموقعة للاتفاق، عن 5 آلاف سجين من طالبان، وأن تفرج الحركة بدورها عن ألف سجين من قوات الحكومة.
وتتعهد واشنطن في الاتفاق بسحب قواتها والقوات الدولية بالتدريج من أفغانستان بحلول يوليو تموز العام المقبل، شرط أن تبدأ “طالبان” بمحادثات مع كابل، وأن تعطي ضمانات أخرى.
وفي آواخر شهر مارس- آذار الماضي، كانت قد أعلنت حركة طالبان الأفغانية، رفضها التفاوض مع الوفد الذي سيمثل الحكومة الأفغانية في البلاد، معتبرةً أن الأخير لا يمثل كافة الأطراف والفصائل الأفغانية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم حركة طالبان “ذبيح الله مجاهد”.
إلى جانب ذلك، أشار المتحدث باسم الحركة؛ إلى أن إعلان الحكومة الأفغانية عن فريق التفاوض، انتهك الاتفاق، الذي توصلت إليه طالبان مع واشنطن، مضيفاً: “من أجل التوصل إلى سلام حقيقي ودائم فإن الفريق المذكور لا بد أن تتفق عليه جميع الأطراف الأفغانية الفاعلة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن”، تزامناً، رفضت المتحدثة باسم وزارة شؤون السلام الأفغانية “ناجية أنوري” تصريحات “مجاهد”، مؤكدةً أن الفريق الحكومي تم تشكيله بعد تشاور واسع مع مختلف طبقات المجتمع الأفغاني.