هيئة التحرير
أثنت الولايات المتحدة الأمريكية، على بيان المجلس الوطني الكردي السوري، عبر سفارتها في دمشق، واصفة البيان بالقويّ، عقب الاتهامات المتداولة من أن السفير جيمس جيفري الممثل الخاص لسوريا، والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»، قد طلب من المجلس نقل مكاتبه من تركيا إلى كلاً من السعودية ومصر، فور الإعلان عن الانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كأول شرط لبدء المفاوضات بين الأطراف الكردية السورية، لوحدة صفها وعلى وجه الخصوص بين ممثليّ المجلس، والإدارة الذاتية ممثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي.
السفارة دافعت وبطريقة «الخطف من الخلف» عن موقفها من خلال بيان المجلس، إذ قالت فيه: «أصدر المجلس الوطني الكردي، بياناً قوياً نفى فيه التقارير التي تتحدث عن مغادرته المعارضة السورية، وذكر بوضوح أن هذه الادعاءات زائفة، بما في ذلك التصريحات غير الصحيحة المنسوبة إلى مسؤولين أمريكيين»، في إشارة واضحة إلى نفي كل ما قيل من خلال الثناء على بيان المجلس، وتبرير الموقف الأمريكي بعد اتهام السفير جيفري بالضغط عليه للانسحاب ونقل المكاتب.
تركيا تتهم واشنطن وباريس
تركيا وعبر وكالة الأنباء الرسمية «الأناضول» اتهمت الولايات المتحدة وفرنسا، بممارستهما ضغوطاً على المجلس الوطني الكردي السوري، للانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتشكيل كتلة سياسية جديدة مع الإدارة الذاتية، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي ضمن مساعٍ من البلدين لإضفاء مشروعية دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي، من خلال استغلال شرعية المجلس الوطني الكردي.
ونقلت الوكالة تصريحات من أسمتهم بـ«مصادر كردية معارضة»، خصَّ بها لمراسل «الأناضول» لم تكشف عن هويتها، أن «الولايات المتحدة وفرنسا طلبتا من المجلس الانسحاب من الائتلاف وتشكيل كتلة سياسية مع “PYD”، لتمثيل الأكراد في المفاوضات حول الوضع في سوريا». وأن المصادر ذاتها أكدت أن واشنطن وباريس طلبتا أيضا من رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، المساعدة في الضغط على أعضاء المجلس للقبول بهذا الطلب، بصفته الداعم الأكبر لهم.
ورأت الوكالة أن الهدف من هذا التحرّك «سحب الورقة الكردية من يد الائتلاف، ووضعها في يد إدارة جديدة تنوي إنشاءها شمال شرقي سوريا مكونة من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، وتكون بذلك ضمنت مشاركة الإدارة الذاتية في المباحثات السياسية الدولية حول سوريا بعد سنوات من استبعادها.
المجلس يرد على شبكة «روداو» فقط!
على الرغم من أن الاتهامات التي نشرتها شبكة «روداو» الإعلامية، كانت أخفُّ وطأة عمّا نقلته وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، إلا أن المجلس الوطني الكردي اكتفى بالرد على الشبكة فقط! ولم يأتِ بسيرة الوكالة التركية، إذ قال في بيانه «نشرت قناة (روداو) خبراً ملفقا نسبته الى مصادر مطلعة لشبكة (روداو) ومن جملة ما تضمنه، أن مشروع التقارب الكردي الذي أعده السفير الامريكي طالب المجلس الوطني الكردي بالانسحاب من الائتلاف الوطني ونقل مقراته الى السعودية أو مصر».
وأضاف أن «رئاسة المجلس الوطني الكردي تنفي هذا الخبر، وما نسبه الى السفير الأمريكي جملة وتفصيلا، وتؤكد أن المجلس لم يتخذ أو يناقش أيّ قرار بهذا الشأن وأن ممثليه في الائتلاف يشاركون في هذه الايام اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف». موضحاً أن المجلس «يؤكد بأن أيّ مسعى من أجل وحدة الموقف والصف الكردي لن يكون موجهاً ضد أيّ طرف من أطراف المعارضة السورية، لا بل سيعزز دور الكرد ضمن صفوف المعارضة، والداعم للعملية السياسية التي تجري في جنيف، لإيجاد حل للأزمة السورية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وجود المجلس الوطني الكردي في سوريا ضمن صفوف المعارضة». مطالبة الشبكة في ختام الرد بتوخيّ الدقة والموضوعية والمصداقية في نقل الأخبار، والتأكد من مصادرها الموثوقة قبل النشر.
مفاوضات غير مكتملة
بدأت المفاوضات بين الكتلتين الكرديتين، لأكثر من مرة بإشراف الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، وفي كل مرة كان يطلب من الاثنين بتغيير خطابهما من باب «حسن النيّة وتبادل الثقة» مع تحقيق بعض مطالب المجلس باعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي أو الإدارة الذاتية هي السلطة الفعلية التي تدير المناطق الكردية، منها إطلاق سراح المعتقلين والمختطفين من أعضاء المجلس، والسماح بإعادة فتح مكاتبه، وضمان حرية تنقل أعضائه، بالإضافة إلى التفاهم مبدئياً على جلوس الجانبين للتباحث حول آليات إنشاء إدارة مشتركة للمنطقة، ودخول «بيشمركة روج».
انطلقت المفاوضات مجدداً مطلع نيسان/ أبريل الماضي، لكن بدخول أطراف دولية، وذلك برعاية فرنسية أمريكية، وتحضير ومشاركة من الرئيس الحالي لإقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، ووفق التسريبات فقد تمّ الاتفاق والتباحث في معظم الجوانب الإدارية والسياسية والمالية، والتفاهم على إنشاء إدارة مشتركة بين الجانبين تقوم على أساس التعيين، فيما قيل إن موضوع دخول «بيشمركة روج»، المحسوبة على المجلس الكردي إلى المنطقة، والمهام التي ستتولاها، ستناقش لاحقاً. علماً أنها تشكلت في عام 2012، وأشرفت على تدريبها، قوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق، باتفاق مع قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»، ويقدر عدد مقاتليه بنحو 8 آلاف.