دخل العراق منعطفا خطيراً، فبعد الانتفاضة الشعبية التي قابلتها قوات الأمن والجيش العراقيين بالقبضة الحديدية والنيران، بدأت ملامح حرب سياسية تدور في البلاد، بين متزعمي المشهد خلال السنوات الماضية، في حين كان الجانب الديني هو الآخر حاضر وبقوة، فيما تبقى النهاية التي يتوجه إليها العراق “غامضة” حتى الساعة، وسط نزيف الدماء المتصاعد.
من جانبه، حذر زعيم تيار الصدر في العراق “مقتدى الصدر”، الأربعاء، من تحول العراق إلى “سورية واليمن”، في إشارة إلى تصاعد التوتر وجر البلاد إلى مزيدٍ من الدماء، وذلك في حال عدم استقالة رئيس الوزراء “عادل عبد المهدي”.
وقال الصدر في تغريدة له على موقع توتير: “انتباه .. إنه مجرد تنبيه وليس تخويفاً، فأنتم أيها الشعب أعلى من الخوف، لمن لم يلتفت، أحاول تنبيهه أو تحذيره، سورية ثم اليمن والآن العراق، بالأمس بشار ثم عبد ربه والآن عبد المهدي”.
وأضاف: “أيها الشعب الثائر جاءنا رداً بالأمس، أن استقالة عبد المهدي ستعمق الأزمة، فأقول أولاً: إن عدم استقالته لن تحقن الدماء.. ثانياً: عدم استقالته ستجعل من العراق سورية واليمن.. ثالثاً: لن أشترك في تحالفات معكم بعد اليوم”.
يأتي ذلك، بالتزامن مع أنباء تفيد بتوجه عبد المهدي للاستقالة، حيث نقل موقع “ايلاف” عن مصادر خاصة، أن اجتماعا انعقد مساء الثلاثاء، في منزل الرئيس العراقي “برهم صالح” في بغداد بمشاركة رئيسي الحكومة “عادل عبد المهدي” والبرلمان “محمد الحلبوسي”، للخروج من الازمة الحالية.
وبحسب المصدر، فقد طلب المجتمعون من “عبد المهدي” تقديم استقالته من منصبه كأحد الحلول لتهدئة الشارع الغاضب، مشيراً إلى أن الأخير قبل تقديم استقالته، شرط إعلان حكومة بديلة حالاً، حيث الاتجاه الى تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة تضم وزراء من التكنوقراط المستقلين، تدعو لانتخابات مبكرة في وقت قصير.
إلى ذلك، أفادت المصادر أن هذا الاجتماع تزامن مع اجتماع مماثل، عقده زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” مع المرجع الشيعي الاعلى “آية الله علي السيستاني” في النجف، لبحث التطورات الخطيرة التي يمر بها العراق حالياً.
حيث وصل الصدر، أمس الثلاثاء، الى النجف بطائرة خاصة نقلته من مدينة قم الايرانية التي قضى فيها شهراً وانضم الى متظاهري المدينة فوراً، وفقاً للمصدر.
الذي أشار أيضاً، إلى أن المرجعية الشيعية غاضبة ومحرجة من الاحداث الدامية التي شهدتها كربلاء الليلة الماضية، واستخدام الرصاص الحي لدى فض اعتصام المحتجين بالقوة، ما أسفر عن مقتل 18 متظاهرا واصابة 800، ما جعل الشارع العراقي يشكك بتواطؤ المرجعية مع السياسيين.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.