على الرغم من قرار الحكومة، الذي نص على تفكيك نفوذ الإسلاميين في مختلف المجالات داخل مؤسسات الدولة السودانية، إلا أن إخوان السودان لا يزالون يضغطون على الحكومة، بهدف الحفاظ على مصالح حلفائهم الخارجيين، خاصة دولة قطر.
وذلك من خلال العمل على محاولة منحها موانئ هامة في شواطئ السودان، في ذات الوقت الذي يضغطون فيه، من أجل منع إجراءات الحكومة التي تهدف إلى تقويض منظومة التمكين في نظام الإخوان المتمثل بنظام “عمر البشير”.
وكانت جميع المساعي التي قام بها إخوان السودان، كتحريض الشارع على الحكومة لوقف التحركات السياسية والأمنية التي اتخذتها ضد أشخاص وأحزاب وكيانات محسوبة على الرئيس المعزول عمر البشير، قد بائت بالفشل، حيث بدأ هؤلاء فتح ملفات خارجية لتشتيت انتباه السلطة الانتقالية، بما يفيد دولا بعينها لم تتوان للحظة واحدة، عن تقديم دعم للإسلاميين في السودان.
الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي “إدريس سليمان”، كان قد طالب بعدم منح موانئ السودان لدولة خليجية لم يسمّها، مشددا على وجود مقترحات قدمتها دول، من بينها قطر، تريد مصلحة السودان دون أجندة أخرى، على حد قوله، مع الإشارة إلى أن حزب المؤتمر الشعبي، أسسه القيادي الإسلامي الراحل حسن الترابي.
تصريحات “الكيزان”، أظهرت النوايا الحقيقية في التمسك بدور قطر، ومحاولة إدخالها من الشبّاك عقب الحديث عن خروجها من الباب بعد سقوط نظام البشير، وفشل محاولات منع المساس بجميع الهياكل التنظيمية للأحزاب ذات الصبغة الإسلامية.
من جانبه، أكد القيادي بقوى الحرية والتغيير “نورالدين صلاح الدين”، بأن الخرطوم تبني علاقاتها وفقاً لمصالح الشعب، وليس وفقاً للأهواء كما الحال في عهد الرئيس المخلوع ” عمر البشير”، وأن محاولة توجيه القرار السياسي مثلما يسعى حزب الترابي لن تلقى أثراً لدى حكومة تنفتح على الجميع من دون أن ينعكس ذلك على جرّ السودان إلى سياسات المحاور التي انتهجها البشير في علاقاته بقطر وتركيا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.