ضمن سلسلة مقابلاتنا مع خبراء غربيين، أتيحت الفرصة لدينيس كوليسنيك، المستشار والمحلل الفرنسي، لمناقشة هجوم حماس الأخير مع ميشيل فيس، المحلل الاستراتيجي وطالب الدكتوراه في جامعة لايدن حول هجوم حماس الأخير ضد إسرائيل وتداعياته على المنطقة.
شهد الشرق الأوسط في الآونة الاخيرة، فترة من الاستقرار النسبي وتم بذل جهود التطبيع. فما هي مصالح القوى الإقليمية الرئيسية في المنطقة وخارجها؟
أنا لست متأكدا تماما من إمكانية الحديث عن استقرار نسبي، لأنه حتى لو تحسن الوضع في العراق وسوريا، فإن تركيا لا تزال تنفذ عمليات عسكرية ضد القوات الكردية في هذين البلدين. ويستمر القتال أيضاً بين نظام الأسد والجماعات المتمردة، وإن كان بدرجة أقل. وتستمر الصراعات في اليمن وليبيا. إن الوضع العام أفضل قليلاً مما كان عليه قبل خمس أو ست سنوات، ولكنني لست متأكداً من أن “الاستقرار” هو المصطلح المناسب للاستخدام. وبشكل أكثر تحديدًا، كنت لأقول أن العديد من القوى في الشرق الأوسط تتنافس على نفوذ إقليمي أكبر في سياق الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من المنطقة.
تُعد إيران، إحدى هذه الجهات الفاعلة. فلدى الإيرانيين مصالح استراتيجية في الحفاظ على نفوذهم وتوسيعه، ويعتبر العراق وسوريا على سبيل المثال، مهمين بالنسبة لهم من حيث توريد الأسلحة والمواد الأخرى إلى حزب الله في لبنان، وهو ما يلعب دورًا كبيرًا بالنسبة لطهران. ولديهم مصالح مماثلة في اليمن تجاه الحوثيين. كما يسترشد تفكيرهم بالتهديدات المتصورة فيما يتعلق بالتدخل الأميركي والإسرائيلي في مصالحهم الاستراتيجية (بما في ذلك الهجوم على برنامجهم النووي). وعلى وجه الخصوص، هم يخشون بشدة عملية التطبيع العامة بين إسرائيل وبعض دول الخليج، “اتفاقيات إبراهيم”.
حين يتعلق الأمر بالتطورات الكبرى في الشرق الأوسط، أريد أن أقول إن “اتفاقيات إبراهيم”هيمنت على الديناميكيات الإقليمية. إذ أن التقارب بين إسرائيل وبعض العواصم الإقليمية، وخاصة دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية، رغم أنه لم يكن رسميًا بعد، كان موضوع جهود علنية. وهو ما يمثل أحد المصالح الرئيسية للإسرائيليين. فهذه الأخيرة تريد الاستفادة من البيئة الودية تجاهها. وخصمهم الإقليمي الرئيسي هو إيران، وبدرجة أقل سوريا. ومن ثم، بطبيعة الحال، هناك تهديدات غير حكومية مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة. ولهذا السبب، شكلت “اتفاقيات إبراهيم” التزاماً مهماً بالنسبة لإسرائيل. وتسير عملية التطبيع هذه أيضًا جنبًا إلى جنب مع دور الولايات المتحدة في المنطقة. حيث حاولت واشنطن منذ 2009,الانسحاب من الشرق الأوسط في عهد إدارة أوباما، لكن ذلك لم يحدث بعد.
وتمثل المملكة العربية السعودية لاعبا اقليميا آخر. فقد أصبحت الرياض لاعباً أكثر حزماً وأكثر استقلالاً عن الولايات المتحدة. وينطبق الشيء نفسه على دولة الإمارات العربية المتحدة. هم يؤكدون نفوذهم في المنطقة لأنهم، حتى الآن، يعتمدون بشكل كبير على الولايات المتحدة. ومن أجل تقليل اعتمادها على واشنطن، تحاول هذه الدول أيضًا التقرب من الصين وروسيا في بعض الحالات أعتقد أن ما نراه الآن، والذي كان مثيرًا للاهتمام أيضًا خلال الأشهر القليلة الماضية، هو أنه كان هناك هذا التقارب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ودول الخليج الأخرى. لكن في الوقت نفسه، اقتربت بعض دول الخليج أيضًا من إيران، وهو ما تمكنا أيضًا من ملاحظته. أذكر كمثال هنا، الاجتماعات بين المملكة العربية السعودية وإيران والتي تم تسهيلها من قبل الصينيين، الذين يحاولون لعب دور بناء في الشرق الأوسط. رغم ذلك، الكثير لا يزال يعتمد على الوجود الأميركي في المنطقة. وإذا انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، على الرغم من أنني لا أتوقع حدوث ذلك بعد، أعتقد أن ذلك سيخلق الكثير من الديناميكيات الإضافية.
نفذت حماس هجومًا واسع النطاق ضد إسرائيل، في أوائل أكتوبر، لماذا، حسب اعتقادك، أخطأت أجهزة الأمن الإسرائيلية هذا الهجوم، وتفاجأت تمامًا؟ وما هي تداعيات هذا الهجوم على التطبيع الإسرائيلي العربي، وعلى اتفاقيات إبراهيم مثلاً؟
إنها لكمة حقيقية في وجه أجهزة الأمن الإسرائيلية. فنحن جميعًا نعلم أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لها صيت وأصل معين، لكنها فشلت بطريقة أو بأخرى هذه المرة.
ولكن، ينبغي علينا أيضًا أن نضع في اعتبارنا أن أشياء كثيرة لا تزال مجهولة بالنسبة لنا ويتعين علينا اكتشافها خلال التحقيقات العديدة التي سيتم إجراؤها. بعضها سيكون عامًا والبعض الآخر أكثر خصوصية أو غير معروف للعامة. أعتقد أن بعض الأمور تبدو واضحة، ومن بينها التقييم الخاطئ، خاصة فيما يتعلق بنوايا حماس. وفي رأيي، ربما كانت هذه واحدة من أكبر المشاكل. فالإسرائيليون كانوا على علم ببعض قدرات حماس، ليس فقط من خلال أجهزة استخباراتهم الخاصة، ولكن أيضًا لأن حماس نشرت العديد من مقاطع الفيديو على الإنترنت تظهر أنها تتدرب على المواجهة مع إسرائيل، بما في ذلك القتال في المناطق الحضرية، وأنها تمتلك طائرات بدون طيار وصواريخ ووحدات بحرية، إلخ. غير أني أظن أن إسرائيل كانت مخطئة في نواياها، والعامل الذي ربما ساهم في ذلك هو حقيقة أن الكثير من الأشياء في إسرائيل لها دوافع سياسية. كما كانت هناك فكرة مفادها أن حماس كانت مهتمة أكثر بالحفاظ على قوتها في غزة، وأن بعض نخب حماس على الأقل أرادت الاستمرار في ملء جيوبها بالمال. ولم تتوقع إسرائيل أن تقوم حماس بتنفيذ مثل هذا الهجوم. ولم تنتظر الحكومة الإسرائيلية أن تكون على استعداد للتفكير في مواجهة بهذا الحجم، لأنه في مثل هذه المواجهة من الواضح أنهم يخاطرون بكل ما لديهم.
كان هناك بعض المؤشرات التي عززت التقييم الإسرائيلي. وأعتقد أن عام 2021 هو آخر مرة قاتل فيها الإسرائيليون حماس. وقد أطلقوا على هذه العملية اسم “حراس الجدار”، وهاجموا خلالها أيضًا أهدافًا تابعة لحماس. ثم، في عام 2022، كانت هناك معارك. وحتى في شهر مايو الماضي، كان هناك قتال ضد الجماعات في غزة، لكن حماس لم تكن متورطة ولم يتم إطلاق أي صواريخ على إسرائيل. علاوة على ذلك، لم تستهدف قوات الدفاع الإسرائيلية أي بنية تحتية لحماس أو أي من قواتها. وأعتقد أن هذا عزز فكرة أن حماس مهتمة بالاحتفاظ بالسلطة أكثر من محاربة إسرائيل.
ومن الجلي أن السؤال المطروح هنا، هل كان هذا خداعًا واسع النطاق من جانب حماس مثلًا؟ وأعتقد أن هذا ما ساهم في عدم استعداد الإسرائيليين. ومن الممكن، حسب اعتقادي، أن تكون بعض القضايا المسيسة قد دخلت في التقييم. أنا أتحدث عن حكومة نتنياهو التي أرادت القبول بحماس، إلى حد ما، لتبقى بعبعاً أمام السلطة الفلسطينية والضفة الغربية. على الأقل هذا ما تقترحه بعض وسائل الإعلام. ولذلك فإن الامتهانات منتشرة في هذا الاتجاه. أما بالنسبة لتداعيات الهجوم، فأعتقد أن الوضع أصبح أكثر توتراً، حتى مع وجود دول مثل الأردن ومصر لديها اتفاقيات سلام طويلة الأمد مع إسرائيل، كما أن التطبيع مع المملكة العربية السعودية حالياً وقع تجميده. وأعتقد أن هناك انفصالًا معينًا في كل هذه الدول العربية بين النخب السياسية، التي هي أكثر استعدادًا للتعامل مع إسرائيل من الشارع العربي، والتي لا تزال قلقة للغاية بشأن قضية فلسطين ومصير الفلسطينيين. وكلما طال أمد هذه الحرب أو هذه العملية، أياً كان الاسم الذي نطلقه عليها، وكلما زاد عدد الضحايا المدنيين، أصبحت العلاقات أكثر تعقيداً وأكثر توتراً.
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 إلى تفاقم الخلافات بين الغرب والجنوب، بما في ذلك الشرق الأوسط. ويبدو أن المملكة العربية السعودية تمكنت من استغلال هذا الصراع لخدمة مصالحها. فما هي استراتيجية الرياض الشاملة؟
لقد سبق وذكرت بعض عناصرها. أقصد بهذا تأكيد الذات، التأكيد الجديد للذات. كما أنه مرتبط إلى حد ما بالخوف من مغادرة الولايات المتحدة للمنطقة في مرحلة ما، لذلك يجب إيجاد التوازن الصحيح.
هم يدركون أن الصين سيكون لها تأثير أكبر في المستقبل، وأظن أنهم سيحاولون الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الخيارات. كما أنهم يحاولون استغلال الوضع، فيما يتعلق بأسعار النفط، مثلًا، فهم يحاولون استغلالها لصالحهم والضغط على الغرب إلى حد ما أيضًا. هم يعتقدون أن الغرب يظهر، في بعض الحالات، قدراً معيناً من النفاق. مثل ما هو الحال عند الحديث عن حقوق الإنسان وقضايا أخرى مماثلة. يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر. ولذلك، فهم لا يترددون في استغلال مثل هذا الوضع لمصلحتهم ونفعهم. وأعتقد، بشكل عام، أنهم يحاولون أن يصبحوا فاعلين أكثر حزماً.
أظن أن الأمر يتعلق أيضًا، خاصة في المملكة العربية السعودية، بدور محمد بن سلمان، ولي العهد الذي لديه طموحات كبيرة ويعرف أن الوضع في المملكة العربية السعودية سيكون مختلفًا تمامًا. كالموارد الطبيعية، مثلًا، إذ من المنطقي استخدامها كسلاح أو تطويعها لصالحك بينما لا يزال بإمكانك ذلك.
ماذا عن الدول الأخرى مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة ومصر وربما دول أخرى في المنطقة؟ وكيف أثر هذا الصراع على موقفهم أو مقاربتهم؟
أظن أن الكثير منهم يحاولون تجاوز الأمر. بالنسبة للعديد منهم، يلعب هذا النفاق، أو بقطع النظر عمّا يمكن تسميته، دورًا ما. يقولون لأنفسهم إن الغرب يتحدث الآن عن حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي وما إلى ذلك من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى قد غزا العراق وهو موجود في أفغانستان وما إلى ذلك.
ويعتقد الكثير منهم أيضًا أن الغرب سوف يبتعد عن الشرق الأوسط، وأنه سيتعين عليهم البحث عن الحلفاء والدعم. ويجب عليهم أن يجدوا سبلاً أخرى لضمان أمنهم من خلال تنويع سياستهم الخارجية. ينبغي ألا يكتفوا بعد الآن بكونهم دولاً شبه عميلة للولايات المتحدة. والمثير للاهتمام كذلك، هو أنه في بعض الأحيان توجد صراعات بينهم. فقبل بضع سنوات، تعرضت قطر لحصار من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وقد كانت تجربة سلبية للغاية على هذا البلد في ذلك الوقت. وفي اليمن، تدعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فصائل مختلفة.
لم يكن الأمر سببًا أُحاديًّا أبدًا، بل هناك الكثير من الاعتبارات على المستوى المحلي والإقليمي، ولكن أيضًا على المستوى العالمي، تُؤخذ بعين الاعتبار.
كيف تصف الأولويات الإيرانية في المنطقة؟ هم ينشطون في سوريا، ويدعمون حماس، وما إلى ذلك. لكن في الوقت نفسه، قاموا بتطبيع العلاقات مع السعودية بمساعدة الصينيين، كما سبق وذكرت. فكيف يمكنك تفسير سياستهم الخارجية في الشرق الأوسط؟
إن ما تفتقر إليه إيران هو القدرات العسكرية، أو بشكل أكثر دقة، استعراض القوة التقليدية؛ فهي لا تملك حاملة طائرات، وقدرات نقل جوي عسكرية كبيرة، وما إلى ذلك. ويكمن استعراض القوة لديها في استخدام كل هذه المجموعات المحلية، الوكلاء الإيرانيين أو كل ما يمكن تسميتهم كذلك، في العراق، في اليمن، في سوريا، وإلى حد ما في لبنان وقطاع غزة.
وأرغب في الاشارة كذلك إلى أن البعض يدعي أن حماس تستمع تمامًا لإيران أو أنها تعتبر كالدمية في يدها. أعتقد أن الأمر أكثر تعقيدا، لأنه حتى أثناء الحرب في سوريا، كانت حماس على الجانب الآخر. حيث دعمت إيران الأسد، وهربت حماس من سوريا. أين كانت إلى جانب المتمردين ضد حكومة الأسد. لقد استثمر الإيرانيون موارد كبيرة منذ الحرب في سوريا، وأقاموا هذه الارتباطات والعلاقات، خاصة على الحدود الشمالية لإسرائيل، في سوريا ولبنان. ولهذا السبب أيضًا ما زلت أعتقد أنهم لن يخاطروا بهذه الأصول في حرب مع إسرائيل. ومع ذلك، ما حدث كان بسبب ديناميكيات التصعيد.
هذا هو، حسب رأيي، نوع الدفاع الإيراني الأمامي الذي أرادوا استخدامه لردع إسرائيل عن مهاجمة برنامجهم النووي، لأن هذا هو الشيء الذي كانوا يخشونه لمدة 10 أو حتى 15 عامًا. علاوة على ذلك، أعتقد أن إيران ترى أيضًا أن الولايات المتحدة قد تكون على وشك الانسحاب، لكنها تولي اهتمامًا أقل للمنطقة. وهم يعتبرون أنفسهم قوة إقليمية ترغب في تأكيد وجودها هناك. وستحاول طهران استخدام كل الوسائل المتاحة لها، سواء كانت دبلوماسية، أو التقرب إلى حد ما من السعوديين مرة أخرى أو قدراتهم العسكرية في شكل جميع المجموعات التي ذكرتها بالفعل.
أما فيما يخص المملكة العربية السعودية، فأعتقد أن الإيرانيين لن يثقوا أبدًا بالسعوديين، خاصة في الحرب في سوريا. وبما أننا تحدثنا دائمًا عن كراهية الأجداد، فقد كان السنة والشيعة يكرهون بعضهم البعض دائمًا ويتقاتلون دائمًا ضد بعضهم البعض. رغم أنها غير تاريخية تمامًا، إلا أنها لم تكن كذلك دائمًا.
ومع ذلك، لا يمكننا أن ننسى أن إيران هي القوة الشيعية الرئيسية. وبما أن الشيعة أقلية في المنطقة، فسوف يُنظر إليهم دائماً على أنهم يشكلون تهديداً خاصاً مقارنة بالأغلبية السنية في المنطقة.
في الختام، دعنا نتحدث عن بلدك. تشتهر سويسرا بحيادها. فما هي سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط؟
من شأن الرد الرسمي أن يؤكد على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي والديمقراطية وما إلى ذلك. أعتقد أن سويسرا حاولت لعب دور بناء، من خلال محاولة التحدث مع جميع الفاعلين، على سبيل الذكر.
ولكننا نشهد الآن بعض التطورات السياسية. إذ يقول السويسريون مثلًا، إنهم يريدون وضع حماس على قائمة الإرهاب، لكن المشكلة هي أننا لا نملك قائمة إرهابية خاصة بنا. ونحن نأخذ ذلك من الأمم المتحدة. وحتى الآن، لا يوجد في هذه القائمة سوى تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
سيكون إذًا الأمر صعبا، لأنه بمجرد أن ترغب في تصنيف حماس كمجموعة إرهابية، سيأتي الأتراك ويثيرون مسألة الأكراد. لا تعتبر سويسرا فاعلًا مهما في الشرق الأوسط. تقوم برن بتطوير مشاريع إنسانية، ولكن بدرجة أقل من الدول الأخرى. أعتقد إلى حد ما أن روابط التوريد لدينا ستتأثر على الأرجح إذا حدث شيء ما في بعض نقاط الاختناق في المنطقة. لكن في النهاية، ليس من المهم تحفيز دولة ما للعب دور أكبر.
ومن المرجح أننا سنحتفظ بهذه الأرضية المحايدة للمفاوضات، أو ليس أكثر من ذلك بكثير. ولكن ربما يصبح الأمر أكثر صعوبة لأنه على الرغم من أن سويسرا تشتهر بحيادها، إلا أن بعض التطورات السياسية في البلاد تدفع بفكرة أن الحياد لا ينجح إلا إذا تمكنت من شرحه لشركائك. ومن الواضح أن هذا الأمر أصبح أكثر تعقيدًا مع الحرب في أوكرانيا. ونعم، ما زلنا لا نسلم أنظمة الأسلحة إلى هذا البلد. علاوة على ذلك، هناك استياء قوي في سويسرا، حتى داخل بعض الأحزاب السياسية، التي تقول إن سويسرا يجب أن تساعد أوكرانيا عسكريا. ولكن ربما لن يحدث ذلك في المستقبل.
لن نلغي الحياد بين عشية وضحاها، لكن هناك تطورات وعمليات معينة. مثل حقيقة أن سويسرا أعلنت أنها ستتبنى بشكل أو بآخر جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي المطبقة على روسيا. وهذا شيء ربما لم يكن ليحدث قبل 20 عامًا.
وأعتقد أن هذا التطور، الذي رأيناه في أوكرانيا، هو شيء يمكنك رؤيته أيضًا إلى حد ما في الشرق الأوسط. على الأقل من حيث أنه توبيخ واضح لحماس وما فعلته، وهو أمر منطقي لأنه كان فظيعا. لكن من الصعب بالنسبة لي أن أقول ما إذا كان سيستمر أم لا.
جميع حقوق النشر محفوظة لصالح مركز أبحاث مينا.