يستمر الغموض محيطًا بوضع إدلب بين تصريحات تركية وتعليقات دولية داعية لمراعاة الوضع الإنساني هناك وعقد قمم رباعية، إلى تذرع روسي بهجمات جهاديين في تبرير استمرار حملة وحشية طالت المدنيين وكل سبل عيشهم في الشمال الغربي من سورية، في حين أعلن الرئيس التركي “أردوغان” عن قمة رباعية “تركية- ألمانية- فرنسية- روسية” في أنقرة، وذلك في الخامس من شهر آذار- مارس القادم.
ويبدو أن استمرار المواجهات رغم التهديدات التركية، والمطالبة بسحب النظام قواته، متواصل بتعنت قوات الأسد وبدعم روسي خفي، سبب اليوم قتيلًا تركيًّا جديدًا في صفوف قوات انقرة المنتشرة في ادلب.
وأفادت وكالة “رويترز”، مساء اليوم السبت، بأن جنديا تركيا قتل بإدلب، في هجوم بقنبلة ألقيت من جانب قوات الحكومة السورية، وقال مسؤول في ولاية “غازي عنتاب” التركية، إن أحد أفراد الجيش قتل في هجوم بقنبلة نفذته قوات الحكومة السورية في منطقة إدلب، وأضاف أن القتيل كان من عمال صيانة الدبابات، وأكد التصريح التركي أن عدد الجنود الذين قتلوا في تلك المنطقة خلال الشهر الجاري، بلغ 16 جنديا.
من جهتها، وفي رد مبدأي قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، إن الجيش دمر 21 موقعا تابعا للجيش السوري ردا على مقتل جندي في إدلب، وأضافت الوزارة التركية، في بيان رسمي على تويتر ، أنها تتابع كل التطورات، وأنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة في حينه
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في تصريحات اليوم السبت أن تركيا حددت خارطة الطريق الخاصة بها بشأن إدلب بعد إجرائه محادثات مع الرئيسين الروسي والفرنسي والمستشارة الألمانية يوم أمس، كما أجرى الرئيسان التركي والروسي، اتصالًا هاتفيًّا يوم أمس الجمعة، تناولا فيه تطورات الوضع في سورية.
وطالب اردوغان خلال المحادثه الهاتفيه بكبح جماح قوات النظام معتبرا ان الازمه الانسانيه هناك يجب أن تنتهي وفقا لبيان الرئاسه التركية، وجدد اردوغان دعوته بالعوده الى اتفاق سوتشي الموقع عام 2018 معتبرا انه هو الحل الوحيد للازمه هناك حيث اتاح هذا الاتفاق اقامه على نقاط المراقبه العسكريه في ادلب تردع اي هجوم من قبل قوات النظام على تلك المنطقة.
على صعيد النظام السوري، فقد أعلنت وكالة أنباء النظام عن ما أسمته مصدراً عسكرياً قوله إن “أي اختراق للأجواء السورية سيتم التعامل معه على أنه عدوان عسكري خارجي، وقد أعطيت الأوامر للقوى الجوية والدفاع الجوي للتصدي له بالوسائل المتاحة”، وفق زعمه.
وأضاف أن “أي طيران يخترق الأجواء سيتم التعامل معه على أنه هدف عسكري معاد ولن يسمح له بالتحليق، وستتم ملاحقته لحظة اكتشافه والعمل على تدميره فور اختراقه مجالنا الجوي”.
بوتين من جهته اعتبر أن الاعمال العدوانيه لما اسماه بالجهاديين في منطقه ادلب، هي ما تسبب قلق بالغه لموسكو، وحمل بيان الكرملين حول الاتصال، ان الرئيسين اتفقا في ختام المحادثه على تعزيز المشاورات الثنائيه حول ادلب بهدف خفض التوتر وارساء وقف لاطلاق النار والقضاء على التهديدات الارهابيه
في ذات السياق، قال ديمتري بيسكوف يوم امس الجمعه أن احتمال عقد قمه بخصوص ادلب، قيد البحث رغم أنه لا قرار واضح بعد، أردوغان من جهته، اشار لصحفين، إلى أنه جرى تحديد يوم الخامس من اذار / مارس موعدًا للقمه في اسطنبول، لكنهم ما يزالون في انتظار جواب إيجابي من بوتين.
هذا ودعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشمال السوري، وأكد على ضرورة إيجاد حل سياسي للملف السوري، وقال “غوتيريش” بتصريحات صحفية: “لا حل عسكري للأزمة السورية ويجب وقف إطلاق النار في إدلب بشكل فوري”.
وأوضح أن العمليات العسكرية في إدلب تتصاعد وتستهدف المدنيين لافتاً إلى أنها أدت إلى نزوح أكثر من 900 ألف مدني أغلبهم نساء وأطفال، وأضاف: “رغم اتفاق خفض التصعيد شهدنا أعمالاً قتالية من قِبل النظام السوري مدعوماً بغارات روسية، ومعاناة الناس في سوريا يجب أن تتوقف الآن”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن نحو مليونين و800 ألف شخص في سوريا يحتاجون الآن إلى مساعدات إنسانية، وناشد المانحين زيادة المساعدات بنصف مليار دولار.