تظل حالة الخوف من انتشار فايروس كورونا ضمن المناطق المحررة مسيطرة على أعضاء الكوادر الطبية في ظل عملها المستمر على تدارك الأزمة قبل وقوعها من خلال تكثيف حملات التوعية والتعقيم وهي الحلول التي يمكن اتخاذها ضمن الإمكانيات المتوفرة.
إغلاق المعابر مع تركيا بالمناطق المحررة، وأيضاً المعابر التي تتصل بمناطق النظام وقوات “قسد”. كان من الإجراءات العاجلة التي طبقت في الشمال، حيث إلى الآن لم تسجل أي إصابة بفايروس كورونا ضمن الشمال المحرر.
ولكن انتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوجود أربع حالات مصابة بفيروس كورونا (كوفيد – 19) بمشفى أطمة في محافظة إدلب شمال سورية.
فحاول مدير صحة إدلب الحرة ، “الدكتور منذر خليل” في مقطع فيديو نشرته صفحة “مديرية صحة إدلب” في معرفها بـ “فيسبوك” توضيح حقيقة تلك الأخبار والواقع الصحي الحالي هناك فقال مؤكدًا: إن “الحالات أُخضعت للحجر الصحي، أُخذت عينات من الإصابات وعددها أربع، إلا أن التحليلات غير متوفرة مخبريًّا حتى الآن”.
ويستدرك “مدير صحة”، بأن “التحليلات غير متوفرة مخبريًّا حتى الآن، ونحتاج لوقت للتأكيد المخبري”، مؤكدًا أن منظمة الصحية العالمية سترسل الكيتات اللازمة لكشف الإصابات خلال الأيام القامة.
إلى ذلك، أفاض مدير صحة إدلب الدكتور “منذر خليل” بتوضيح الإمكانيات المتاحة لمواجهة جائحة كورونا في الشمال السوري ومدى قدرة القطاع الطبي على احتوائه والاستجابة له.
حيث تحدث “خليل” في الشريط المسجل الذي بثته صفحة فيسبوك التابعة لصحة إدلب، أن عدد سكان الشمال السوري وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة يتجاوز الـ 4 ملايين و178 ألف نسمة، في حين أنه لا يتواجد في مشافي المنطقة سوى 3065 سريراً، أي كل 1363 شخصاً لهم سرير.
مؤكدًا أن الوضع في محافظة إدلب أسوأ من ذلك حيث إن كل 1592 شخصاً لهم سرير واحد في مشفى، أشار مدير الصحة إلى أن جميع مشافي الشمال تحوي 201 سرير من أسرة العناية المشددة، و 95 “منفسة” (جهاز تنفس) للبالغين فقط بين المنافس الجراحية والداخلية، وأن العدد المتوفر أقل من الاحتياج.
كما وشدد “خليل” على أنه لا يوجد “منفسة” بالغين في إدلب جاهزة وشاغرة لاستقبال مرضى إضافيين نتيجة جائحة كورونا لأن جميع المنافس مشغولة في معظم الوقت بنسبة 100 %.
وتابع: “إذا أردنا الحديث عن خطة حقيقية للاستجابة لا بد من التذكير برفع كفاءة القطاع الصحي بشكل عام، من خلال زيادة أسرة العناية المشددة، وما يتضمنه من زيادة القدرة التشغيلية” مضيفاً أن المديرية تنتظر وصول الكيتات الخاصة بالتحاليل خلال ثلاثة أيام حسب وعود قدمتها منظمة الصحة العالمية للمخبر الوبائي المركزي بمدينة إدلب.
هذا ونوّه “خليل” أنه لا يوجد حتى اليوم القدرة المخبرية على تأكيد أو نفي الإصابات ولا زالت المديرية تعترض على الأعراض فقط.
وطالب مدير “صحة إدلب”، جميع المدنيين بضرورة أخذ جميع التحذيرات وأساليب الوقاية والعزل الاجتماعي وعدم الاستهانة بالأمر وأخذ وسائل الحماية، كون الخطر قادم وقريب وفق التقديرات.
وختم “خليل” بالتحذير من تناقل الأخبار من مصادر غير موثوقة وعدم الركون للشائعات التي من المتوقع أن تزداد وتيرتها في المرحلة المقبلة، موضحًا أنه ستكون هناك مكاشفة في حالات اكتشاف إصابات.
يشار أن مديرية الصحة في إدلب أعلنت عن تشكيل فريق طبي متخصص لمتابعة المرض بالتعاون مع بعض المنظمات كما تم الاتفاق على تجهيز ثلاث مشافي لاستقبال الحالات المصابة بالكورونا، إضافة إلى 28 مركز عزل مجتمعي يتم التحضير لها.
وقد أكد خلال تصريح لـموقع “اقتصاد”، الدكتور “منذر خليل”، مدير صحة إدلب، أنه رغم الإجراءات التي تم اتخاذها، “لكنه يوجد صعوبات هائلة ضمن الإمكانيات المتوفرة في حال انتشار الفيروس ضمن مناطقنا، خاصة في المخيمات نتيجة الاكتظاظ السكاني الكبير، وعدم القدرة على تطبيق العزل المجتمعي”.
تجدر الإشارة أن مديرية الصحة في إدلب خسرت حوالي 75 منشأة طبية خلال عام واحد في ظل هجمات قوات النظام وحليفها الروسي على المنطقة، يضاف لذلك تدهور الظروف الأمنية بنقص الكوادر نتيحة تعرضهم للقتل أو الاعتقال أو هجرتهم للخارج. وخلال الأعوام الأخيرة تراجع الدعم المقدم من المانحين بشكل عام ما تسبب في شح الموارد المالية، وبالتالي انخفاض الخدمات الطبية، وفق تصريحات المسؤولين الصحيين في إدلب..
بدورهم، ناشطين وباحثين سوريين أطلقوا يوم أمس حملة “خليك في بيتك” لدعوة سكان الشمال السوري لتخفيف التجمعات والالتزام بمنازلهم تجنباً لانتشار فيروس كورونا وتفشيه في المنطقة، في وقت تشهد به نقصاً كبيراً في الإمكانيات والمعدات الطبية.