لا تتوانى القوات الإسرائيلية في أي فترة من الفترات عن استغلال الوضع السوري، وتوجيه ضربات للنظام السوري أو داعميه الإيرانيين كلما أرادت ذلك، بغية إضعافه وبتر نقاط التهديد التي ربما يتأثر بها الجيش الإسرائييل.
فمنذ بداية 2020 فقط تجاوزت الضربات الإسرائيلية للنظام 10 مرات با فيها حليفه الإيراني.
إذ بينت مصادر سورية محلية اليوم الثلاثاء، أن تسعة أشخاص من مجموعات موالية للقوات الحكومية السورية وحليفتها إيران، قتلوا الليلة الماضية في غارة جوية إسرائيلية استهدف منطقة تدمر وسط سورية.
حيث نقلت وكالة “فرانس برس” عن تلك المصادر قولها إن “القصف الإسرائيلي الذي استهدف بصواريخ عدة تلك المجموعات الموالية للنظام وإيران خلف ثلاثة قتلى سوريين وستة أجانب”، لكنه لم يتم تحديد جنسياتهم من المصادر المحلية، بحسب قولها.
أكدت وكالة أنباء النظام أن الغارات المذكورة شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية، لافتةً إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدد من الصواريخ التي أطلقت باتجاه بعض القواعد العسكرية في كل من السختة والعامرية، دون تحديد طبيعة المواقع المستهدفة أو ما أسفرت عنه من خسائر بشرية أو مادية.
ويأتي الهجوم الجديد، بالتزامن مع الزيارة، التي أجراها وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” إلى العاصمة السورية دمشق، أمس – الإثنين، والتي التقى فيها رأس النظام “بشار الأسد” ووزير خارجيته “وليد المعلم”، وسط تصاعد التوتر بين قيادة النظام السوري وحليفها الروسي، ما دفع العديد من المحللين لاعتبار زيارة “ظريف” كرسالة دعم من النظام الإيراني “للأسد” في محاولة لاستعادة دور الميليشيات الإيرانية في سوريا، بعد أن جمده التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب السورية قبل قرابة 5 أعوام.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن آخر غاراته على سوريا، نهاية آذار الماضي، حيث استهدف مطار الشعيرات في ريف محافظة حمص، بأكثر من 8 صواريخ، والتي قيل إنها استهدفت تجمعات للميليشيات الإيرانية وشحنات أسلحة وصواريخ، بحسب ما أفادت بها حينها منظمات حقوقية سورية.
إلى جانب ذلك، شكلت الأراضي السورية خلال الأعوام التسعة الماضية، مسرحاً للغارات الجوية الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء، والتي استهدفت في معظمها تجمعات للميليشيات الإيرانية والقواعد التابعة لميليشيات حزب الله اللبنانية، في العديد من المدن السورية، خاصة في القنيطرة ودير الزور وحمص وريف دمشق الجنوبي، كما استهدفت الغارات الأمريكية أيضاً مواقع للنظام على خلفية اتهامه باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق مدينة خلال عملياته العسكرية ضد قوات المعارضة، خاصةً في أرياف حماة وحلب وإدلب.
وتُكرّر إسرائيل أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله.
واعتادت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عدم التصريح عن الضربات العسكرية التي تنفذها في سوريا خلال السنوات الماضية، إلا في حالات تصفها بـ”الدفاعية”.