ما تزال إسرائيل تعيش فراغًا سياسيًا في ظل الانتظار والترقب حول حكومة البلاد القادمة مع ازدياد مخاطر الوباء الفيروسي المنتشر عالميًا.. ويترقب الإسرائيليون التغيرات الأخيرة التي أشيعت عن حكومة وحدة وطنية تضم عدم انشقاق الكتل والتيارات السياسية وتوحد الإسرائيليين ضد المخاطر الحالية.
بدوره، أكد زعيم حزب (أزرق أبيض) الإسرائيلي “بيني غانتس” أمس، إحراز تقدم في المفاوضات مع حزب (الليكود) حول تشكيل حكومة طوارئ وطنية في البلاد التي تكافح حاليًا لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) الذي تسبب حتى أمس بإنهاء حياة 39 شخصًا في إسرائيل.
“غانتس” أكد في صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه “في إطار المساعي لتشكيل حكومة طوارئ وطنية، تم التوصل مع الليكود إلى تفاهمات بشأن أغلبية المواضيع التي ستضمن أولًا وقبل كل شيء، الحفاظ على سلطة القانون”.
إلا أن غانتس لم يحسم قضية المفاوضات إذ نوّه أن هناك “مسائل جوهرية ومصيرية” لا تزال قيد التفاوض بين الطرفين، دون أن يذكر مزيدًا من التفاصيل بهذا الشأن، ليعرب “غانتس” بعدها عن استعداده لفعل كل ما يستطيع لتأليف حكومة جيدة ومستقرة.
تصريحات “غانتس” جاءت بعد اجتماع عقد بين رئيس حكومة تسيير الأعمال ” بنيامين نتنياهو ” ورئيس تحالف أزرق أبيض، ” بني غانتس ” في إطار المفاوضات لتشكيل حكومة طوارئ وطنية.
وأصدر حزبا الليكود وأزرق أبيض بيانًا جاء فيه، أن الاجتماع عقد في ” أجواء جيدة وموضوعية “، مؤكدًا إلى أنه تم التوصل إلى تفاهمات وإحراز تقدم في المفاوضات بين الحزبين.
هذا وطلب كل من نتنياهو وغانتس من طواقم المفاوضات تشكيل ما تم الاتفاق عليه، تمهيدا لتكوين تفاهم ائتلافي لصنع حكومة تستطيع قيادة إسرائيل.
تجدر الإشارة أن ” غانتس ” انتخب رئيسًا للكنيست الإسرائيلي في الـ 26 من مارس / آذار الماضي خلفًا لـ ” يولي إدلشتاين ” القيادي الليكودي المستقيل، في وقت قادت فيه صفقة بين نتنياهو وغانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية إلى حدوث انقسام في صفوف تحالف أزرق أبيض.
وكان غانتس يقود المعسكر السياسي المناوئ لنتنياهو في إسرائيل، والذي يمتلك أغلبية في الكنيست. إلا أنه قرر تشكيل حكومة مع نتنياهو، متذرعا بـ “التهديد الذي تواجهه إسرائيل من خطر كورونا”، ما أدى إلى ظهور معارضة له من داخل تحالفه “أزرق أبيض”. حيث برز من المعارضين لغانتس من حزبه، موشيه (بوغي) يعلون، الذي أصدر بيانًا قال فيه، إن “آخر شيء توقعه ناخبو ”أزرق أبيض” منّا حين صوتوا لنا، هو أن نكون جزءًا من تدمير الديمقراطية، وأن ننقذ المتهم نتنياهو من المحاكمة، وأن نصبح تماما كالذي جئنا لاستبداله”.
وجاءت تلك التحركات في الأوساط السياسية الإسرائيلية في وقت تعاني فيه إسرائيل من أزمة سياسية بعد الفشل في تشكيل حكومة ائتلاف بعد ثلاث جولات انتخابية في أقل من عام واحد لم تسفر عن نتائج واضحة لتشكيل حكومة.
كما أنها تأتي – أي التحركات الأخيرة – في وقت تناضل فيه البلاد لمنع تفشي فيروس كورونا فيها.
وقبل يومين.. اجتمع رئيس كتلة “أزرق أبيض” البرلمانية في الكنيست بيني غانتس، مع المرشح لرئاسة الكنيست من قبل كتلة “الليكود” يولي إيدلشتين، لإيجاد حل للعقدة السياسية الإسرائيلية الجديدة، حول هوية رئيس الكنيست. وبحسب ما يتداوله الإعلام العبري، فإن ما يُعيق تشكيل حكومة إسرائيلية بين “الليكود” و”أزرق أبيض”، هو شخصية رئيس الكنيست وهوية وزير القضاء. وبحسب ما أفاد موقع “واينت” العبري، فإن إصرار الطرفين على موقفيهما في قضية رئاسة الكنيست، أدى إلى عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات بينهما لتشكيل الحكومة، مع التأكيد على أن المفاوضات لم تنتهِ بعد.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء الجمعة عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 39 حالة، حيث قالت الوزارة في بيان رسمي، إن إجمالي عدد المصابين بلغ 7428 من بينهم 113 في حالة خطيرة.
وأضافت الوزارة أن من بين الإصابات، هناك 6718 إصابة بحالة طفيفة، و155 بحالة متوسطة، في حين تماثل 403 مريضًا للشفاء.
كما أوضحت الوزارة أن 681 مصابا يتلقون الرعاية الطبية في 24 مستشفى في جميع أنحاء إسرائيل، إلى جانب تقديم الرعاية لــ 4202 مصاب في منازلهم، في حين يتلقى 712 مصابًا الرعاية في الفنادق، فيما هناك 1391 مصابا لم يتم تحديد أين سيتلقون الرعاية الطبية.
إلى ذلك.. يخشى “غانتس” من أن يتعمد “نتنياهو” تضييع الوقت معه حاليًا في المفاوضات، إلى حين انتهاء المهلة الممنوحة له بتشكيل الحكومة، والعمل في تلك الأثناء على تجنيد العدد الكافي من أعضاء الكنيست، لتشكيل حكومة برئاسته بدون غانتس. فقد أفادت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلية، أن تحالف “أزرق أبيض” هدد “نتنياهو” بسن القانون الذي يمنعه من تولي رئاسة الحكومة، إذا استمر بمماطلته بالمفاوضات معهم.