قالت وسائل إعلام سورية معارضة إنها حصلت على معلومات حصرية تفيد بأن الناطق باسم فصيل “جيش الإسلام” والذي سيطر على الغوطة الشرقية بين عامي 2012 و2017، قد قتل الناشطة الحقوقية “رزان زيتونة” ورفاقها، أثناء تواجدهم في مدينة دوما والتي كانت خارجة عن سيطرة الأسد آنذاك.
وقال موقع بروكار سوريا، إنّ القيادي السابق في فصيل “جيش الإسلام” إسلام علوش، اعترف في أثناء التحقيق معه من قبل السلطات الفرنسية بقتل الناشطة رزان زيتونة وزملائها، كما أكد الموقع السوري المعارض نقلاً عن مصدره أنّ علوش أفاد السلطات الفرنسية بمكان دفن الضحايا.
واعتقل علوش أواخر الشهر الماضي في فرنسا حيث وجّهت إليه تهم بارتكاب جرائم حرب وتعذيب وإخفاء قسري، وشغل علوش البالغ من العمر 32 والحاصل على منحة للدراسة الجامعية العليا في جنوب فرنسا، منصب المتّحدث باسم الفصيل، قبل أن يسافر إلى فرنسا حاملاً تأشيرة طالب من برنامج “إيراسموس” وتم توقيفه في مدينة مرسيليا.
وأعلنت وسائل إعلام الرسمي التابع لنظام الأسد اليوم الإثنين، عن اكتشاف مقبرة جماعية تحتوي على رفات لـ 70 جثة بينهم جثة امرأة، في حين رجّحت وسائل إعلام روسية أن تكون زيتونة من بينهم، فيما لم يتم التوضيح من جانب نظام الأسد عن هوية المرأة التي تم اكتشاف جثتها.
وتزامن اكتشاف المقبرة الجماعية مع إعلان اعتراف علوش بقتل فصيل جيش الإسلام للحقوقية الحائزة على جوائز دولية، مع انتصار ميداني يحققه جيش الأسد في الشمال السوري، بإسناد جوي وعسكري روسي مكثف، على خلفية التوتر التركي الروسي الحاصل.
وأعلن نظام الأسد اليوم الاثنين إعادة تشغيل مطار حلب الدولي بعد توقف دام لسنوات، وذلك بعد أن تمكن من السيطرة على المناطق المفتوحة القريبة من المطار، واللازمة لضمان أمن المطار وحركة الطائرات.
وخلال الأشهر السابقة، وجّهت قناة “تروجان الثورة” في “تلغرام”، صفعة قوية لـ”جيش الإسلام”، بعدما سرّبت مقطعاً صوتياً قديماً لقائده عصام بويضاني، وهو يطلب الدعم المادي لقاء إيقاف معاركه الهجومية على النظام، ويصف جيشه كالعامل بالأجر، بسبب ارتباط تحركاته بالدعم.
وورد على لسان بويضاني في التسريب الصوتي وفق ما نقله موقع “المدن”: “أصغر فصيل تابع للغرف عم يتلقى أوامر وعم ياخد دعم، نحنا لح يصير فينا عم نتلقى أوامر وبدون دعم، يعني كلو منبطح بالآخر، بس عم ياخد دعم، نحنا لح ننبطح ونتلقى أوامر وما في دعم، طيب على شو؟ نحنا لح نشتغل ومالح نوقف، هات مصاري بوقف”.
وبإسقاط مضمون التسريب الصوتي على معارك “جيش الإسلام”، يتبين أن تاريخ التسجيل يعود إلى آب 2016، عندما نفّذَ الجيش سلسلة هجمات عسكرية على مواقع النظام في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي سماها بـ”غزوات ذات الرقاع”، والتي رافقها تضخيم إعلامي كبير.
وفي هذا الخصوص أصدر المرصد السوري لحرية الإعلام والتعبير والذي يتخذ من العاصمة الفرنسية “باريس” مركزاً له بياناً، موضحاً ملابسات القضية، قال فيه؛ ورد إلى المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ما تناقلته وسائل إعلام سورية (الوكالة السورية للأنباء- سانا) والروسية (روسيا اليوم) من أنباء أفادت بعثور عناصر من القوّات السورية الحكومية على مقبرة جماعية في منطقة “العب” في منطقة دوما بريف دمشق تضم رفاة (70) ضحيّة، وبأنّ من ضمّنهم جُثمان لسيدة. عُثر على الجثمان واليدان مُقيدتان إلى الخلف.
الأمر الذي انطلقت على أثره مجموعة من الأنباء غير الدقيقة حول أنّ هذا الجثمان هو للناشطة الحقوقية السورية، والزميلة في المركز، المحامية رزان زيتونة.
كما وأن بعض وسائل الإعلام تتناقل اخباراً تتعلق بمُجريات التحقق مع “إسلام علوش”، الذي اعتقلته السلطات الفرنسية منذ فترة قصيرة بتهم جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، وتهمة التورّط في خطف الحقوقية رزان زيتونة وزوجها الناشط السياسي وائل الحمادة وزميلهما المحامي والشاعر ناظم حمادي بالإضافة إلى الناشطة السياسية سميرة الخليل، ونؤكد على أنّ الأنباء المُتناقلة حول مُجريات هذا التحقيق وتطوره هي غير صحيحة، والأنباء الدقيقة حول التحقيق وتطورات القضية تصدر إمّا عن السلطات الفرنسية أو عن المركز والمؤسسات الفرنسية المعنية في القضية ضدّ إسلام علوش.
من جهتنا نؤكد ونرجو من جميع الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك- تويتر..” ومن مؤسسات أو شبكات إعلامية، عدم تناقل أنباء غير دقيقة، ولم يتم التحقق منها أو من صحتها. ومراعاة مشاعر أهالي الأشخاص المعنيين وأصدقائهم ومحبيهم، والعمل بالأعراف المهنيّة لمهنة الصحافة وأهمها “الدقة”.
علماً أننا في المركز قد باشرنا التواصل والتحرّك المباشر مع المؤسسات والهيئات الدوليّة ذات الصلة (مثل الصليب الأحمر الدولي) لتبيان مصير كل جثمان من هذه الجثامين. حيث يتطلّب التحقق من هويّة الجثامين في مثل هذه الوقائع فحوصات وتحليلات طبية دقيقة (DNA) ومن الصعوبة بمكان الجزم بهويّة الشخص قبل إجراء هذه الفحوصات.
وعليه، سوف يُصدر المركز بياناً رسميّاً حال ورود أيّ معلومات دقيقة لديه، وفور التحقق منها، حول مصير كل سوري وسورية من ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة التي وقعت وتقع في سوريا.