لطالما كان رجل الأعمال والملياردير الأمريكي ومؤسس مايكروسوف عملاق تقنية الحواسيب في العالم “بيل غيتس”، ظاهرة فريدة من نوعها بما حققه من نجاح وما استقطبه من اهتمام عالمي عبر الإضافات النوعية التي قدمها للبشرية.
ومع تحقيقه ثروة تبلغ نحو 103.6 مليار دولار أمريكي، جاء غيتس في المرتبة الثانية في قائمة أغنى رجال العالم التي تصدرها مجلة فوربس، بعد مؤسس أمازون، جيف بيزوس الذي تصدر القائمة في المرتبة الأولى.
الفارس يترجل
تتعدد الأسباب والموت واحد كما يقال.. وهذا ما ينطبق على حالة مؤسس والقائد العملاق “مايكروسوفت” الذي قرر ترك دفة القيادة لشخصيات أخرى والتفرغ لنشاطاته الخيرية المناصرة للطبيعة والبيئة والمناخ.
أعلن بيل غيتس رسمياً، تنحيه عن رئاسة مجلس الإدارة في شركته مايكروسوفت، وتركه منصبه في رئاسة مجلس إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي” القابضة، التي يتزعمها المستثمر الشهير وارن بافيت، بعد 45 عاماً من العمل المتواصل.
وكان غيتس استقال من منصبه كمدير لشركة مايكروسوفت عام 2008، مكتفياً بمنصب الرئيس غير التنفيذي لمجلس إدارتها.
وأكد بيل غيتس، أنه اتخذ قرار التنحي عن قيادة مجلسي الإدارة كي يتمكن من تخصيص المزيد من الوقت للأعمال الخيرية، بما يتضمنه ذلك من شؤون الصحة العالمية والتنمية والتعليم، إضافة إلى مشاركاته بشكل أكبر في معالجة تغير المناخ.. والتي خصص لها وقتاً أكبر مؤخراً.
تبريرات وتطمينات
أشار بيل غيتس في بيان نشره عبر حسابه الخاص في موقع “لينكد إن” إلى أن قيادته في شركتي “بيركشاير” و”مايكروسوفت” لم تكن الأقوى في الوقت الحالي، لافتاً إلى أنه حان الوقت كي يتخذ خطوة التنحي.
وأردف الملياردير الأمريكي أنه لن يترك شركة مايكروسوفت في حال الاستشارات التي تُطلب منه، موضحاً أن التنحي عن مجلس الإدارة لا يعني بأي حال من الأحوال الابتعاد عن الشركة.
موضحاً موقفه من مؤسسته علّق غيتس: “بالنسبة لمايكروسوفت، فإن التنحي عن مجلس الإدارة لا يعني بأي حال من الأحوال الابتعاد عن الشركة… ستظل مايكروسوفت دائماً جزءاً مهماً من حياتي، وسأستمر في الانخراط مع ساتيا ناديلا (الرئيس التنفيذي الحالي) ومع القيادة التقنية، للمساعدة في تحديد الرؤية وتحقيق أهداف الشركة الطموحة”.
هذا وتجدر الإشارة أن بيل غيتس مع زوجته، البالغة من العمر 54 عاماً، يديران مؤسسة بيل وميلندا غيتس، التي تكرس جهودها لمعالجة الفقر والمرض في البلدان الفقيرة.. ويعتبر الملياردير الأمريكي الأشهر، الذي تراجع عن المركز الأول في عام 2008 بقائمة الأغنى في العالم بعد تصدرها لسنوات عديدة، واحداً من قلة من أصحاب المليارات الذين وعدوا بترك معظم ثرواتهم للأعمال الخيرية وليس لأولاده.
حنق وتعذيب ضمير
أدلى الملياردير الأمريكي مؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل غيتس، بتصريحات غريبة خلال مقابلة سابقة مع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.. أوضحت جزءً من تفكير الرجل الذي شغل الملايين.
وقال غيتس، البالغ من العمر 63 عاماً، إنه دفع ضرائب قليلة جداً ولا يستحق أن يكون غنياً!.
وأكد غيتس، أنه وباقي أغنياء العالم لا يستحقون ثرواتهم، مشيراً إلى أنه يجب على بارونات الأعمال الآخرين المساهمة بشكل أكبر في دفع الضرائب.
وذكر: “لقد دفعت أكثر من 10 مليارات دولار كضرائب، ولكن كان عليّ أن أدفع أكثر، لقد اتبعت القانون ولكني أعتقد أن الأمور يجب أن تكون أكثر تقدمية”.
وأضاف: “أنا لا أستحق ثروتي.. ولا أحد أيضاً، فقد جاءت من خلال الوقت والحظ ومن خلال أشخاص عملت معهم.. أنا بالتأكيد عملت بجد وأعتقد أن البرمجيات كانت شيئاً مفيداً، لكنني استفدت من البنية أيضاً”.
تاريخ وإنجازات
من المعروف والمتداول عن بيل غيتس أنه صنع ثروته وشهرته عن طريق تطوير برمجيات للكومبيوترات الشخصية والتي غزت كل بيوت الكرة الأرضية.
عندما كان غيتس شاباً يافعاً، ترك الدراسة في الكلية، وانتقل إلى مدينة ألباكركي، في ولاية نيو مكسيكو، حيث أنشأ شركة مايكروسوفت بالشراكة مع صديق طفولته بول ألين، الذي توفي عام 2018.
وحقق الشريكان إنجازهما الكبير الأول في عام 1980، عندما وقعت مايكروسوفت اتفاقية مع شركة (آي بي إم) لبناء نظام التشغيل، الذي أصبح يعرف لاحقاً باسم MS-DOS.
وتم إعلان مايكروسوفت كشركة عامة في عام 1986، وخلال عام واحد أصبح بيل غيتس، وهو في عمر 31 عاماً، أصغر ملياردير عصامي في العالم.
وأصبح غيتس عضواً في مجلس إدارة شركة بيركشاير منذ عام 2004، إلا أنه كرس معظم وقته لمؤسسة بيل وميلاندا الخيرية، التي أسسها مع زوجته، وهي مؤسسة معنية بمواجهة الفقر والأمراض المستعصية، فضلاً عن إتاحة الوصول لأجهزة الكمبيوتر حول العالم.
وحصل الزوجان على لقب رائدي الأعمال الخيرية الأكثر سخاءً في الولايات المتحدة عام 2018، بعد أن تبرعا بمبلغ 4.8 مليار دولار أمريكي لمؤسسات خيرية في عام 2017.
ويمتلك بيل غيتس حالياً 1.36 في المئة من أسهم شركة مايكروسفت، التي تعد من بين الشركات الأعلى قيمة في العالم بسقف سوقي يبلغ قيمته 1.21 تريليون دولار.