أكد وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” أن بلاده ترفض تماماً ضخ أي أموال إلى النظام الإيراني، تحت مسمى دعم طهران لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد- كوفيد 19، مشيراً إلى أن واشنطن عرضت تقديم مساعدات تقنية على النظام الإيراني لإنفاذ أرواح آلاف المصابين.
في غضون ذلك، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية؛ إيران بأنها الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، معتبراً انها تسعى لاستغلال أزمة كورونا للحصول على المزيد من الأموال لتقديم الدعم للميليشيات والفصائل المسلحة الداعمة لها في المنطقة وليس لشراء أدوية للشعب الإيراني ومواجهة تفشي فيروس كورونا.
كما قال بومبيو: “لدى المسؤولين الفاسدين في النظام الإيراني تاريخ طويل في تحويل الأموال المخصصة للسلع الإنسانية إلى جيوبهم ووكلائهم من الإرهابيين”.
وتأتي التصريحات الأمريكية في وقت طلبت فيه الحكومة الإيرانية من صندوق النقد الدولي قرضاً بمبلبغ 5 مليارات دولار، قالت إنها تحتاجها لتمويل عمليات مواجهة فيروس كورونا، الذي أتى على حياة ما يصل إلى 4 آلاف مواطن إيراني، وأصاب ما يزيد عن 64500 مواطن آخرين، وفق الإحصائيات الرسمية، التي تشكك الكثير من المنظمات الصحية والفرق الطبية العالمية بصحتها، متهمةً إيران بالتكتم على الإحصائيات الحقيقية.
في غضون ذلك، نشر الطبيب العام الإيراني هادي يزداني على حسابه في تويتر صورة لرسالة مدير الصحة والعلاج في مدينة آستانة أشرفية التابعة لمحافظة كيلان (شمال إيران)، محمد رضا محدث، وهو يطلب من رئيس منظمة الطب الشرعي في هذه المدينة إجراء اتصال هاتفي مع ممثل الحرس الثوري قبل إصدار شهادات وفاة لضحايا كورونا المتوفين في منازلهم.
تزامناً، أظهرت المؤشرات البيانية أن الاقتصاد الإيراني يعاني حالياً من تراجعٍ تاريخ بفعل العقوبات الأميركية المفروضة عليها لعبت دورا مهما تقليص موارد طهران المالية، وفقاً لما نشرته وكالة سي أن أن الأمريكية.
وكان المعهد الدولي للأبحاث النووية، قد كشف في وقتٍ سابق أن تفشي وباء كورونا المستجد- كوفيد 19، في إيران حمل آثاراً سلبية على الاقتصاد الإيراني، تجاوزت أثر العقوبات، التي فرضتها الولايات المتحدة على النظام الإيراني خلال الأشهر الماضية على خلفية الأنشطة النووية الإيرانية.
وأشار المعهد في تقريرٍ له، إلى أن الوباء المنتشر في كافة أنحاء العالم، قد وجه بشكل فعلي ضربة موجوعة للاقتصاد الإيراني، لا سيما مع تراجع أسعار النفط العالمية، التي كانت تعتبر العمود الفقري لمداخيل الخزانة الإيرانية، مشدداً على أن الاقتصاد سجل خلال الأسابيع القليلة الماضية، تراجعاً قياسي مقارنةً بما حصل عقب فرض العقوبات الأمريكية، وفقاً لما نقلته جريدة “جيروزالم بوست الإسرائيلية.
وشهد العالم في آواخر شهر فبراير- شباط الماضي، إدراج إيران من وكالة رقابية دولية متخصصة في مكافحة الأموال القذرة، على قائمتها السوداء، بعد أن أخفقت طهران في الالتزام بالقواعد الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب.
القرار وفق وسائل إعلامية جاء بعد أكثر من ثلاثة أعوام من التحذيرات التي وجهتها مجموعة العمل المالي، ومقرها باريس، لحث طهران على سن قوانين ضد تمويل الإرهاب، مع ذلك تركت الوكالة فيما يبدو الباب مفتوحا أمام إيران، قائلة إن “الدول ينبغي أيضا أن يتسنى لها تطبيق تدابير مضادة بشكل مستقل عن أي دعوة من مجموعة العمل المالي لفعل ذلك”.
واستعادت إيران قبل يومين فقط مبلغ بقيمة 1.6 مليار دولار كانت مجمدة في لوكسمبورغ، وذلك بعد صدور قرار قضائي بالإفراج عن الأموال المجمدة في لوكسمبورغ منذ العام 2015، ووفق محافظ البنك المركزي الإيراني، فإن الأموال المحررة كانت مجمدة في لوكسمبورغ منذ نحو 5 أعوام، مشيرا إلى أنه بفضل متابعات قضائية بدأها البنك المركزي الإيراني تم إحباط مساعي الولايات المتحدة لإيقاف ومصادرة أموال إيرانية مجمدة في أوروبا.