خرج مئات الطلاب الإيرانيين، مساء السبت، بتظاهرات غاضبة، عقب اعتراف الحكومة الإيرانية بأن سقوط الطائرة الأوكرانية جاء نتيجة خطأ بشري، خلال الهجمات التي شنها الحرس الثوري الإيراني ضد قواعد الولايات المتحدة في العراق، قبل أيام.
ولم يكتف المتظاهرون بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الخطأ، وإنما طالبوا أيضاً بالإطاحة بالمرشد الاعلى “علي خامنئي”، متهمينه بمحاولة تبرير كارثة الطائرة المنكوبة، التي قضى فيها 170 راكباً، معظمهم من الإيرانيين، معتبرين في الوقت ذاته أنه النظام انتقم فعلياً من الإيرانيين وليس من الأمريكان.
إلى جانب ذلك، اعترفت وكالة أنباء فارس الرسمية الإيرانية، بأن المتظاهرين مزقوا خلال الاحتجاجات، صوراً لقائد فيلق القدس السابق “قاسم سليماني”، كما نشر ناشطون صورة ممزقة لـ “سليماني”، قالوا إنها كانت معلقة في أحد أحياء طهران.
اقرأ أيضاً
واتهم المحتجون النظام الإيراني، بأنه كان حريص على أن لا يصاب الجنود الأمريكيين بأي أذى خلال الهجوم، مقابل إهمالهم لحياة الشعب الإيراني، وسلامته، لافتين إلى أن مهمة المرشد الأعلى اليوم، باتت التستر وتبرير جرائم النظام الذي يعتلي سدة حكمه، منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً.
إلى جانب ذلك، أعلن المتظاهرون رفضهم لتعازي المرشد والرئيس الإيراني، مشيرين إلى أن الحكومة والنظام حاولا إخفاء الحقيقة وتزييفها، عبر رويات كاذبة، إلى أن اضطروا في نهاية المطاف إلى الاعتراف بما حدث وبمسؤوليتهم عنه.
كما انتقد المتظاهرون والمعارضون للنظام الإيراني، عدم اتخاذه المزيد من الإجراءات الكفيلة بحماية أرواح المدنيين، والمسافرين، عبر إغلاق المجال الجوي، لحظة تنفيذ الهجوم، واعتقاده بأن الجانب الآخر سيرد بهجمة ممثالة، معتبرين أن النظام نظر إلى مسألة الحداد على العميد “قاسم سليماني” أن لها أولوية على ضحايا الطائرة المنكوبة.
تزامناً، اعتبر رجل الدين المعتدل “علي أنصاري”، في تصريحات للوكالة العمالية الإيرانية للأنباء، أن طريقة اعتراف الحكومة بمسؤوليتها عن الحادث وطريقة معالجتها لآثاره كانت أكثر مأساوية من الحادث نفسه.
من جهتها، انتشرت قوات الأمن الداخلي الإيراني، المعروفة باسم “باسيج”، في محيط المظاهرات، لمنع امتدادها وتخولها إلى ثورة أوسع، وفي محاولة لقمعها، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، تظهر عناصر “باسيج” وهم يستعدون لمواجهة المتظاهرين.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.