وضع الرئيس العراقي “برهم صالح” استقالته تحت تصرف البرلمان، مشيرا أن مسؤوليته الوطنية تفرض عليه الاستقالة، وأن المنصب الذي يتولاه يفرض عليه الاستجابة لمطالب الشعب.
ويطالب العراقيون المحتجون منذ الأول من تشرين الأول الماضي، بتغيير النظام السياسي الذي أرساه الأميركيون عقب سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق “صدام حسين” في العام 2003، واحتلال القوات الأمريكية للعراق، ما مهد الطريق لسيطرة طهران على مفاصل العراق اليوم.
الرئيس العراقي أصدر اليوم الخميس قدم بيانا أوضح فيه استعداده للاستقالة، وأن طلبه جاء تفادياً للإخلال بمبدأ دستوري، وأشار أنه “في ضوء الاستحقاقات التي فرضتها حركة الاحتجاج المحقة لأبناء شعبنا، تحتم علينا أن ننظر إلى المصلحة الوطنية العليا قبل النظر إلى الاعتبارات الشخصية والسياسية”.
كما اعتذر في بيانه عن تكليف مرشح “كتلة البناء”، أسعد العيداني، وقال: يفضل الاستقالة على تكليف مرشح يرفضه المحتجون بتشكيل الحكومة، وتابع ” منطلقا من حرصي على حقن الدماء وحماية السلم الأهلي، ومع كل احترام وتقدير للأستاذ أسعد العيداني، أعتذر عن تكليفه مرشحا عن كتلة البناء”.
وكانت الأحزاب السياسية الموالية لإيران تسعى إلى تقديم العيداني محافظ البصرة لرئاسة الحكومة، بالرغم من أنه يواجه انتقادات كبيرة بسبب إجراءات اتخذها لقمع تظاهرات خرجت صيف 2018، في محافظته.
وكان مئات المتظاهرين العراقيين خرجوا في مدينة البصرة، باحتجاجات رافضة لتكليف المرشح الجديد لرئاسة الحكومة العراقية، محافظ البصرة الحالي “أسعد العيداني”، وذلك بعد أن اعتذر المرشح السابق “قصي سهيل” عن قبول الترشيح، بضغط من الشارع العراقي.
وأشار مراسل مرصد “مينا”، إلى أن المحتجين أغلقوا مجموعة من الطرق وسط المدينة، وذلك بعد تداول أخبار تفيد بأن رئيس الجمهورية، “برهم صالح” يتجه لإصدار تكليفٍ رسمي باسم “العيداني” لتشكيل الحكومة، بعد استلامه ترشيح رسمي من قبل كتلة البناء النيابية.
من هو برهم صالح؟
برهم أحمد صالح قاسم، ولد في مدينة السليمانية في 12 سبتمبر 1960، وهو رئيس جمهورية العراق التاسع منذ 2 أكتوبر 2018 وسياسي عراقي كردي تولّى عدة مناصب حكومية سابقاً، فقد شغل منصب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مرتين ونائب رئيس مجلس الوزراء العراقي.
وكان وزيراً للتخطيط. وعمل قيادياً في صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني الذي انتمى اليه منذ كان طالباً ، قدم إستقالته للبرلمان بتاريخ 26 ديسمبر 2019 بسبب الإحتجاجات الشعبية.
ما هو منصب الرئيس؟
رئيس جمهورية العراق هو أعلى منصب إداري في الهيكل الحكومي للدولة العراقية. وذلك وفق الدستور الذي ينص في مادته السابعة والستين على رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه.
وفقاً لاحكام الدستور. يعد منصبا تشريفيا في المقام الأول، إذ ان الدستور العراقي منح رئيس مجلس الوزراء صلاحيات واسعة في مختلف المجالات. ينتخب الرئيس العراقي من قبل مجلس النواب وبأغلبية الثلثين ومدة الولاية الرئاسية اربعة اعوام.
ويمكن اعادة انتخابه مرة ثانية فقط. أول من قام باعمال رئاسة الجمهورية كان محمد نجيب الربيعي الذي كان يرأس مجلس السيادة اما أول من حمل لقب رئيس الجمهورية فكان عبد السلام عارف الذي تولى الحكم عام 1963. الرئيس الحالي للعراق هو برهم صالح
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.