بعد أن تعقد الملف الليبي، ولم تتمكن الأطراف الليبية من ضمان اتفاقية التهدئة، والحفاظ على معاهدات حظر التسليح، أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا “غسان سلامة” اليوم الاثنين ومن على توتير استقالته من الملف الليبي.
وعبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “توتير” والذي بات منصة رسمية للمسؤولين، طلب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا “غسان سلامة” اليوم الاثنين، إعفاءه من مهامه، قائلا إن صحته “لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد”.
وقال سلامة في تغريدته: “سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين، وكبح تدخل الخارج، وصون وحدة البلاد”.
وعدد سلامة الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية متمثلة في قمة برلين، وصدور القرار 2510، وانطلاق المسارات الثلاثة، ثم أكمل قائلاً: “أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد، لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار”.
ورغم القرار الصادر عن قمة برلين التي انقعدت منتصف كانون الثاني الماضي والتي تنص على وقف إطلاق النار، استمرت المعارك بين الجيش الوطني الليبي وحكومة طرابلس، لكن الأمم المتحدة قالت مؤخراً إنها تحاول عقد محادثات سلام في جنيف.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا المستقيل “غسان سلامة” قد صرح يوم الجمعة الماضية من العاصمة السويسرية “جنيف”، بأن ليبيا شهدت انتهاكا خطيرا للهدنة، داعيا كل الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار مجدداً.
كما نددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في بيان، بهجوم وقع يوم الخميس الماضي، قالت إنه أدى إلى مقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي الذي قال إن الهجوم تم بطائرة مسيرة.
وفي صيف 2017 أقر مجلس الأمن الدولي أخيراً تعيين الأكاديمي والدبلوماسي والوزير اللبناني السابق الدكتور غسان سلامة مبعوثاً جديداً لمنظمة الأمم المتحدة إلى ليبيا، خلفاً للمبعوث السابق مارتن كوبلر، الذي كان ممثلا للأمم المتحدة في ليبيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بعد أن كان موضوع خلافة كوبلر، الدبلوماسي الألماني، كان محل أخذ ورد منذ بعض الوقت.
يعد “غسان سلامة”، من أبرز المثقفين والمفكرين والباحثين السياسيين في لبنان والعالم العربي. وهو حالياً يقيم في العاصمة الفرنسية باريس ويعمل أستاذا في المعهد العالي للعلوم السياسية – الشهير باسم “سيانس بو”.
لم يتم اختياره مبعوثاً أممياً لسوريا بسبب وجود شرط أن لا يكون المبعوث الأممي من دولة مجاورة، و بالتالي تم تفعيل عقده كمستشار في الأمم المتحدة، بما يخص الملف السوري.