مع تصاعد معدلات الاعتداءات، التي تنفذها ميليشيات الحوثي على الأراضي السعودية، يعتبر رئيس الوزراء اليمني، “معين عبدالملك”، تلك الاعتداءات مؤشراً على ارتباط الميليشيات بالقرار الإيراني والتوجيهات الإيرانية، مضيفاً: “الميليشيات تتخذ من جهود السلام فرصاً لاستمرار معاركها ضد اليمنيين واستهداف أمن واستقرار دول الجوار”.
كما يصف “عبد الملك” التحركات الاستفزازية والاعتداءات، التي تنفذها الميليشيات، بأنها تؤكد عدم إيمان الميليشيات بالسلام وأنها تفتقد للقدرة على اتخاذ القرار بعيداً عن إيران.
يشار إلى أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، قد أعلن قبل أيام قليلة احتباطه لاعتداءات حوثية كانت تستهدف مواقع حيوية داخل الأراضي السعودية، واعتراضه لطائرات مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيات باتجاه الحدود مع السعودية.
مسؤوليات ومواقف دولية
وتيرة الاعتداءات المتزايدة من قبل الميليشيات، تدفع من وجهة نظر “عبد الملك” باتجاه ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهم للضغط على الميليشيات لوقف تلك الممارسات، والكف عن عن عرقلة جهود السلام في اليمن.
كما يلفت المسؤول اليمني، إلى أن السلام حالياً في اليمن لا تتوافر له أي شروط موضوعية مع عرقلة ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران لكل الجهود، ما يعني ضروة أن يتجاوز المجتمع الدولي مسألة الضغط باتجاه المزيد من الإجراءات بحق الميليشيات.
يذكر أن الحكومة اليمنية الشرعية اتهمت ميليشيات الحوثي بعرقلة تنفيذ اتفاق استوكهولم، الموقع بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة منذ ما يزيد عن 5 سنوات، والخاص بمدينة الحديدة وسحب العناصر المسلحة التابعة للميليشيات الحوثية.
على مستوى المواقف الدولية أيضاً، تدخل المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، ” اغنيس فون دير مول”، على خط الاعتداءات الحوثية ضد السعودية، مدينةً الهجمات التي استهدفت مدن سعودية خلال اليومين الماضيين، ومطالبةً بوقفها بشكلٍ فوري.
كما تمتد إدانة المتحدثة الفرنسية، إلى الانتهاكات الحوثية على الساحة الداخلية، معربةً عن قلقها الكبيرلهجوم الحوثيين في اليمن على مدينة مأرب ودعتهم لوضع حد للأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة، على حد وصفها، ووقف هجماتهم في اليمن وانشطتهم الاقليمية المزعزعة للاستقرار والمشاركة بشكل بناء في عملية سياسية لإخراج اليمن من الأزمة.
يذكر أن أعلن مصدر أمني يمني، قد أعلن في وقتٍ سابق أن ميليشيا الحوثي استهدفت لأحياء سكنية في مدينة مأرب المكتضة بالنازحين بصاروخين باليستيين خلال الـ 12 ساعة الماضية، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في المنازل، وإثارة الهلع بين المدنيين.
ضغوطٍ مستمرة ولغة جديدة
خلافاً لما هو متداول في وسائل إعلام مقربة من الحوثيين، يؤكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن إدارة الرئيس الأمريكي، “جو بايدن” مستمرة بكل تأكيد بالضغط على قيادة الحوثيين، مشدداً على حرص بلاده والتزامها بكل القضايا المتعلقة بأمن المملكة العربية السعودية.
ويضيف المتحدث: “الرئيس يتخذ خطوات بهدف وقف الحرب في اليمن، والسعودية تؤيد التوصل إلى تسوية عبر التفاوض، وتشعر الولايات المتحدة بقلق عميق، تجاه استمرار هجمات الحوثيين، وندعوهم للتوقف الفوري عن الهجمات التي تستهدف مناطق المدنيين في السعودية، ووقف أي هجمات عسكرية جديدة”، بحسب ما نقلته مجلة وول ستريت جورنال، الأمريكية.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي “بايدن” قد شدد في خطابٍ له على أن السعودية تواجه اعتداءات من ميليشيات مدعومة من إيران وأنه طالب فريقه بدعم مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن، في حين أكد وزير الخارجية الأميركي، “انتوني بلينكن”، أن بلاده سوف تتولى دوراً رائداً في محاولة إنهاء الحرب في اليمن.
كما أعلن “بايدن”، عن استمرار تزويد الجيش السعودي بالأسلحة المطلوبة لتأمين حدود البلاد والدفاع عن سيادتها وأراضيها من أي تهديدات محيطة.
إلى جانب ذلك، تنقل المجلة الأمريكية في تقريرٍ لها، أن الكارثة الإنسانية في اليمن، جاءت بعد الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، منذ 6 سنوات، مشيرة إلى الدور الذي تلعبه السعودية وقوات التحالف، بمساعدة أمريكية، في تأييد الشرعية اليمنية ضد الانقلاب الحوثي، منتقدةً في ذات الوقت، إقدام الإدارة الأمريكية على رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب.
المبعوث الأممي في إيران والحرب في اليمن
حالة الجدل حول ما يحدث في اليمن، تتزامن مع زيارة يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، “مارتين غريفيث” إلى العاصمة الإيرانية، صنعاء، التقى خلالها وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف” بهدف بحث الملف اليمني وإرساء السلام في اليمن.
تعليقاً على زيارة “غريفيث” إلى اليمن، يشير المحلل السياسي، “عبد الرحمن العيد” أن المبعوث الأممي تحول إلى جزء من المشكلة من خلال تحركاته التي تساهم في تمييع القضية وعدم خلق أي تقدم في الملف اليمني، سواء من الناحية السياسية أو الإنسانية، معتبرةً أن زيارته إلى إيران لا جدوى منها سوى ضياع الوقت، كونه يذهب إلى طهران دون أن يحمل بيده أي جندة، على حد وصف المحلل.
كما يضيف “العيد”: “وجود غريفيث هو أكبر خدمة ومصلحة للحوثيين، فهو على الرغم من مرور سنوات على تعيينه، إلا انه إلى اليوم يحاول خلق معادلة تساوي بين الضحية والجلاد، وطرح الحوثيين وإيران على أنهم جزء من الحل، على الرغم من أنهم أساس المشكلة”، لافتاً إلى أن المبعوث الأممي لم يقدم ما هو مطلوب منه، وحتى الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، فشل في إجبار الميليشيات على تطبيقها والالتزام بها.