كردستان الشرقية
بصورة عامة تعتبر جملة الأكراد (وهم شعب بلا دولة) جملة راسخة في المخيلة العامة في المنطقة، والأكراد هم شعب عريق في المنطقة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا، بحسب الأصول فإن الأكراد بحسب عدد من المصادر التاريخية يعتبرون شعباً من أصول هندو-أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
في هذا المجال يقول المؤرخ الكردي -الذي يعتبره الأكراد واحداً من أهم مراجعهم التاريخية محمد أمين زكي -(1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان: “إن هناك طبقتان من الكرد، الطبقة الأولى يرى أنها كانت تقطن كردستان ويسميها “شعوب جبال زاكروس“، ويقول إن شعوب لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري أو حوري، نايري، هي الأصل القديم جداً للشعب الكردي. والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت في القرن العاشر قبل الميلاد، وهم الميديون والكاردوخيون، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معاً الأمة الكردية(1).
اما المؤرخ اليوناني زينفون سنة (427 – 355) قبل الميلاد فقد ذكر في كتاباته شعباً وصفهم “بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية”، وأطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كارد مع لاحقة الجمع اليونانية القديمة “وخ”، وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني في أثناء عبوره إلى المنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً إلى زينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا(2). ولكن بعض المؤرخين (مثل محمد أمين زكي) يعتبرون الكوردوخيين شعوباً هندو-أوروبية انضمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس التي ليست هندو-أوروبية.
ومن جهة أخرى يقول المستشرق الروسي مينورسكي إن الأمة الكردية قد تكونت من مزيج من قبيلتين متجانستين هما الماردوني والكيرتيوبي اللتين كانتا تتحدثان بلهجات حيوية متقاربة جداً ومن جهة أخرى لدى توجهها نحو الغرب انضمت إليها عناصر من سلالات أخرى.
أما مارك سايكس فقد ذكر في كتابه أرمينيا (يمكننا القول إن الفرس الحاليين والكرد والأرمن وحتى بعض الأتراك هم الحفدة المتبقون لشعوب هذه الممالك القديمة.
أيضاً، في سياق البحث عن أصل الأكراد وتوزعهم الجغرافي والديموغرافي والديني يمكن القول إنهم يتوزعون مذهبياً في أغلبية ساحقة من المسلمين السنة وأقليات غير مسلمة، وفي أحزاب سياسية علمانية في الأغلب، في حين تتوزع مناطقهم في مساحة تزيد على نصف مليون كلم مربع، وتعتبر الديانة الزرداشتية هي الديانة القديمة للأكراد ومعظم الشعوب الآرية في الشرق الأوسط)(3).
ويختلف تعداد الأكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة بحسب المصادر القريبة من الدول الأربع التي يوجدون فيها و40 إلى 50 مليون بحسب المصادر الكردية المحايدة نسبياً، أكثر من ذاك وذاك بحسب المصادر الكردية ذات الهوى القومي، والقسم الأكبر منهم في تركيا (ما بين 15 إلى 20 مليون نسمة، حوالى 20 في المئة من إجمالي السكان)، ثم إيران (حوالى 9 ملايين 10-15 في المئة) ثم العراق (6-7 مليون نسمة، ما بين 15 إلى 20 في المئة) وأخيراً سوريا (أكثر من ثلاثة مليون ونصف، 15 في المئة من السكان).
سهلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية -في معظمها الواقعة في الداخل من دون أي منفذ بحري- على الأكراد المحافظة على لغتهم، بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل أساسي على النظام القبلي. لكنها كانت لعنة عليهم من حيث عزلهم مدّة طويلة عن المؤثرات الخارجية التي عطلت كثيراً من تطور الجوانب الثقافية والفكرية مدّة طويلة.
إضافة إلى هذه الدول الأربع فإن أعداداً كبيرة من الأكراد تعيش في كل من أذربيجان وأرمينيا ولبنان إضافة إلى أوروبا.
في مطلع القرن العشرين، بدأ كثير من الأكراد بالتفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم “كردستان”. وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920(4).
ولكن هذا الحلم تبخر بعد انتصار مصطفى كمال أتاتورك في تركيا واضطرار الحلفاء إلى التراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدال معاهدة لوزان بها في 1923 التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وإيران، إضافة إلى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.
وبعد أن أصبح حلمهم (الأكراد) في كيان خاص بهم أقرب إلى التخيل بدأت محنتهم المديدة مع الدول التي تقاسمت أرضهم وهي تركيا وإيران والعراق وسوريا، وهذه الدول الأربع حاولت بطرائق شتى سحقهم سواء من خلال العقاب الجماعي المباشر (العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي)، أو من خلال حملات التتريك والفرسنة والتعريب التي مارستها الحكومات القومية والدينية لهذه الدول سابقة الذكر. ومع الوقت بدأت في كل جزء من هذه الاجزاء الأربعة تتشكل الحركات الوطنية الخاصة بها بحسب المقومات الموجودة، وبحسب الوضع المحيط في الدول التي يوجدون فيها، وكل منها تهدف إلى تثبيت كيان أو هياكل إدارية في مناطقهم تحفظ لهم هويتهم، وتحميهم من شرور المراكز السياسية في عواصم الدول الأربع تلك. ومع أن كل حركة من تلك الحركات الأربع مرت بمراحل عدة منها الثورية، ومنها الخاملة، ومنها التصالحية، إلا ان أكثر تلك الحركات قدماً وأولها نشاطاً لم تحصل على حقها في الظهور في السنوات العشر الأخيرة، ولم تحصل على حقها في تسليط الضوء على حراكها السياسي والعسكري مع واحدة من أقوى دول منطقة الشرق الأوسط، هذه الحركة هي الحركة السياسية الكردية في إيران التي بدأت الأعين تتحول إليها رويداً رويداً مع عودة الملف الإيراني إلى المناقشة على الطاولة الدولية الغاضبة من تدخلات إيران المريبة في المنطقة.
كردستان إيران أو كردستان الشرقية
تحتضنُ إيران نسبة تقدّر بـ 16في المئة إلى 25 من إجمالي عدد الأكراد حولَ العالم وحوالى عشرة إلى خمسة عشر من سكان إيران (5).
ينشطرُ الأكراد في إيران إلى عددٍ من التصنيفات العرقيّة، وهم الأكراد السنّة والّلر، والبختياريّين، والكلهر، والّلك، ويتمركزون في المناطق الشماليّة من البلاد، ويتمركزون في عدد من الويلات (محافظات) كأذربيجان الغربيّة أو أورومية، وإيلام، وكردستان، وكرمنشاه وهي أكبرهم، ومحافظة سنندج، ومحافظة لورستان، وتمتد هذه المحافظات على مساحة تقدّر بـ 175000 كيلو متر مربع(6).
هناك مكونات قومية ودينية وعرقية مختلفة في شرق كردستان، المسلمون من المذهبين الشيعي والسني، إضافةً إلى الزرادشتية واليارسان (أي مايعرفون بالعربية بالعلي اللهية)، ويشكل المسلمون الأغلبية العظمى من السكان، وهناك أقليات قومية تسكن مدن كردستان الشرقية (كردستان المحتلة من طرف إيران) كالأتراك والفرس والأذريين.
يتمتع أكراد إيران اليوم بوضع استراتيجي خاص، فهم يتمتعون إلى حد بعيد بدرجة عالية من الوعي السياسي والقدرة الهائلة على التنظيم والتعبئة. ويشكلون ثاني أكبر مستوطنة كردية في المنطقة، وثالث أكبر مجموعة عرقية في إيران، ويقطنون مناطق غنية بالموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة، ولديهم طرق ومنافذ للتجارة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ومع ذلك فإن وزنهم الديموغرافي هو أقل نسبياً من البلدان الأخرى. وخلافاً للازدواج العرقي الذي لوحظ في بلدان أخرى بين الأكراد والعرب أو بين الأكراد والأتراك، تضم إيران مزيجاً عرقياً أكثر تعقيداً يتألف من ست قوميات وأقليات أخرى عدة. ومع ذلك، يواجه الأكراد في إيران سلطة مركزية تقوم على تقليد أقدم كثيراً من سيادة الدولة وهيمنتها، وتوطدها القومية التي تجمع بين اللغة الفارسية والدين الشيعي. وينتمي الأكراد في إيران معظمهم إلى الطائفة السنية، وذلك على الرغم من أن العامل الديني ليس عاملاً حاسماً في التعريف السياسي لأكراد إيران بحسبما يتضح في الصحوة الوطنية للأكراد الشيعة الذين يتمركزون في محافظتي إيلام وكرمانشاه في السنوات الأخيرة(7).
الحركة السياسية الكردية في إيران
الوجود الكردي في إيران قديم، يرتبط بماضيها الإمبراطوري، وتشكلها قوة مؤثرة في المنطقة منذ القرون الأولى قبل الميلاد. وقد استمر هذا الوجود في العهود اللاحقة.
لقد كان الأكراد جزءاً من مطحنة التنافس الصفوي العثماني في المنطقة ولم يكونوا بعيدين عن تداعياتها وبخاصة أن التناحرات بين الإمبراطوريتين معظمها كانت على أراضيهم، وعليه ورغبة من الشاه إسماعيل الصفوي في تمييز نفسه من العثمانيين، وبغية الخروج من دائرة التأثر بالعقيدة السنية التي كانت تتجسد في الخلافة العثمانية – الخصم- التزم المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة، الأمر الذي جعل من المسألة المذهبية منذ ذلك الحين عقيدة أيديولوجية كانت من أجل غايات سياسية. ولا ينكر في هذا المجال الوجود اللافت لأتباع المذهب الشيعي في إيران قبل ذلك، وبخاصة بين مختلف المجموعات القومية، لا سيما الفرس. ولكن الالتزام الرسمي من جانب السلطات، وفر المقدمات الكبرى لنشر المذهب، وتحويله إلى حالة مهيمنة في إيران، مقابل تهميش المذاهب والأديان الأخرى، وهذا ما كان من نصيب أتباع المذهب السني أيضاً.
أما الكرد فقط ظلوا بحكم موقعهم الحدودي وعلاقاتهم القبلية والعشائرية مع أقرانهم في الجانب العثماني في معظمهم على المذهب السني، في حين إن قسماً كبيراً من كرد خراسان –الذين خضعوا لعملية ترحيل قسرية من مناطقهم الأصلية- قد تحولوا إلى المذهب الشيعي، وكرد كرمشناه أيضاً معظمهم من أتباع المذهب الشيعي.
ومع ترسيم الحدود بصورة شبه نهائية بين الإمبراطورتين بموجب اتفاق قصر شيرين عام (1639(، وذلك بعد مرور أكثر من مئة عام على معركة جالديران (1514(، وقد شهدت المرحلة الفاصلة بينهما مراحل استقرار، ومراحل اتسمت بالقلاقل والحروب. ومنذ توقيع ذلك الاتفاق أصبحت العلاقة بين الإمبراطورتين شبه مستقرة، مع وجود صراع قوي خفي، وتنافس مستمر في مختلف المستويات(8).
وبعدها مر الوضع الكردي في إيران بمراحل خمول ونسيان، ومراحل تولد معها حراكات سياسية مضادة للحكم الإيراني أو الفارسي بحسب المرحلة التي ولدت فيها الحراكات، ويمكن التذكير ببعض اللمحات الرئيسة للعمل السياسي الكردي في إيران وهي:
- معركة قلعة دمدم
تعد معركة دمدم التي يسميها الكرد ملحمة دمدم واحدة من أهم المعارك التاريخية الموثقة عند الكرد، وقعت المعركة عام1609م – 1610م بين الكرد الذين كانوا يقطنون المنطقة الواقعة قرب بحيرة أرومية بقيادة الأمير خان بن جهزيرين (أو ذو الكف الذهبي)، والصفويين الفرس بقيادة حاتم بيك.
- انتفاضة أو تمرد إسماعيل آغا شکاکي (سمكو) آغا بن محمد باشا ابنعليخان
ثار القائد الكردي سمكو آغا ضد الحكومات الإيرانية لأجل نيل الاستقلال في كردستان وتحقيق حقوق شعبها ما بين عامي 1920م و1930م، وفي شهر أيلول/ سبتمبر من سنة 1930م استدرجته الحكومة الإيرانية إلى التفاوض في مدينة شنو حيث نصبوا له كمينًا واغتالوه غدرًا.
- جمهورية مهاباد أو الجمهورية الكردية الأولى
أسست في 22 ینایر/ كانون الثاني سنة 1946م في شرق کردستان برئاسة السياسي الكردي الذي تحول إلى رمز قومي في عموم كردستان السيد قاضي محمد، واتخذت من مدينة مهاباد عاصمة لها، وبقيت أكثر من 11 شهرًا. وقد جرى القضاء على هذه الجمهورية الفتية بمؤامرة دولية وبضغط من نظام الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفياتي الداعم لها، وكان ذلك كفيلًا بانسحاب القوات السوفياتية من الأراضي الإيرانية، وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرًا من إعلانها، وأعدم الشهید قاضي محمد مع ثلاثة من مساعديه في 31 مارس/ آذار 1947م في ساحة چوارچرا في مدينة مهاباد.
شرق کردستان ما بعد الثورة الإسلامية
منذ العام الأول لقيام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979م اصطدم الكرد مع النظام الجديد وعبروا عن غضبهم الشديد لعدم إتاحة الفرصة لممثلي الشعب الكردي في صوغ الدستور الإيراني الجديد، واستمر الكفاح المسلح لشعب الكردي إلى عام 1983م حيث هاجمت قوات الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسدران المناطق الکردیة؛ ما أدى إلى استشهاد عدد من الشيوخ والنساء والأطفال، وسط دفاع من بيشمركة كردستان الشرقية في متغيرات وإمكانات غير متكافئة على الإطلاق، واستمرت المقاومة أكثر من ثلاث سنوات استطاعت الحكومة الإيرانية إعادة سيطرتها على أجزاء من شرق كردستان التي مارست فيها قوات الحرس الثوري أبشع التصرفات والممارسات القمعية كالاعتقالات والإعدامات وتدمير أكثر من 271 قرية كردية بـ(حسب المصادر الكردية)(9).
وإجمالاً، يمكن تلخيص الخريطة الحزبية الكردية في كردستان إيران في العقد الحالي على الشكل الآتي:
- الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (PDKI)
أسس الحزب عام 1945، في مدينة مهاباد الإيرانية، وكان يهدف إلى تحصيل الحقوق الكردية الوطنية داخل جمهورية فدرالية ديمقراطية إيرانية.
على الرغم من محاربة الحزب إلى جانب الحركات الإسلامية والماركسية في الثورة الإسلامية، إلا أن نظام الثورة الإيرانية بقيادة المرشد الأعلى روح الله الخميني، رفض المطالب الكردية، وقمع الحزب والأحزاب الكردية الأخرى، ما دفع الحزب إلى ممارسة نشاطه في المهجر. وتوجد قواعد الحزب حالياً في إقليم كردستان.
- جمعية الكادحين الثوريين لكردستان إيران (كومله)
وهي حزب سياسي قومي كردي يساري، موجود في إيران وكردستان العراق، كانوا نشطين في الثمانينيات والتسعينيات، حتى أجبروا على إلقاء السلاح بعد مقاومة شديدة من قوات كردستان العراق، وأسسوا عام 1967، وهم يمثلون الجناح الكردي من “الحزب الشيوعي الإيراني”.
- حزب الحياة الحرة الكوردستاني (بيجاك)
“بيجاك” تسمية حزب “الحياة الحرة” الكردي، ويصنف نفسه حزباً يسارياً، ويقول إنه يتحدث باسم أكراد إيران.
نشأ بوصفه قوة عسكرية عام 2004 في مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في أقصى شمال العراق، بمحاذاة المحافظات الإيرانية الغربية ذات الأغلبية الكردية وهو يعتبر مناطق كردستان إيران ساحته النضالية. وبحسب عدد من المصادر المحلية يعتبر نفوذه الأقوى في منطقة أورمية التي تتحدث اللهجة الكرمانجية وكذلك بدأ وجوده يترسخ بين الجيل الشباب مستفيداً من انتصارات حليفه في سوريا أي (وحدات حماية الشعب).
- حزب الحرية الكردستاني (PAK)
أسس الحزب عام 1991، ويهدف إلى جمهورية إيرانية فدرالية ديمقراطية، ويعمل في كردستان إيران، وكردستان العراق، وهم منضمون إلى البيشمركة، ويحاربون ضد تنظيم الدولة بجانب القوات الكردية، قاموا بهجوم ضد القوات الأمنية الإيرانية في نيسان/ أبريل 2016، لإنهاء وقف إطلاق النار، والعودة إلى الصراع المسلح(10).
وتتداخل هذه الأحزاب والفصائل جميعاً، بينها وبين القوى الأخرى في المنطقة والعالم، بعلاقات تنوعت ما بين التحالف والصراع، واختلفت منذ مطلع القرن الماضي، ضمن كفاح الأكراد ونضالهم المستمر لتحقيق ما يسمونه “كردستان”، في مناطق وجودهم، وانطلاقاً من انتماءاتهم وتحالفاتهم وأفكارهم المختلفة.
وعلى الرغم أن الكتل السياسية الكردية سابقة الذكر هي التي تطفو على السطح إلا أن الأحاديث عن تكتلات ثقافية وسياسية واجتماعية داخل المجتمع الكردي في إيران مثار حديث الجيل الشاب. وهناك -على الرغم من التضييق الإعلامي كله على تلك المنطقة من العالم- حراكات هادئة لتجمعات شعبية ظهرت مع الإضرابات التي أعقبت عدداً من التصرفات المسيئة إلى الأكراد في بعض المدن الكردية. وشاهد العالم كيف أن المدن الكردية تحولت إلى كتل من الحراكات، والتظاهرات الغاضبة، من دون تأثير واضح من الأحزاب السياسية الكردية سابقة الذكر، وبدافع متعلق بالهوية القومية للمجتمع العام الكردي مع انتحار فتاة كردية بعد تعرضها للتحرش من عنصر أمني إيراني في منتصف شهر مايو/ أيار 2015 في مدينة مهاباد الكردية(11)، وهي الحادثة التي كانت تذكر دوماً بإن الكتل الحراكية الشعبية في إيران وفي المناطق الكردية هناك تتحرك بوعي أقوى من الوعي الذي يظن بعضهم أن الأحزاب السياسية تعمل عليه(12)، أي إن الوعي العام للمعارضة الشعبية أعلى من الوعي السياسي الحزبي التقليدي(13).
أسباب الهجوم الإيراني على الأحزاب الموجودة في عمق الإقليم
من حيث المجمل كانت الضربة الإيرانية(14) في صباح يوم السبت في 08/09/2018 على المقر الرئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني التي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 55 شخصاً تصرف عدواني غير متوقع، وأكثر من التصرف العادي من قبل طهران تجاه إقليم كردستان العراق على الرغم من التاريخ المديد للانتهاكات الإيرانية للحدود، والتحرشات المستمرة بالمناطق القروية المجاورة للحدود الشرقية والشمالية الشرقية لإقليم كردستان العراق(15). الهجوم على مدينة كوية (كويسنجق) الذي كان له صدى كبير في الساحة العامة الكردية، والساحة العامة في مجمل العراق لم يأتِ بالمصادفة أو لم يكن فقط هجوماً يستهدف اجتماعاً لمعارضين للنظام الإسلامي في إيران بقدر ما كان يحتوي في داخله دوافع متعددة دفعت إيران إلى التصرف المذكور، والأسباب التي دفعت إيران إلى التهور بهذا الشكل متعددة، ويمكن تلخيصها بالآتي:
أولاً: استعراض عام للقوة إذ بدأت إيران التي تعاني تداعيات الضغط السياسي والاقتصادي التي تديرها واشنطن عليها بعد أن كرست قيادة الحزب الجمهوري الأمريكي الجديدة التي يقودها حالياً رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب جل اهتمامها لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة وهي عملية لتغيير ملامح الضعف البادية عليها.
ثانياً: تخويف الجهات الكردية الإيرانية المعارضة لإيران من احتمال تحولهم إلى حلفاء للقوى المناهضة لإيران في المنطقة. التخويف في ما يبدو من التصرف الإيراني المتهور يأتي من معلومات قد وصلت إلى طهران عن أن الكتل الكردية السياسية ستصبح قوى رائدة في وقف المشروع الإيراني في المحيط لكونها تملك تاريخاً طويلاً من التضاد مع حكومات طهران.
ثالثاً: محاولة للتأثير في حكومة إقليم كردستان العراق لدفعها إلى التقرب من الأحزاب والجماعات العراقية القريبة من إيران بعد أن أصبح ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة جزءاً من الصراع )الإيراني-الغربي- الخليجي( في المرحلة الحالية، وفي ما يبدو أن الهجوم كان رداً لرفض القوى الكردية العراقية الانجرار إلى المحور الإيراني وتوجهها إلى التعاون مع الغرب أكثر منه مع طهران.
رابعاً: توجيه أنظار الإيرانيين الغاضبين من الوضع الاقتصادي الهش للبلاد إلى الخارج، وترسيخ مفهموم المؤامرة الخارجية للهرب من مواجهة التظاهرات العارمة التي انتشرت من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق الإيراني بعد فشل الساسة الإيرانيين في تقديم حلول للوضع الاقتصادي المزري، ولظاهرة الفساد المنتشر في عموم هياكل الدولة(16).
خامساً: محاولة لتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة عن قدرتها على الوصول إلى الجنود الأمريكيين الموجودين في العراق من خلال عرض ترسانتها الصاروخية، ومن خلال تنفيذ عملية مماثلة على ريف دير الزور السوري في المدّة الماضية(17).
سادساً: محاولة تعزيز تقاربها مع تركيا التي تقوم بعمليات جوية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المثلث الحدودي العراقي- التركي- الإيراني، ومحاولة لتذكيرها بوجود عدو مشترك تمثله القوى السياسية والعسكرية الكردية في المنطقة. وهو جزء من عملية ترسيخ مفهوم التعاون الإقليمي العراقي السوري التركي الإيراني في وجه الطموحات الكردية في المنطقة. وكذلك عملية تعزيز للعلاقات التركية الإيرانية بعد التباعد التركي مع أمريكا وتقاربها من روسيا وإيران ولوجود عدد من الملفات المشتركة أهمها القضية الكردية في المنطقة، والملف السوري، والعلاقات الاقتصادية وموضوع الغاز.
سابعاً: تخويف سكان إقليم كردستان ليقوم هؤلاء بالضغط على قادتهم المحليين لتثبيط أي حراك مستقبلي للقوى الكردية ضد طهران في الأيام المقبلة، وهو ما يبدو أنه لم يؤت ثماره مع ازدياد الغضب لدى سكان إقليم كردستان على طهران، واعتبارهم التصرف الإيراني انتهاكاً لحرمة أراضي الإقليم الهادئ بشكل عام.
ثامناً: محاولة من طهران لوقف نشاط الأحزاب الكردية الإيرانية ضدها، وبخاصة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب حرية كردستان بدأت رسمياً بالقيام بعدد من العمليات العسكرية ضد الحرس الثوري الإيراني في المدّة الماضية، ومع ظهور أنباء عن تحرك مقبل لباقي القوى العسكرية الكردية ضد طهران(18).
الردود المحتملة من الأحزاب الكردية الإيرانية والجهات الكردية في الدول الثلاث الأخرى والتحالفات التي يمكنها القيام بها للرد
مع قيام طهران في الثامن من سبتمبر/ أيلول بإطلاق سبعة صواريخ على جماعة كردية معارضة وهي (حدك) في إقليم كردستان العراق، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً. وأعقبتها عملية إعدام السلطات القضائية الإيرانية ثلاثة معارضين أكراد بعد ذلك بساعات زاد مفهوم الغضب الكردي على الحكومة الدينية في إيران(19). الغضب الكردي العابر للحدود الذي شمل عدداً من الناشطين والسياسيين الذين كتبوا عن الموضوع، ونشروا صوراً للضحايا الأكراد في كوية على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي الذين أرفقوا تلك الصور بكتابات تهين الحكومة الإيرانية وتعتبر تصرفها العدواني جزءاً من حقيقة الذهنية الإيرانية الحاقدة على الأكراد فقط لكونهم أكراد تولدت لدى المتابعين والمعنيين بالشأن السياسي الكردي تصورات لردود كردية محتملة على هجوم كوية، ويمكن تلخيص تلك الردود بتقسيمها إلى مناطق جغرافية محددة:
في إيران: حيث بدأت عمليات الضغط الشعبي على الأحزاب الكردية الإيرانية للقيام بعمليات تعاون في ما بينها قد تنتهي بعمليات دمج نهائي بين عدد من تلك القوى العسكرية والسياسية. ولأنه من الصعوبة بمكان دمج الأحزاب السياسية الكردية الإيرانية كلها في حزب واحد لكون التباعد السياسي بين عدد منها، وبخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران وحزب الحياة الحرة الكردستاني هو تباعد جوهري إلا أنه من الممكن العمل على تشكيل هيئة عامة لتلك الأحزاب والقوى، وتحديد نقاط مشتركة يهدف الكل من خلالها إلى الوصول إلى الأهداف القومية الكردية. العمل على تشكيل التكتل، وإن كان يبدو أنه مشوار طويل إلا أن الحدث الأخير وشعور كثير من المعنيين بالشأن الكردي الإيراني بمدى الخطر السياسي عليهم يدفعهم مع الوقت إلى البحث عن صيغ لوقف الخلافات الداخلية في ما بينهم، والعمل على التركيز على تقوية الجبهة الداخلية الكردية، وزيادة العمل السياسي والعسكري ضد حكومة إيران.
النشاط الذي يبحث عنه الأكراد حالياً هو تفادي تحويل مناطقهم إلى وقود لتصفية الحسابات الدولية مع تعزيز قوتهم الذاتية في الوقت نفسه. الجهات الكردية والتصور الشعبي الكردي الحالي يتركز حالياً على كيفية تعزيز خطوط التواصل مع باقي المعارضة الإيرانية على الرغم من كونها معارضة مشتتة وضعيفة، وكذلك تحاول العمل على تحديد نقاط مرجعية للحراكات الشعبية الصاعدة في المدن الكردية ضد سلطات طهران حيث لوحظ توسع الاضطرابات والإضرابات والتظاهرات السياسية في المدن الكردية المختلفة، وهو جزء من صور الغليان الشعبي للشعب الكردي في إيران. وستحاول الجهات العسكرية الكردية من جهتها تعزيز العمليات ضد الجيش الإيراني داخل إيران لكي ترفع أعذار التدخل الإيراني في إقليم كردستان. وستحاول تعزيز الحراك السياسي الخارجي في الدول الغربية لإيصال رسالتهم إلى العالم الخارجي وتأمين الدعم والتغطية الدولية اللازمة لعملياتهم المقبلة. من المهم في ما يبدو بالنسبة إلى أكراد إيران الاستفادة من وجودهم على الحدود مع أكراد تركيا والعراق لتعزيز الروابط السياسية والاجتماعية معهما، وهو حدث طبيعي للشعوب التي تقطعت بها الحدود. وفي ما يبدو من التطورات الحالية أنهم يتجهون إلى تعزيز وزنهم الاقتصادي من خلال العمل على تصدير واستيراد البضائع بالطرائق غير الرسمية بعد أن بدأت إيران تتحول إلى سجن كبير بإعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها.
في العراق: سيكون الرد الكردي غير المباشر في العراق على هجوم كوية رداً حاسماً على نفوذ إيران التي تستخدم العراق بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين على يد الأمريكان والإنكليز ممراً لتدخلها في سوريا ولبنان، ولتعزيز وجودها الإقليمي، ولتصدير عدد من منتجاتها إلى هناك. الرد الكردي سيكون مقسوماً إلى جهتين هما الردود المحتملة من أحزاب إقليم كردستان العراق داخل العراق، والأحزاب الكردية الإيرانية داخل العراق وداخل إقليم كردستان العراق في الأغلب، إذ من المتوقع أن يشكل التهديد الإيراني لأراضي الإقليم نقطة تحسب لتمسكهم بالتعاون مع الولايات المتحدة في العراق ولتعزيز تعاونهم مع القوى السياسية العراقية التي لا تتبع هوى طهران. ستحاول الأحزاب الكردية العراقية البحث عن تحالفات مع القوى العراقية ذات الهوى العراقي على الرغم من تفكير هؤلاء المركزي الذي يخشى من عودة ظهوره سياسيو الإقليم بدلاً من الاقتراب من الجهات العراقية القريبة من إيران وبخاصة تكتل العامري المالكي علني التحالف مع طهران في الوقت الذي سيتحاشون فيه الصدام المباشر مع طهران عسكرياً أو سياسياً على الرغم من الانتهاكات الإيرانية المستمرة لحدود الإقليم بحجج مختلفة. الأحزاب الكردية في الإقليم ستحاول ممارسة الدبلوماسية وضبط النفس مع تصرفات إيران العدوانية، وستحاول ترك المجال للجهات الدولية الأكبر ممارسة الضغط على إيران لرفع الحرج عن نفسها. أحزاب الإقليم كلها ستحاول تقديم الدعم للجهات الكردية الإيرانية بصورة غير رسمية لمنع إيران من سحقها، وكذلك ستحاول منع إيران من التمدد عن طريقها إلى سوريا، وستكون بذلك مصداً لإيران شمالاً، وستحاول الاستفادة من تسرب رؤوس الأموال الإيرانية لمصلحتها كونها المنطقة الأكثر أماناً في الجوار الإيراني حتى اللحظة مع تدهور مواقف تركيا السياسية والاقتصادية، وبداية ظهور انكماش سياسي وعسكري لحكومتها القريبة من الإخوان المسلمين. أما بالنسبة إلى الأحزاب الكردية الإيرانية في الإقليم فستحاول وقف انطلاق عملياتها من الحدود العراقية الإيرانية، وستحاول تعزيز وجودها داخل المجتمعات الكردية النازحة داخل الإقليم منذ سنوات. وستحاول الاستفادة من وجود الجهات الدولية في أربيل والسليمانية لتعزيز تواصلها مع العالم الخارجي وسيكون مطلب توحيد مطالبها الهدف الرئيس الذي ستبحث عنها كما يمكنها العمل على تعزيز علاقتها مع الجهات العراقية الرافضة للتدخل الإيراني في العراق ككل.
في سوريا: سيكون التقارب بين الأمريكان وقوات سورية الديمقراطية أهم انتصار للأكراد ضد التمدد الإيراني في سوريا. وسيكون تركيز الولايات المتحدة لردع الإيرانيين في سوريا زيادة في الوزن الكردي هناك. عملية تدعيم الأكراد وحلفائهم العرب في سوريا هي عملية تحرير للأكراد السوريين وحتى الإيرانيين من تهديدات النظام السوري وحلفائه للعودة والسيطرة على منطقتهم الغنية بالموارد المتنوعة. سيكون الانفكاك الكردي في سوريا من النفوذ السوري هو انفكاك لجبهة حزب الحياة الحرة الكردستاني المحسوب على حزب العمال الكردستاني من هدنتها المعلنة منذ سنوات بدء العمليات في سوريا. التدعيم لأكراد سوريا تقوية لأكراد إيران والعكس صحيح. وسيحصل كثير من قادة الأحزاب الكردية الإيرانية على ملجأ إضافي لهم بالوصول إلى مناطق الإدارة الذاتية في سوريا، ويمكنهم التواصل مع الأمريكان أيضاً من هناك. وفي ما يبدو أن التوجه العام للأكراد في المنطقة هو العمل على تعزيز تحالفهم مع العالم الغربي وعدم التورط في الخلافات المذهبية الطاغية في الشرق الأوسط على حساب تدعيم قضاياهم القومية. علماً، أن الأحزاب الكردية السورية بمختلف توجهاتها أعلنت عن إدانتها الرسمية للعملية العسكرية الإيرانية في كويسنجق(20)(21).
في تركيا: ستستفيد القوى الكردية الإيرانية من وعورة الحدود الجغرافية بين إيران وتركيا للحصول على الدعم من أشقائهم في الجانب الآخر من الحدود، وبخاصة أن تركيا نفسها أصبحت بعيدة عن الدعم الغربي الذي كانت تتبجح به عقوداً ضد التطلعات الكردية في المنطقة. التقارب التركي الإيراني الأخير الذي توج بالحصار على إقليم كردستان العراق بعد استفتاء الإقليم في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي الذي توج أيضاً بدخول الأتراك إلى شمال حلب وعفرين مقابل دخول حلفاء إيران إلى كركوك لن يمر مرور الكرام بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية الحالية. الإدارة الأمريكية الحالية تراقب تصرفات تركيا المتماهية مع إيران وروسيا في الملف السوري بشكل رئيس وفي المحفل الدولي بشكل عام بريبة. الدول الأوروبية الغاضبة من دعم تركيا للإسلام السياسي، وللابتزاز التركي المستمر لهم بموضوع اللاجئين، وبتقارب تركيا العسكري مع روسيا سيكون لها دور في تدعيم الجبهة الدولية ضد تركيا أيضاً التي سيقطف ثمارها الأكراد المعارضين للحكومات التركية منذ عقود. الأمريكيون الذي يطالبون تركيا بوقف معاملاتها الاقتصادية مع إيران فوراً التي شاهدت كيف أن تركيا ترفض الطلب الأمريكي ستسمح للقوى الكردية بالنمو داخل تركيا، ولن تقف في وجهها، وهو الذي سيفيد أكراد إيران أيضاً على اعتبار أن تقوية النفوذ الكردي في تركيا وتعزيز وجودهم سيفتح لهم مجالاً مديداً بتلقي الدعم العسكري من الأحزاب الكردية التركية أيضاً، وسيسهل عمليات تواصلهم وتحركاتهم داخل الحدود. التواصل الاجتماعي، والاقتصادي، والعسكري، سيعزز القوى الكردية على جانبي الحدود ومن الممكن العمل على زيادة في توحيد الخطاب السياسي الكردي في إيران من خلال فتح ملف المفاوضات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب الحياة الحرة الكردستاني المحسوب على حزب العمال الكردستاني، ومحاولة تنسيق عملياتهم داخل إيران لتكون أكثر فاعلية ولوقف الشقاق الكردي في التوسع هناك.
في المحفل الدولي: ستقوم القوى الكردية الإيرانية بالعمل على تعزيز علاقاتها مع الدول المعنية بشؤون الشرق الأوسط لكسب الدعم لقضيتهم، وسيكون عملهم الخاص بتسليط الضوء على الانتهاكات الإيرانية في المنطقة دور مركزي في كسب الدعم المطلوب. من المتوقع أن تقوم الجهات الكردية بزيادة عمليات الرصد للانتهاكات الإيرانية في إيران، وستقوم بدور في تسريب التحركات الإيرانية المريبة إلى العالم، وهي قادرة بحكم وجودها داخل إيران على عمل ذلك. وستقوم بعدد من التظاهرات مع القوى المعارضة الأخرى ضد نظام إيران في الخارج(22). وستحاول قدر الإمكان إيجاد مكان لها بين القوى التي ستقود عمليات التغيير (المفترضة) في إيران في قادم الأيام لـتأمين حقوقها القومية المستقبلة ولترفع الغبن الحالي عليها.
خاتمة
مع تصدر ملف إعادة تفعيل العقوبات الأمريكية على إيران نشرات الأخبار، ومع زيادة الريبة الدولية من التصرفات الإيرانية في الشرق الأوسط، ومع ظهور النقمة العامة الداخلية على حكم النظام الإسلامي الإيراني سيكون موضوع القوميات الأخرى داخل إيران موضوعاً حاضراً على الطاولة الدولية بشكل دائم. ومع كون التصرفات الإيرانية تتجه لتكون أكثر عدوانية وتهوراً كما كانت في عملية ضرب مدينة كوية في إقليم كردستان العراق بالصواريخ سيكون مطلوباً من الأحزاب القومية الكردية تعزيز جبهتها الداخلية لمواجهة الأيام الحارة المقبلة في إيران، ومن المطلوب منها أن تعزز علاقاتها مع الجهات الإيرانية الأخرى المعارضة، وأن تعزز وجودها في المحفل الدولي والإقليمي، وأن تبحث عن علاقات مع الدول ذات الشأن كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتأمين الدعم لنفسها، ولا بد أن تبحث عن حقوقها من خلال المفهومات المتعلقة بالديمقراطية، والحريات، والنظم ذات اللامركزية السياسية، وبعيداً عن الدخول في مطبات الصراع المذهبي (السني-الشيعي) الطاغي في المنطقة.
المراجع
- كتاب خلاصة تاريخ الكرد وكردستان لمحمد أمين زكي، تقدمة العلامة: أ. د. كمال مظهر أحمد، طبعة دائرة الشؤون الثقافية العامة في العراق –بغداد- الأعظمية، صفحة (119-120).
- كرد (ويكيبيديا) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF
- الشرق الأوسط: ماذا يمثل الأكراد جغرافيا وتاريخيا وسياسيا؟ https://goo.gl/1214sB
- من هم الأكراد؟ http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/10/141022_who_are_kurds
- عدد الأكراد في إيران https://goo.gl/EgR1r9
- الأكراد في إيران: ماذا تعرف عنهم؟ https://www.ida2at.com/kurds-in-iran-what-do-you-know-about-them/
- أكراد إيران، العنصر الغائب في الشرق الأوسط https://www.alhurra.com/a/kurds-of-iran/422249.html
- تجربة النضال المسلح في كردستان إيران وآفاقه https://www.nlk-s.net/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-
- الأكراد في إيران: ماذا تعرف عنهم؟ https://www.ida2at.com/kurds-in-iran-what-do-you-know-about-them/
- 10- ما هي شبكة الفصائل والأحزاب الكردية في المنطقة؟ (ملف) https://goo.gl/V161p6
- بالفيديو.. لحظة انتحار فتاة كردية هربًا من ضابط حاول اغتصابها فى إيران https://www.youm7.com/story/2015/5/10
- تواصل احتجاجات أكراد إيران بعد انتحار فتاة هربا من الاغتصاب على يد ضابط https://goo.gl/RLytr5
- Kurdish protest in Mahabad-iran .**New video** https://www.youtube.com/watch?v=2LzOvNjLkk4
- إيران تقصف مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني https://www.youtube.com/watch?v=eR2b2wue_vk
- إيران تقصف مناطق حدودية في إقليم كوردستان http://www.rudaw.net/arabic/kurdistan/070920185
- إيران: عدة قتلى نتيجة الاحتجاجات وروحاني يتوعد “مثيري الاضطرابات” https://www.youtube.com/watch?v=bJZDGZK3hLI
- بالفيديو: إيران تقصف بصواريخ بالستية مقرات مجموعات إرهابية في دير الزور شرق سوريا http://www.almayadeen.net/news/politics/720876
- الكردستاني الإيراني يستأنف العمل المسلح ضد إيران https://www.alarabiya.net/ar/iran/2016/03/23
- إضراب شامل للمدن الكردية في إيران https://www.alhurra.com/a/%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF
- الوطني الكردي السوري يدين القصف الإيراني على كويسنجق http://www.basnews.com/index.php/ar/news/kurdistan/464551
- الاتحاد الديمقراطي يدين الهجوم الإيراني على كويه https://pydrojava.net/arabic/archives/39553
- Kurds protest outside Iranian embassy in London https://www.youtube.com/watch?v=8VwgqR4F6Kw
الخرائط:
- https://www.ida2at.com/irans-kurds-the-return-of-the-rebel-arenas/
- https://mondediplo.com/maps/kurdistanborders
- https://arabi21.com/story/908329/
- http://kurdishquestion.com/oldarticle.php?aid=no-state-solution-libertarian-socialism-kurdistan
هذه المادّة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.