نشرت وسائل إعلامية ألمانية استطلاعاً للرأي، أظهر تأييد غالبية الألمان لخطوة طرد تركيا من حلف الناتو، بعد شن الجيش التركي عملية “نبع السلام” ضد المسلحين الأكراد شمال سوريا.
وبين الاستطلاع الذي أجراه مركز “يوغف”، أن 85 في المئة من المستطلعة آراءهم يريدون اتخاذ تلك الخطوة ضد تركيا، في حين طالب 61 في المئة منهم، بفرض عقوبات اقتصادية على حكومة العدالة والتنمية التركية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك، وقف تصدير السلاح إلى أنقرة.
وتصطدم فكرة إخراج تركيا من الحلف بعدم وجود بند في ميثاقه يسمح لبقية الأعضاء بطرد عضو آخر، ما يعني أن الحلف سيكون أمام إجراءات طويلة ومعقدة في حال قرر التوجه إلى اتخاذ تلك الخطوة، لا سيما وأنها ستحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء والتصديق عليها.
نتائج الاستطلاع تزامنت مع تصاعد الاتهامات الموجهة لحكومة الرئيس “رجب طيب أردوغان” باستخدام أسلحة حارقة محرمة دولياً خلال عملية “نبع السلام”، التي أطلقتها شمال سوريا قبل أسابيع، ما دفع جهات دولية للمطالبة بتشكيل لجان تحقيق مختصة بتوثيق تلك الاتهامات.
واستندت الاتهامات الموجهة للجيش والحكومة التركيين إلى صور تداولها ناشطون ومنظمات حقوقية على مواقع الانترنت تظهر إصابة أعداد كبيرة من المدنيين بحروق في مختلف أنحاء الجسد بعد تعرض منازلهم لغارات جوية تركية.
بالإضافة إلى إبداء ميليشيات سوريا الديمقراطية الكردية المعروفة بـ”قسد” استعدادها تزويد اللجان الدولية بعينات من التربة ومن إصابات الجرحى لتوثيقها في أي عملية تحقيق محتملة.
إلى جانب ذلك، اتهمت منظمات دولية الحكومة التركية بتهجير سكان المناطق التي تقع ضمن نطاق عملية “نبع السلام”، والسعي للتلاعب بالديمغرافيا السورية لخلق واقعٍ جديد يتلائم مع المصالح التركية، حيث أشارت المنظمات في تقاريرها إلى أن آلاف المدنيين نزحوا خلال الأيام الأولى من العملية، محذرة من المخططات التركية وأهدافها.
وكان أعضاء في الكونغرس الأمريكي قد جددوا مطالبتهم بالتأكد من إلتزام تركيا، ببنود اتفاق المنطقة الآمنة المتفق عليها في سوريا، مشيرين إلى أن التقارير القادمة من الشرق الأوسط تشير إلى أن القوات التركية تعمل خارج تلك المنطقة.
ولفت أعضاء الكونغرس في رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية “مايك بومبيو”، إلى أن قوات تركية أو قوات من المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، تهاجم القوات الكردية المنتشرة في محيط تل تمر، التي قالوا إنها تقع خارج حدود المنطقة الآمنة، مضيفين في رسالتهم: “بالنظر إلى المخاطر، فالوقت أمر جوهري”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.