أوضحت وسائل إعلامية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وصل الأحد، إلى العاصمة الإيرانية- طهران، بهدف لقاء الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، وذلك بعد زيارته لسلطنة عُمان على رأس وفد لتقديم العزاء بوفاة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور.
وتأتي زيارة تميم إلى طهران في وقت حساس للغاية، بعد اعتراف إيران بإسقاط طائرة أوكرانية فوق العاصمة طهران عن طريق الخطأ، أثناء استهداف قوات أميركية في العراق بالصواريخ، وكذلك بعد أيام فقط من تصفية الجيش الأمريكي لقاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد العراقي.
وفي أحدث التفاصيل الهامة في ملف عملية الاغتيال السرية تلك، والتي سببت صفعة قوية لطهران وأودت بحياة رجل العمليات التوسعية خارج الحدود الإيرانية، كشفت مصادر مطلعة عن وجود غرفة عمليات لإدارة الغارة الجوية في قطر، بمشاركة استخباراتية إسرائيلية، أدارت الغارة الجوية من الدوحة، وضمت أشخاصا من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، تبين أن العملية الاستخباراتية قد بدأت من مطار دمشق الدولي، حيث زرعت الولايات المتحدة الأمريكية مخبرين لها، أبلغوا قياداتهم أن سليماني ستوجه من مطار دمشق إلى مطار بغداد، الأمر الذي أكدته الاستخبارات الإسرائيلية أيضا.
وبعد أن هبطت طائرة سليماني في مطار العاصمة العراقية بغداد، التي كانت تابعة لخطوط أجنحة الشام (طراز أيرباص A320)، أكد وصوله عدد من الجواسيس الأمريكيين ممن كانوا متواجدين داخل مطار بغداد، وذلك وفق تقرير نشرته شبكة “NBC news”.
وعند التأكد من المعلومات عبر عدة مصادر، انطلقت ثلاث طائرات أميركية دون طيار إلى مواقعها، تحمل كل طائرة منها أربعة صواريخ من طراز “هيل فاير” دون أي تردد من وقوع مواجهة في المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وهذه الرواية التي نشرتها الشبكة الأمريكية “NBC New”، نقلا عن شخصيتين على دراية بتفاصيل العملية، إضافة إلى مسؤولين أميركيين كانوا على اطلاع عليها.
وبالتزامن مع استعداد الطائرات الأمريكية الثلاثة للقيام بعملية الاغتيال، كان المسؤولون الأميركيون يشاهدون عبر شاشات كبيرة، صعود مسؤول ميليشيا عراقي لتحية سليماني الذي كان يترجل من طائرته، وذلك في تمام الساعة الواحدة من منتصف الليل، حيث كانت ألوان الشاشة تعمل بالأبيض والأسود ولا تظهر تفاصيل الوجوه بسبب استخدام الأشعة فوق الحمراء.
ونقلا عن المصدر، فإن شاشات المراقبة أظهرت مسؤولين كبيرين يدخلان سيارة سيدان بدأت في السير، فيما صعدت بقية الحاشية في حافلة صغيرة والتي أسرعت للحاق بها.
بعدها شرعت الطائرات بدون طيار إلى تتبع المركبات بعد انطلاقها نحو مخرج المطار، فيما سعى خبراء الإشارة إلى تأكيد هوية من بداخلها. وفي ذلك الوقت تقدمت الحافلة الصغيرة أمام السيارة التي كانت تقل سليماني وسط حركة مرور خفيفة.
وعند التأكد النهائي من هوية الأشخاص الذين يركبون في السيارات من قبل المشرفين على العملية والمتمركزين في مقر القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في العاصمة القطرية الدوحة، تم إعطاء الأمر بإطلاق أربعة صواريخ على السيارات، في عملية لم ينج منها أحد.
والجدير ذكره هنا أن الطائرات التي استهدفت موكب سليماني لم تكن صامتة، لكن في بيئة حضرية مثل بغداد يصعب تمييز صوتها. ولم يكن الرجال في السيارة على دراية بأنهم كانوا مستهدفين، وفق ما صرح به مسؤولون للشبكة الأمريكية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.