وحدة الدراسات الاستراتيجية في المرصد
الهدف الإيراني من تشييع سكان وادي الفرات في سوريا ليس أمراً متعلقاً بنتائج الصراع السوري المستمر منذ سبعة أعوام، فهذا الهدف الإيراني يندرج ضمن خطةٍ استراتيجيةٍ قديمةٍ، تسعى الحكومة الثيوقراطية في طهران إلى تنفيذها في دول الجوار العربي.
لعلّ حملات التبشير لنشر المذهب الشيعي تتركز في ريف دير الزور الشرقي، وبخاصة في قريتي حطلة ومراط، ومدينة البوكمال والمناطق المحيطة بها على الحدود السورية العراقية(1)، لتكون جزءاً من عملية تشييع واسعة، تسعى إليها حكومة طهران.
وتعود عملية تشييع السكان في محافظة دير الزور إلى عام 1987، إذ بدأت هذه العملية من خلال أفرادٍ محدودين، وكانت تجري بموجب تقديم إغراءات مالية لأفرادٍ فقراء في حالة عوز مالي، من أجل خلق ركائز موالية لنظام طهران. وقد استخدمت إيران أسلوب التقية الاقتصادية والتقية الثقافية من أجل نشر المذهب الشيعي بين السكان في محافظتي دير الزور والرقة، وذلك في مرحلة ما قبل الثورة السورية. ويمكن القول إنّ التشيع انتشر في بعض قرى دير الزور ما قبل الثورة، وتركّز في قرية حطلة في الريف الشمالي، وفي قرية الجفرة في الريف الشرقي التي وصل التشيع فيها إلى نسبة 80 في المئة، وفي قرى وبلدات أخرى مثل الصعوة والكسرة بنحو10 في المئة(2).
هدف التشييع الإيراني تختفي خلفه أهداف أخرى، يحاول هذا البحث تسليط الضوء عليها، وتبيان مخاطرها على وحدة النسيج الوطني السوري، وعلى استقلال الدولة السورية.
الأهداف السياسية للتشييع
تستند الأهداف السياسية الإيرانية في وادي الفرات إلى العمل على تشييع سكان هذه المنطقة وفق رؤية تقوم على تقطيع أوصال المنطقة الممتدة من محافظة الأنبار العراقية إلى محافظتي دير الزور والرقة السوريتين، إذ تُعتبر هذه المنطقة منطقةً سُنيّةً بحسب الانتماء المذهبي، وتريد إيران من ذلك أن تجعل من مناطق محافظتي دير الزور والرقة سدّاً منيعاً يمنع اتصال السُنّة المنتشرين من شمال بغداد وفي محافظة الأنبار بسُنّة سوريا في المدن الكبرى، هذا المسعى الإيراني كانت طهران تعمل عليه بصمتٍ ومن دون ضجيجٍ مستغلةً الأوضاع المعيشية السيئة لسكان وادي الفرات في سوريا قبل الثورة، وما تزال تعمل طهران على هذا المسعى بدأبٍ شديد، إذ إنّ إيران دخلت في سباق لإكمال مخططها الرامي إلى خلق قاعدة شعبية محلية موالية لها على غرار لبنان واليمن، وذلك قبل إرغامها دولياً على مغادرة سورية(3).
هذه المساعي تجهد في خلق حالةٍ سياسيةٍ جديدةٍ في منطقة وادي الفرات في سوريا، إذ إن عملية التشييع المذهبي ستوجد قاعدةً مواليةً لحكومة طهران، تُسهّل عليها خدمة هلالها الشيعي الممتد من طهران عبر العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط. هذا الهلال سيربط ثلاث دولٍ عربية هي العراق وسوريا ولبنان بإدارة سياسية إيرانية تعمل على إعادة بناء إمبراطورية إيرانية جديدة، تُعيد أمجاد إمبراطورية فارس.
وفق هذا المنظور الملموس تجري عملية التشييع بوسائل مختلفة في منطقة وادي الفرات في سوريا، إذ تستغل إيران الغضب الشعبي من ممارسات داعش وحاجة السكان إلى المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية. لقد أقدمت الميليشيات الإيرانية والأخرى الموالية لها على التغلغل في أوساط المدنيين لنشر المشروع الإيراني من خلال استملاك العقارات ومنح مئات من مرتزقتها أوراقاً ثبوتية سورية، ومحاولة إغراء الفقراء باعتناق المذهب الشيعي(4).
من هنا يجب فهم معنى التغيير الديموغرافي للخريطة السكانية السورية عموماً، وفي منطقة وادي الفرات خصوصاً، وكيف يلعب هذا التغيير دوراً أساسياً في السيطرة والهيمنة على البلاد، إذ تعمل إيران على خدمة مشروعها في السيطرة من خلال ثلاثة عوامل رئيسة هي: توفر المال اللازم للسيطرة، ووجود مشروع مادي هو بناء الإمبراطورية الإيرانية، ووجود رؤية أيديولوجية شاملة تتلخص في استخدام الأيديولوجيا أداة سيطرة سياسية واقتصادية أي تتكثف هنا في مفهوم واحد يدعى التشيّع.
المشروع الإيراني جزء من نظرية تصدير الثورة التي طرحها مرشد إيران الأول الخميني، هذه النظرية ألبستها القيادات الإيرانية المتتالية مفهومات مضللةً مثل مفهوم المقاومة –ومفهوم الوحدة الإسلامية– والحرب على إسرائيل من أجل الإمساك بخيوط اللعبة السياسية في المنطقة العربية، وجعلها في خدمة مشروع إيران الإمبراطوري.
إنّ سعي إيران إلى تحقيق الهلال الشيعي(5) يعني جعل هذا الممر الجغرافي الممتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان ممراً شيعياً تسكنه أغلبية شيعية.
لذلك يستطيع المراقب الحيادي لسلوك إيران السياسي والعسكري فهم الأهداف التي ترمي إليها القيادة الإيرانية، وهذا يدفع إلى القول بأنه لم يعد سرّاً أن طموح إيران هو بناء دولة قومية فارسية، في إعادةٍ لحلم الإمبراطورية الفارسية التي لا يكتمل بناؤها إلّا بالسيطرة على العراق وسوريا ولبنان(6).
الأهداف الاقتصادية للتشييع
لا يمكن لإيران أن تحقق أهداف سيطرتها الاقتصادية في مناطق نفوذها في العراق وسوريا ولبنان من دون حماية مشروع هلالها الشيعي، ولهذا يلعب الاقتصاد دوراً حاسماً في محاولات ترسيخ الهيمنة الاقتصادية الإيرانية، وقد عملت إيران منذ وصول الخميني إلى السلطة على خلق تبعيات اقتصادية لها في البلدان العربية التي تشكّل ما تظن طهران أنه جزر اقتصادية صغيرة، تتوسع بالتدريج من خلال خلق (لوبي اقتصادي إيراني) يتحكم في اقتصاد بلدان النفوذ ومنها سوريا. ويتجلى المشروع الإيراني في سوريا من خلال تخطيط نظام ولاية الفقيه في إيران للسيطرة على أراضٍ سورية وابتلاعها بأكثر من طريقة بما فيها العسكرية، إذ انتشرت منذ مدّة ظاهرة شراء الإيرانيين للعقارات في سوريا، وبخاصة في محافظات دمشق وحلب(7).
إنّ أهداف إيران الاقتصادية تحتاج إلى أذرعٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ وأيديولوجية لتحقيقها، وتضع إيران نصب عينها مسألة السيطرة على مراكز الثروات الوطنية السورية، سواء الفوسفات أم النفط، والأخير تتوافر احتياطاته في المنطقة الشرقية من سوريا أي في وادي الفرات وباديته.
إيران التي تسعى إلى الهيمنة السياسية تدرك تماماً أن السيطرة الاقتصادية على مفاصل الاقتصاد السوري سيجعل من هذا البلد في حالة تبعية كبيرة لإرادة طهران السياسية، وقد ظهرت مخاوف إيران في شكل تصريحات متعددة وفي أوقات مختلفة من أنّ النظام السوري لم يحترم التضحيات الإيرانية الكبرى في الدفاع عنه، إذ إنه يمنح الروس امتيازات اقتصادية كبرى، هذه التصريحات الإيرانية تكشف طمع إيران في اقتصاد سوريا من خلال الدفاع عن حكم استبدادي جائر مقابل التبعية والهيمنة الإيرانية على هذه البلاد. لقد ظهر أن نشاط إيران في نشر المذهب الشيعي دائماً يتركّز في المناطق الفقيرة، أو ضعيفة التعليم في دير الزور، وبخاصة في قرى مثل جديد بكارة – الهرموشية – الحسينية – وبعض خط الصور- وحطلة – ومراط – والكسرة – والصعوة(8).
إنّ سياسة التشييع التي تتبعها إيران في محافظتي دير الزور والرقة غايتها الرئيسة خلق حالةٍ سكانية بمنزلة قاعدة عمل أيديولوجي وسياسي وعسكري تعمل جميعها متضافرةً من أجل هدف رئيس وأساسي، هو السيطرة الاقتصادية التي تخدم مشروع ولادة إمبراطورية إيرانية يحلم بتحقيقها حكام إيران، رسم خطوطها الرئيسة المرشد الأول الخميني.
لكن يمكن رصد ما حصلت عليه إيران من امتيازات اقتصادية في سوريا تعزّز نفوذها السياسي في حالة تراجع نفوذها العسكري تحت الضغط الدولي، فقد حصلت على استثمارات سيادية وسريعة الربح مثل رخصة خط الجوّال الثالث، واستثمارات استراتيجية في مناجم الفوسفات في خنيفيس، وعقود لبناء مصفاة بترول كبرى قرب مدينة حمص بطاقةٍ تكريرية 140 الف برميلٍ يومياً(9).
الحلم الإمبراطوري الإيراني ومعوقاته
لا يجد الحلم الإمبراطوري الإيراني بقيام إمبراطورية كبرى له تمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط درباً معبدةً أمامه، بل يجد نفسه في حالة صراعات مفتوحة على أكثر من أفقٍ واحتمال، هذا الحلم لن يتحقق من دون توافر شروطه المادية من جغرافية وديموغرافية وسياسية، وهو حلم يقوم على ركائز جغرافية وسكانية هي في حالة صراع داخلي يستفيد منها هذا المشروع. وفي حالة جرت تصفية الصراعات الداخلية في هذه البلدان، وتقدّمت المصالح الوطنية فيها، فإنّ الحلم الإمبراطوري الإيراني سيكون عرضةً للانهيار.
هناك جهات إقليمية ودولية تعمل على منع قيام هذا الحلم، لأن مصالح هذه الدول الإقليمية ومصالح مراكز القوى الكبرى في العالم تتعارض جوهرياً مع قيام إمبراطورية إيرانية. فالولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثبٍ تطورات الحالة الإيرانية كلها داخلياً وإقليمياً، ولهذا يمكن القول إنه في التحليل النهائي تُدرك الولايات المتحدة أنّ إيران تعمل على توسيع نطاق نشاطها ووجودها على أرض الواقع في سوريا وفقاً لجدول أعمالها الخاص(10). وهذا أمر لم يغب عن بال الحكومة الإسرائيلية التي تجد في التمركز الإيراني عسكرياً واقتصادياً تهديداً استراتيجياً لها ولوجودها، ولهذا فإسرائيل وضعت خطوطاً حمراء حيال نفوذ إيران العسكري في سوريا، وتعمل وفق أجندتها الخاصة وبتقاطعات مع الدورين الروسي والأمريكي من أجل منع أي استتبابٍ للوضع العسكري الإيراني وتوابعه في سورية. وترى القيادة الإسرائيلية أنّ إيران لا تسعى عبر وجودها العسكري في سوريا للمحافظة على النظام السوري فقط، بل أيضاً لتحقيق أهدافٍ أخرى من بينها المحافظة على الميليشيات الأجنبية التابعة لها هناك، وتعزيز الميليشيات السورية التي تأتمر بأمرها(11).
إذاً يمكن التأكيد أن إيران لن تتمكن من المحافظة على نفوذها في بلدان إقليم الشرق الأوسط (العراق – سوريا – لبنان) من دون ذراعها الشيعية الكبرى الهلال الشيعي، ولذلك يندرج تنفيذ وجود هذا الهلال ضمن صلب السياسة الإيرانية في المنطقة، وهنا يمكن الاستدلال على المدى الذي تذهب إليه المغامرة الإيرانية من خلال تحقيق الهلال الشيعي، ومدى الارتدادات السياسية والأمنية والاقتصادية في حال فشل هذا المشروع.
إنّ المصلحة التي تتربع على عرش المصالح الإيرانية في سوريا هي خلق ممرٍ لاستمرار المحافظة على توازن عسكري مع إسرائيل، وتقوية وجودها الجغرافي والسياسي المتزايد من خلال سوريا الأسد في المنطقة على حسابات المنافسين السُنّة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية(12).
أما المعوقات التي تواجه الحلم الإمبراطوري الإيراني فهي عدة وكبيرة، ولعلّ أهم هذه المعوقات هو الموقف السكاني المعادي للتشييع الذي تريد تمريره حكومة طهران في وادي الفرات في سوريا، فالموقف في تلك المناطق هو موقف معادٍ لوجود إيران، ومحاولة فرض سياسة التشييع المذهبية بين السكان. والعمليات العسكرية التي تجري ضد قوات إيرانية من الحرس الثوري ومن ميليشيات موالية لإيران هي دليل على أن الأمر لم يستتب للإيرانيين في وادي الفرات. هذا الموقف تقف خلفه رؤية وطنية سورية، تعمل على اعتبار أن إيران دولة احتلال واستيطان، ولهذا تجري عمليات تخريب هذا الجهد الشيعي على الرغم من وجود بعض الأدوات المحلية من فئات أقلوية اجتماعياً مثل موقف الشيخ نواف البشير من قبيلة البقارة الذي خلعته قبيلته عن مركزه نتيجة التحاقه بالمشروع الإيراني خدمةً لمصالحه الشخصية على حساب مصالح قبيلته، مثل هذه الحالات تدعي كذباً أن بعض سكان المنطقة تعود أصولهم إلى آل البيت لتسويغ ارتباط مصالحهم الفئوية الضيقة بالمشروع الإيراني الخطر.
لقد كتبت صحيفة لوفيغارو الفرنسية: البوكمال؛ آخر حلقات الهلال الشيعي أن طهران التي أنعشها الاتفاق النووي لعام 2015 تعطي انطباعاً أحياناً بأنها إنما تريد استعادة الإمبراطورية الفارسية(13).
الاحتمالات المستقبلية للتشييع
لا يجد التشييع الذي تعمل عليه إيران بصفتها قوة عسكرية واقتصادية مسيطرة في مناطق وادي الفرات صدىً كبيراً لدى من تبقى من السكان، فهؤلاء السكان يجدون في الدعوات الإيرانية شكلاً من أشكال سلخهم عن تاريخهم الاجتماعي والمذهبي، وعلى الرغم من أن إيران تحاول استمالة السكان عن طريق أبواب التعليم وتقديم الخدمات الطبية والمعيشية، إلا أن التشييع لا يجد ركائز حقيقية له بين الأغلبية الساحقة من السكان المحليين، ولهذا تعمل إيران على توطين أسر ميليشياتها الشيعية في المنطقة مستفيدةً من ارتباط بعض الفئات المحدودة من وادي الفرات بها. لكن هذه المعادلة مرتبطة بالضرورة بطبيعة الصراع السوري واتجاهاته، وبموازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية. فإسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع العسكري في سوريا، وهذا يعني أن قدرة إيران على المحافظة على استمرار مشروعها التشييعي هي قدرة تتضاءل باستمرار، وهو ما ينبئ بفشلٍ ذريع لهذه الاستراتيجية الإيرانية.
التشييع مرتبط أساساً بمشروع إيراني أكبر هو الهيمنة الاقتصادية والسياسية على المنطقة، هذه الهيمنة لا تعمل في فضاء خالٍ من القوى المعادية لها، بل إنها تواجه قوىً معاديةً داخلياً وإقليمياً ودولياً. وهذا الأمر يشير إلى احتمال انهيار مشروع التشييع الذي يعتبر إحدى الركائز المهمة للسيطرة الإيرانية على منطقة الشرق الأوسط.
إنّ ظاهرة التشييع الحالية في وادي الفرات مرتبطة بالشروط الموضوعية والذاتية المؤقتة في هذه المناطق، فالصراع السياسي لم ينته بعد، ومؤشراته تقول إنّ اليد الطولى لن تكون للمشروع الإيراني ومن خلفه الروسي، بل قد يكون هناك تقاسم نفوذ سياسي دولي بين دول الصراع الرئيسة الكبرى التي لن تكون إيران إحداها.
وفق هذه الرؤية ستتسع مع الوقت عملية مقاومة التشييع من جهات عدة لحرمان إيران من إيجاد ركائز اجتماعية لمشروعها السياسي في وادي الفرات السوري، وهذا يتطلب شكلاً جديداً من استرايجيات العمل الوطني الداخلي، إضافة إلى استراتيجية وطنية تعتبر إيران دولة محتلةً وتعتبر كل نصيرِ لها عدوّاً وطنياَ للسوريين.
المراجع
- almodon.com إيران تنشر التشيع في دير الزور محمد حسان 17/2/2018.
- euphratespost.com التشييع يتغلغل في ريف دير الزور وإيران تدفع بعجلته عبر هذه الأساليب.
- com إيران توسع التشييع بدير الزور، إدارة جديدة لاستراتيجية قديمة، مصطفى محمد 26 فبراير/ شباط 2018
- nalad-news.com نشر التشييع في دير الزور هدف إيران التالي، كنان سلطان، 11/ مارس/ آذار 2018.
- wikishia.net الهلال الشيعي.
- com.
- alsharqalarabi.org
- Orient-news.net مجلس القبائل يكشف لأورينت أذرع إيران لنشر التشيّع في الجزيرة السورية، رائد مصطفى، 23/7/2018.
- omrandirasat.org العمران للدراسات، التموضع الاقتصادي الإيراني في سوريا.
- Rasanah-iiis.org الخطط الإيرلاانية في سوريا.
- aljazeera.net اسرائيل والوجود الإيراني بسوريا فشل وخطوط حمراء، 15/2/2018.
- sasapost.com المصالح الإيرانية والروسية في سورية ميرفت عون 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
- www.aljazeera.net لوفيغارو، البوكمال آخر حلقات الهلال الشيعي 27/11/2017.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.