هيئة التحرير
تحذيرات من كارثة صحية في اليمن تطلقها الأمم المتحدة، بعد انتشار عدد من الأوبئة، التي باتت تهدد حياة الملايين في المدين اليمنية، لتشكل بذلك إحدى أوجه الموت المحيط باليمنيين، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي، بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ ما يزيد عن 5 سنوات، وفقاً للمنظمة الأممية.
وكانت الحرب في اليمن قد اندلعت صيف العام 2015، بالتزامن مع سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء، بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، في ما اعتبره المجتمع الدولي والدول العربية انقلاباً على الشرعية.
عداد ضحايا لا يتوقف
الحديث عن الموت في اليمن، لا يقتصر على ضحايا القذائف والصواريخ، خاصةً مع ما يشير إليه رئيس مصلحة الأحوال المدنية في العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، اللواء “سند جميل”، إلى أن الأوبئة أودت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بحياة 80 شخص في عدن لوحدها، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الوفيات في المدينة خلال الفترة من 7 أيار الجاري وحتى اليوم وصل إلى 607 حالات وفاة.
على الرغم من انتشار فيروس كورونا المستجد، كأحدث الأوبئة في اليمن، إلا أن اللواء “جميل” يؤكد أن الكثير من تلك الأمراض لم تكن مرتبطة بالوباء الجديد، وإنما بأوبئة أخرى، باتت منتشرة في اليمن بشكل كبير، مضيفاً: “السبت الماضي تم تسجيل وفاة عشرات الأشخاص بأمراض لم يعرف بعد ما إذا كانت مرتبطة بفيروس كورونا المستجد أم لا”.
وبحسب بيانٍ صادرٍ عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان فإن القطاع الصحي خسر خلال السنوات الخمس الماضية، ما يصل 70 في المئة من منشآته ما تسبب تفشي الأمراض والأوبئة.
كورونا والقاتل الجديد
تحذيرات الأمم المتحدة، زادت وتيرتها مع وصول الوباء الجديد، كورونا المستجد، كوفيد 19، والذي ترى أنه مرشح للانتشار داخل اليمن، بشكلٍ أسرع من ما هو عليه في الدول الأخرى، حيث يتوقع باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، بأن انتشار الفيروس قد يؤدي إلى نتائج مميتة في اليمن أكثر من أي مكان آخر، بسبب الظروف الصحية المتهدورة.
ووفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن الحرب تسببت بتدني نصيب القطاع الصحي في اليمن من الإنفاق الحكومي، بشكل واضح، ما أدى إلى نقص كبير في التجهيزات الطبية والكوادر، إضافةً إلى محدودية انتشار الخدمات الصحية وبالذات في الأرياف.
وسط حالة القلق من آثار الفيروس التاجي علي اليمن، يلفت مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان، إلى أن البلاد مقبلة على كارثة صحية وإنسانية كبيرة، مشيراً إلى العجز الذي يعاني منعه القطاع الصحي، والذي سيدمر الفيروس الجديد ما تبقى منه، على حد وصف المركز.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية، قد اتهمت ميليشيات الحوثي بالتسبب بانتشار الوباء بسبب تكتمها على عدد الحالات في المناطق، التي تسيطر عليها، إلى جانب لجوءها إلى تصفية المصابين ضمن ما تطلق عليه اسم “الإعدام الرحيم”، بحسب وزير الإعلام اليمني “معمر الأرياني”.
الكوليرا حكاية قاتل الأطفال
تناول وباء الكوليرا في اليمن، يعني وجود ملايين الأشخاص المهددين بالموت، وتحديداً الأطفال منهم، بحسب ما تؤكده منظمة الطفولة، اليونسيف، بعد تسجيل نحو 110 حالة إشتياه بالإصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري، لافتةً إلى أن الأطفال دون سن الخامسة يشكلون ربع إجمالي تلك الحالات.
وكانت منظمة اليونيسف قد حذرت في وقتٍ سابق، من أن الكوليرا والإسهال المائي، باتت تهدد أكثر من 5 ملايين طفل يمني، في ظل انتشار القمامة ومياه الصرف الصحي والبعوض، وسط تراجع مستوى الخدمات الصحية.
في هذا السياق، تضيف ممثلة اليونسيف، “سارة بيسولو نيانتي”: “أن الأطفال في اليمن يواجهون العديد من المخاطر التي تهدد حياتهم من بينها ارتفاع مستويات سوء التغذية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها عبر التطعيم”، لافتةً إلى أن هذه الأمراض ستتفاقم وتزداد حدتها مجتمعة، مع انتشار وباء كورونا مؤخراً.
كما تشير “نيانتي” إلى أن الأوضاع تزداد كارثية وخطورة، خاصةً وأن المدن اليمنية تشهد أكبر موجة انتشار للكوليرا وحمى الضنك، بالإضافة إلى سوء التغذية، منذ عام 2017، وفقاً لما نقلته عنها وكالة TRT التركية.
ومع انتشار حمى الضنك، بات الأمر أكثر خطورة على حياة اليمنيين، حيث تكشف نتائج اختبارات مركز طب المناطق الحارة والأمراض المعدية، أن نسبة المصابين بالضنك والملاريا بلغت 52.38 في المئة من إجمالي الحالات، التي تم اختبارها في عموم المحافظات اليمنية، فيما وصلت حالات سوء التغذية المصحوب بحمى الضنك الى 4.76 المئة خلال العام الماضي.
إلى جانب ذلك، تكشف منظمة الصحة العالمية عن وجود نحو 50 ألف حالة إصابة بمرض اللشمانيا، محذرةً من إعاقة عمل المنظمات الصحية ومنعكسات العمليات العسكرية في اليمن على تصاعد أعداد الإصابة بالعديد من الأوبئة، من بينها اضطراب كريات الدم الحمراء وضعف قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى أنحاء الجسم.
وتشير الإحصائيات وزارة الصحة إلى أن العام 2018 وحده سجل إصابة 203 ألف طفل بمرض الملاريا، في حين بلغت إصابات حمى الضنك 3800 حالة، وبلغت حالات التهابات السحايا ألفاً و 847 حالة، في حين يتوفى طفل كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية أو أمراض أخرى حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في سبتمبر 2018.