أفادت مصادر صحافية ليبية، بأن رئيس المجلس الأعلى للدولة “خالد المشري” التابع لجماعة الإخوان المسلمين، قد طرح مبادرة غير مسبوقة للحل في ليبيا، وذلك بالتزامن مع التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش الوطني الليبي بضواحي العاصمة طرابلس، واقترابه من مركزها.
المصادر وفي تعليقها على مبادرة “المشري”، أشارت إلى أنها تضمنت تنازلات لم تكن مطروحة ولا متوقعة من قبل، في مؤشر على حجم الخسارة التي تلقتها الجماعة خلال العمليات العسكرية التي شنها الجيش الوطني خلال الأشهر الماضية، على حد قول المصادر.
ووفقاً للمبادرة المطروحة، فإن الجماعة طرحت إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال إجراء انتخابات عامة وفق خطة زمنية واضحة تلي وضع قانون عام للانتخابات، طارحةً في الوقت ذاته تعديل الإعلان الدستوري، طبقاً للآليات المعتمدة في الاتفاق السياسي.
إلى جانب ذلك، اقترحت المبادرة وقفاً فورياً لإطلاق النار، وفقاً لضوابط أولها انسحاب الجيش الليبي من الحدود الإدارية لمدينة طرابلس الكبرى، وانسحاب كل القوات الموجودة في مدينة ترهونة، واستيعاب عناصر التشكيلات المسلحة في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفق شروط ومواصفات محددة، وإصدار تشريع ينظم القوات المقاتلة، ويدعم قوة مكافحة الإرهاب، ويوحد المؤسسات الأمنية والعسكرية بشكل مهني.
محللون سياسيون من جهتهم، اعتبروا طرح المبادرة المذكور بمثابة إعلان رسمي من جماعة الإخوان بالهزيمة، مشيرين إلى أن الخطة التي طرحتها ليست مبادرة بقدر ما هي تعبير عن حالة الخوف والهلع التي تعيشها هذه التنظيمات، وتخبّطها للبحث عن منقذ لها، على حد قولهم.
واعتبر المحللون، أن قيادة الجماعة اليوم، مستعدة لتقديم كل شيء، مقابل ألا يلاحقهم أحد، وأن تصبح جرائمهم طي النسيان، مؤكدين أنه من اللافت في مبادرة المشري أنه قدّمها بشكل شخصي ما يعني أن شرخاً عميقاً يعيشه المجلس الأعلى للدولة، كما أنّ فيها محاولة من جماعة الإخوان لإبراز وجه معتدل، وأنها أقرب للسلام وضد العنف، قبل انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا.
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت سيطرة الجيش الوطني الليبي على العديد من المواقع العسكرية في محيط العاصمة طرابلس، أبرزها مناطق العزيزية ومعسكر اليرموك، كما دفع بتعزيزات عسكرية جديدة، إلى محاور القتال.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.