تلعب منظمة الإغاثة الإسلامية في أوروبا، دورًا خفيًا في نشر العنف والتطرف داخل القارة العجوز، فهي تؤدي دورًا ظاهريًّا في دعم ومساعدة المحتاجين، وآخر خفيًا في دعم التنظيمات المتطرفة وتنفيذ أجندتها بالإضافة إلى تأجيج مشاعر العنصرية والكراهية وتعزيز التطرف، وأصبحت المنظمة بمثابة حصان طروادة الذي تتسلل بداخله طيور الظلام ودعاة الفتنة والإرهاب وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية.
ملف اللجوء
تتداخل منظمة الإغاثة مع السلطة المحلية في عدد من الدول الأوروبية في ملف اللجوء والهجرة، ففي فرنسا مثلًا تحيل عليها السلطات مجموعات من المهاجرين، ليتم استقبالها دون أي شروط مسبقة، كما يسمح لها بتنظيم المظاهرات والمعارض، لتعريف المواطنين بأنشطتها وحثهم على المساهمة في تمويلها.
دعم للارهاب
وأشارت تقارير أمنية إلى أن كبار الموظفين في منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، ينشرون بانتظام آراء على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دعمهم لحركة حماس الفلسطينية، وتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، مما دفع بعض البنوك إلى قطع علاقتهم بها مثل بنك HSBC بسبب مخاوف تمويل الإرهاب وذلك بعد قامت المنظمة ذات الأنشطة المشبوهة الفرع الألماني بإدراج مؤسسة الجبهة الإسلامية الخيرية IHH على أنها شريك تنفيذ لمشروع مساعدات داخل سوريا، وتورطت الأخيرة بالعمل والتنسيق مع جماعة الشباب في الصومال، وعلى أثر ذلك تم تجميد حسابات IHH كما تورطت في تهريب أسلحة إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
كانت بريطانيا أولى محطات المنظمة إذ أنشئت فيها عام 1984، وشارك في تأسيسها مجموعة من طلاب الدراسات العليا، على يد هاني البنا، وأصبحت لها بعد ذلك فروع في دول كثيرة.
تمويل بالملايين
أصبحت هيئة الإغاثة الإسلامية أول جمعية خيرية إسلامية متخصصة تحصل على تمويل من الحكومة البريطانية لمشاريع في القارة الأفريقية عام 1994، وتشير التقديرات إلى أن هيئة الإغاثة الإسلامية تجمع من حملتها السنوية في رمضان في بريطانيا وحدها أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني سنويًّا، وقدرت مواردها بنحو 570 مليون جنيه إسترليني تشمل عدة تبرعات كتبرعات الأمم المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وتحصل على تمويلها من مزيج من الهبات الفردية والأعمال التجارية ومن الحكومة.
تغلغل اخواني
حذر منتدى الشرق الأوسط في تقرير حديث له من علاقة منظمة الإغاثة الإسلامية بجماعة الإخوان وترويجها للدعاة الذين يحرضون على الكراهية ضدهم، كل من المسلمين المعتدلين وغير المسلمين.
كما كشفت تقارير استخباراتية عن صلات وروابط وثيقة بين منظمة الإغاثة الإسلامية فى أوروبا وتنظيم الإخوان الإرهابي، بالإضافة إلى ارتباطها بمنظمات لها علاقة بتمويل الإرهاب والتطرف كمنظمة قطر الخيرية، ما دفع عددًا من الحكومات الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا بتجفيف منابع تمويلها ووقف تمويل أنشطة المنظمة، كما أجرت تحقيقًا مع إبراهيم الزيات مدير المنظمة لصلاته الوثيقة بجماعة الإخوان، حيث أرسل أموالًا إلى جمعية خيرية ألبانية تدعى طيبة، صنفتها الحكومة الأمريكية منظمة إرهابية، كما يعد الزيات العقل الرئيسي والمدبر لأنشطة تنظيم الإخوان في ألمانيا، وكان يرعى الاجتماع السنوي لـ«ـمنظمة المجتمع الإسلامي» واجتماعات «منظمة الشباب المسلم» التابعتين لتنظيم الإخوان المسلمين فى ألمانيا.
كشفت السلطات الألمانية أن منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا على صلة بجماعة الإخوان، وجاءت هذه المعلومات في رد رسمي على طلب إحاطة برلمانية قدمته كتلة الحزب الديمقراطي الحر المعارض، وجاء في الرد أن المنظمة المذكورة لها صلات شخصية مهمة بالجماعة الإرهابية وبمنظمات مقربة منها.
كما اتهمت تقارير استخباراتية أوروبية منظمة الإغاثة وفروعها داخل العواصم الأوروبية بتمويل ودعم الجماعات المتطرفة، وتورطت منظمة الإغاثة الإسلامية في عمليات تمويل معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة في أفغانستان، والعمل والتنسيق مع جماعة الشباب الصومالية.
في دراسة لـوكالة الطوارئ المدنية المقربة من وزارة الدفاع في السويد، والتي تقوم بمثابة الاستخبارات على الأرض، أكدت أن تنظيم الإخوان يسعى إلى اختراق الوجود الإسلامي ونشر مفاهيم الجماعة واكتساب أعضاء جدد، تحت ستار منظمة الإغاثة الإسلامية.
وطالبت الدراسة بضرورة تجميد دعم وتمويل المنظمة التي تعد بمثابة حصان طروادة الذي يتسلل من داخله الإخوان في أوروبا، وتستغل أموال التبرعات والمنح في شن أعمال إرهابية، وأكبر دليل على ذلك أن من أبرز قيادات المنظمة حشمت خليفة، عضو مجلس أمناء هيئة الإغاثة، ويحمل الجنسية البريطانية، وشغل منصب مدير الهيئة الإسلامية في أستراليا ومدير لفروعها في ألمانيا وجنوب أفريقيا، وأحمد الراوي الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ورئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، وكلاهما يعتبر جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، وعصام الحداد الشريك المؤسس للهيئة، وكان أحد كبار مسؤولي وقيادات الإخوان المسلمين، وعدنان عبدالرحمن سيف، هو عضو مجلس أمناء مؤسسة Muath Trust ، وهي مؤسسة خيرية يمنية مقرها في المملكة المتحدة ولها علاقات مع جماعة الإخوان الإرهابية.