بعد مخاض عسير، يأمل اللبنانيون والمجتمع الدولي أن يكون اتفاق الفرقاء السياسيين في لبنان على تسمية رئيس حكومة جديد، قادراً على التوفيق بين الجماهير وبين الطبقة السياسية، وأن الالتزامات السياسية اللبنانية قد تتحقق فعلاً.
حيث لم تهدأ القاعات والأروقة السياسية اللبنانية مساء أمس، حتى تم الاتفاق على شخصية وزير التربية السابق “حسان ذياب”، كرئيس للحكومة اللبنانية، بأكثرية برلمانية، وذلك بعد تأجيل موعد المشاورات الاثنين الماضي.
وبحسب الصحف اللبنانية، الصادرة اليوم الخميس، فإن الأكثرية النيابية المؤلفة من التيار الوطني الحر، وحزب الله، وحركة أمل، واللقاء التشاوري -سُنة 8 آذار-، توافقت على المشاركة ككتل كاملة والحضور في الاستشارات النيابية المقررة اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، على أن تسمي الوزير السابق “حسان دياب” لتكليفه رئاسة الحكومة الجديدة وتأليفها.
كما أشارت “الأخبار” اللبنانية إلى أن المعطيات تشير إلى امتناع الكتل الأخرى عن تسمية “دياب” كرئيس للحكومة، و أوضحت الصحيفة، أنه إذا لم تحصل مفاجآت صباحية، فإن دياب سيكلف بتشكيل الحكومة بأكثرية ربما ستصل إلى نحو 70 نائبا.
ونقلت عن مصادر “8 آذار”، نفيها أن يكون خيار تسمية “دياب” هو حصراً لإحباط تسمية “نواف سلام”، ومنح رئيس حكومة تصريف الأعمال “سعد الحريري” فرصة إضافية للتفلت من الضغوط الأمريكية والقبول بحكومة شراكة، مؤكدة أن خيار “دياب” جدي، وهدفه “لملمة الأمور في البلد”.
حيث تعول المصادر عينها على “عدم رفض دياب من قبل الحريري”، الذي رجحت مصادره ألا يسمي أحداً في الاستشارات اليوم. يأتي ذلك بعد إعلان الحريري أمس الأربعاء، أنه لن يكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة.
وفي موازاة ذلك، يصل مساء اليوم الخميس إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية “ديفيد هيل”، حيث تفيد الأخبار بأن زيارة هيل إلى بيروت تأتي بمهمة استثنائية، موفداً من وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” للاطلاع على الأوضاع الناشئة في لبنان منذ اندلاع الاحتجاجات والتغييرات التي أحدثتها في المعادلة السياسية.
من جانبه، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “سعد الحريري” إصراره على عدم الترشح لرئاسة حكومة جديدة في لبنان، مجدداً المطالبة بعدم تأجيل الاستشارات النيابية الخاصة باختيار الرئيس الجديد.
إلى جانب ذلك، كشف الحريري أن كتلة تيار المستقبل النيابية، ستجتمع، الخميس، 19 كانون الأول، 2019، لحسم المرشح، الذي ستدعمه خلال جلسة مجلس النواب القادمة.
مضيفاً: “لما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن أنني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة”.
فيما كشفت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “ريا الحسن” المقربة من تيار المستقبل، إمكانية تحول رئيس الحكومة الحالي، وزعيم تيار المستقبل “سعد الحريري” إلى معسكر المعارضة.
وأشارت “الحسن”، التي كانت بعض وسائل الإعلام المحلية قد رشحتها في وقت سابق لتولي منصب رئيس الحكومة بدعم من تيار المستقبل، إلى أن الكتلة النيابية للتيار، الذي يمثل الغالبية السنية في البرلمان اللبناني؛ لم تحدد حتى الآن هوية المرشح الذي ستدعمه.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.