يستمر الغموض مسيطرًا على المشهد السياسي الليبي، وبالتحديد في التعاطي الأممي مع تطورات الوضع الليبي وتقدم الجيش الوطني بقيادة الجنرال حفتر على حساب حكومة الوفاق المحسوبة على الإخوان المسلمين والمدعومة تركيًّا.
ورغم انعقاد مؤتمر برلين مؤخرًا، والذي جاء محاولة دولية لحلحة الوضع الليبي والذي نتج عنه لجان اقتصادية وسياسية وعسكرية، يبدو أنها لمّا تفلح في مساعيها في ظل تخبط عمل اللجان المختلفة.
وتعمل الرؤية الأممية الجديدة على تشكيل لجنة سياسية عرفت باسم “لجنة الأربعين” تختار شخصياتها من برلمان ليبيا ومن المجلس الأعلى للدلة المنبثق عنه حكومة السراج في طرابلس.
وحذر نوّاب ليبيون من خطورة لجنة الأربعين والهدف الحقيقي وراء تشكيلها، بهدف سحب بساط الشرعية من البرلمان الليبي بعد حلّه وجعل تلك اللجنة المتشكلة وفق رؤية المبعوث الأممي مكانه.
وفي وقت سابق، اقترحت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، تحديد يوم 18 فبراير/ شباط الجاري، كموعد لجولة جديدة من التفاوض لأطراف النزاع في ليبيا في جنيف، من ضمنها اختيار ” لجنة الأربعين “.
من جهتها، اعتبرت مصادر برلمانية ليبية، أن البعثة تتصرف بشكل فردي دون مشاركة البرلمان، الجسم الشرعي الوحيد في ليبيا، مشيرة إلى أن تقسيم ” لجنة الأربعين ” مجحف، حيث يمثل مجلس النواب 13عضوا، والمجلس الأعلى للدولة 13 عضوا.
وتضاعف الشكوك من نيّة البعثة الدولية، مع لجوئها للتواصل الفردي مع النواب دون العودة للبرلمان من أجل التحضير وتشكيل وفود خاصة للمشاركة في تلك اللجنة الأمر الذي دفع النائب “علي التكبالي ” لاعتبار أن أي نائب يشارك في جينيف يمثل نفسه فقط، في تصريحات نقلتها عنه “إرم نيوز”.
وقال النائب إن” بعثة الأمم المتحدة تنوي حل البرلمان وإحلال لجنة الأربعين بدلا منه، ولهذا يجب أن يصر الجميع على أنه لا يمكن ولا يجوز أن يحل كيان غير منتخب من قبل الشعب الليبي، عينته قوى خارجية غير الشعب الليبي محل البرلمان”. مؤكدًا أن ” الكيان الوحيد الذي سيحل محل البرلمان، هو برلمان جديد منتخب من جميع الشعب الليبي لا غير”.
من ناحيته، قال النائب علي السعيد، إن إحدى السيدات تواصلت معه وقالت إنها من البعثة الأممية وطلبت منه ملء استمارة للمشاركة في لجنة الأربعين، بشكل فردي.
وأضاف في حديثه لوكالة “سبوتنيك”، يوم أمس الثلاثاء، أنه رد على السيدة التي اتصلت به من البعثة بأن المشاركة في اللجنة تكون من خلال البرلمان، وليس بشكل فردي، موضحا أن مجلس النواب سبق وأرسل 5 نقاط للبعثة الأممية تضمنت الكثير من النقاط التي تتعلق بالحوار، إلا أن البعثة لم ترد عليها حتى الآن.
وتابع أنه في ظل عدم التوصل إلى نتائج إيجابية على مستوى الجانب الأمني فإن مجلس النواب غير مستعد للخوض في المسألة السياسية.
وشدد السعيد بقوله:البعثة الأممية في ليبيا لا تبحث عن حل الأزمة، بقدر ما تبحث عن إطالة الأزمة عن طريق المحاور المختلفة سياسيا واقتصاديا، علما أن الجانب الأمني هو مفتاح الحل”.
يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الليبي، علق على نهج البعثة الأممية بشأن اختيار “لجنة الأربعين”، وأن مجلس النواب اعتبر تقسيم اللجنة مجحفا، وأن البرلمان يعتبر المجلس الأعلى للدولة غير شرعي وأنه سبب الأزمة الليبية الراهنة.
وأشار العقوري إلى أن اختيار 14 شخصا للمشاركة في حوار جنيف يشوبه الغموض حتى الآن، ولم تعلن البعثة الأممية عن آلية اختيارهم أيضا، وأنه على المبعوث الأممي إعلان الآلية التي تم اختيارهم على أساسها.