كشفت مصادر سودانية، بأن الحكومة الانتقالية قد عقدت اجتماعاً طارئاً ومغلق، بحضور كل من رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك” ورئيس المجلس السيادي “عبد الفتاح البرهان”، لبحث تبعات لقاء الأخير برئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، وذلك في آخر تطورات اللقاء الذي أثار موجة جدل واسعة.
من جهته، استبق وزير الإعلام السوداني، “فيصل محمد صالح”، الاجتماع الحكومي، بالتأكيد على أن الحكومة السودانية لا علم لها بالاجتماع، الذي ضم “البرهان” و”بنيامين نتنياهو” في أوغندا، مؤكداً أن الحكومة ورئيسها علموا بالاجتماع من وسائل الإعلام.
إلى جانب ذلك، أوضح “صالح” أن رئيس المجلس السيادي، لم يتشاور مع الحكومة بشأن الاجتماع، وأن الحكومة طلبت توضيحات من “البرهان” حول زيارته إلى أوغندا واجتماعه مع “نتنياهو”، وهو ما نفته مصادر سودانية مطلعة، أكدت أن الاجتماع تم مناقشته بين “البرهان”، ورئيس الحكومة الانتقالية “عبد الله حمدوك”.
كما كشفت المصارد أن الاجتماع لم يكن مفاجئاً، وإنما تم الترتيب له قبل أيام، مجددةً التأكيد بأن رئيس الحكومة الانتقالية وعدد من أعضاء المجلس السيادي كانوا على علمٍ باللقاء، وفقاً لما نقله موقع العربية نت.
تزامناً، لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتنياهو” إلى أن الاجتماع تخلله مناقشة بدء عملية تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، مضيفاً: “اتفقنا على بدء تعاون يفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.
من جهته، رحب عضو مجلس تجمع المهنيين “محمد الأمين عبد العزيز” باللقاء المثير للجدل، معتبراً ان مسألة التطبيع مع إسرائيل لا بد منها، مضيفاً في حديث مع تلفزيون الحرة: “الزيارة في الوقت الحالي كانت غير معلنة، ولكن بالمجمل فإنه على يبدو فإن إجراءات اللقاء إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح من أجل فك عزلة البلاد وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
واعتبر “عبد العزيز” أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يسقط عن السودان طابع الدولة الدينية ويقدمه كدولة مدنية، داعياً إلى أن تكون الزيارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو غيرها فيما بعد معلنة وبشكل رسمي.
في غضون ذلك، تناولت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، لقاء “البرهان” و”نتنياهو”، مشيرةً إلى أن السودان يمثل دولة مهمة بالنسبة لإسرائيل، لعدة أسباب، أهمها عضويته في الجامعة العربية، ما يعني ان تطبيع العلاقات معه، سيرفع عدد الدول العربية التي تمتلك علاقات مباشرة مع تل أبيب، إلى ثلاث دول، بعد مصر والأردن، إلى جانب اختلافه بعض الشيء عن دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كونه يمتلك قدمًا في كل من إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي.
ووصفت الصحيفة العبرية واسعة الانتشار، الاجتماع بأنه “بالون تجربة” لمزيد من العلاقات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، ملوحةً بدوره في مساعدة الحكومة السودانية على إعادة علاقاتها مع واشنطن وبلدان أخرى وكسر العزلة المفروضة عليها.
على المستوى العربي، استنكر مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية “صائب عريقات”، خطوة السودان باتجاه إسرائيل، واصفاً إياها بـ “الطعنة في الظهر”، مضيفاً: “هذا اللقاء يعتبر طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي تصفية القضية الفلسطينية”.
وكان “نتنياهو” قد وصف الاجتماع بـ “التاريخي”، في وقتٍ أعلن فيه مكتبه إنه ناقش تطبيع العلاقات خلال لقائه بسياسيين سودانيين كبار في أوغندا، لافتاً إلى أن السودان يسير في اتجاه جديد نحو الأفضل والجنرال “البرهان” يريد مساعدة بلاده من خلال إنهاء عزلتها.