أجلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والمسيطرة على أغلب محافظة إدلب، افتتاح معبر تجاري بين مدينتي سراقب وسرمين بريف إدلب الشرقي مع نظام الأسد، الذي كان من المقرر أن يفتتح اليوم، وسط رفض شعبي متذرع بالخشية من انتشار فيروس كورونا في الشمال، ما وقف عائقًا أمام افتتاحه، وفق ما أعلنه مصادر حقوقية.
المصادر ذاتها أكدت أن عناصر من هيئة تحرير الشام قاموا بطرد الحشود المدنية والإعلامية التي وصلت إلى الطريق الواصل بين سرمين وسراقب شرق إدلب، للتظاهر ضد قرار “تحرير الشام” بفتح معبر تجاري هناك مع قوات النظام، حيث عمد عناصر تحرير الشام إلى فض التجمعات بالقوة، وسط تهديد المحتجين بالاعتقال في حال التقاطهم مقاطع مصورة أو صور.
ورُصد صباح اليوم، استياء شعبي متصاعد من قبل أهالي وسكان إدلب، على خلفية نية هيئة تحرير الشام بفتح معبر تجاري مع قوات النظام بالقرب من مدينة سراقب على طريق m4 شرق إدلب، بالتزامن مع دعوات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمظاهرة حاشدة اليوم، في محاولة للضغط على تحرير الشام لمنع فتح المعبر.
وكان من المفترض – حسب تحرير الشام – أن يُفتتح معبر تجاريّ مع النظام شرق إدلب، وذكرت في بيان أنه واعتباراً من السبت 2020/4/18 سيتم افتتاح معبر بين سراقب وسرمين للحركة التجارية فقط.
وأكدت مصادر لـ “نداء سوريا” أن “تحرير الشام” قررت تعليق افتتاح معبر تجاري مع نظام الأسد قرب “سراقب” شرقي إدلب في الوقت الحالي. في حين ذكر مراسل موقع (عنب بلدي) السوري المعارض، السبت 18 من نيسان، أنه رغم محاولة “الهيئة” السيطرة على الأشخاص الرافضين لفتح المعبر بالقوة، أجبرها الضغط الشعبي على تأجيل افتتاح المعبر.
“عبد الحكيم المصري” وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة في تعليق مندد بقرار الهيئة بفتح المعبر وفي تعليق لـ”نداء سوريا” على خطوة الهيئة، اعتبر أن افتتاح المنافذ الداخلية لتحسين الوضع الاقتصادي للمناطق المحررة، وبيع المواد المُنتجة محليًا، وإحضار أخرى خوفًا من فقدها أو ارتفاع أسعارها، لا يقارن مع خسارة شخص، بسبب إصابته بفيروس “كورونا”، حيث إن أموال الدنيا لا تعادل في الوقت الحالي وفاة أخ أو صديق.
من جهته، أشار العقيد “أحمد حمادة” لـ “نداء سوريا” أن افتتاح المعبر سيؤدي إلى تغلغل الجواسيس والشبيحة في وقت يحشد النظام والميليشيات الإيرانية عناصرهم في “سراقب” و”معرة النعمان” ومناطق أخرى، كما يسمح بدخول عناصر من جهة النظام إلى أطراف إدلب ونقل الأخبار والتحركات العسكرية والتحصين كذلك.
يذكر ان مسؤول العلاقات العامة في “الهيئة”، عماد الدين مجاهد، كان قد أكد عبر مجموعة تلغرام تضم عددًا من الإعلاميين، عن نية “الهيئة” افتتاح معبر تجاري مع قوات النظام السوري.
وقابل قرار فتح المعبر رفض من قبل عدد من الأهالي وناشطين في المنطقة، وصدرت عدة بيانات رفضت فتح المعبر، كما دعا عدد من الناشطين للنزول والتظاهر سلميًا على الطريق احتجاجًا على افتتاح المعبر.
وتخوفت البيانات من انتقال فيروس كورونا من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة المعارضة، وهو ما دفع “نقابة أطباء الشمال المحرر” للتحذير أيضًا من افتتاحه معتبرة أنه خطر على “الأمن الصحي” في المنطقة.
إلى ذلك، هددت هيئة تحرير الشام عبر إحدى مجموعاتها، عددًا من الناشطين المدنيين والصحفيين بالاعتقال في أثناء وجودهم على الطريق بين مدينتي سراقب وسرمين بريف إدلب الشرقي، بعد توارد أنباء افتتاح المعبر منذ أمس.. حيث هددت باعتقال كل من يأتي إلى الطريق.
كما وأوقفت صباح اليوم سيارة تتبع لـ”الهيئة” بداخلها عناصر مسلحون مراسل عنب بلدي مع عدد من الناشطين والصحفيين وهددتهم بالاعتقال، ودفعتهم للابتعاد عن المنطقة الواقعة بين سرمين وسراقب.. ليبقى التساؤل الفعلي عن مدى العلاقة والتوافق في قرارات الهيئة وقرارات وتحركات النظام السوري الذي يحشد وحلفائه من أجل معركة مرتقبة في المعقل الأخير للمعارضة في سورية.