يستمر مسلسل التتريك الذي تنتهجه أنقرة في الشمال السوري، عبر البوابة الثقافية والخيرية، حيث تعمد تركيا إلى تأسيس بنى تحتية قوية في المناطق التي سيطرت عليها شمال سوريا، فبالرغم من رفض الأهالي لهذه السياسية إلا أنها لم تتوقف عن العمل في البنى التحتية للمنطقة المدمرة، ويترافق عملها مع تتريك لكل فعاليات المنطقة، حيث باتت المدارس والحدائق تحمل أسماءً تركية، متجاهلين كل الشخصيات السورية الوطنية التاريخية.
وكانت أحدث خطوة في مجال تتريك التعليم في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية، هي افتتاح مدرسة الوالي “أحمد تورغاي إمام غيلار”، ونشرت مجموعات سورية موالية لتركيا، صوراً لافتتاح المدرسة ويظهر في الصور، عدد من المسؤولين الأتراك تحت العلم التركي وآخر خاص بالمعارضة السورية، وكان من بين المشاركين ضابط من الجيش التركي.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن افتتاح المدرسة هذا الأسبوع يأتي تزامن مع الذكرى الأولى لرحيل المسؤول التركي “أحمد تورغاي إمام غيلار”، وهو مسؤول إداري تركي في محافظة غازي عنتاب المجاورة، وتوفي في كانون الثاني من العام الماضي.
وتعمل تركيا على طبع شمال سوريا بطابع تركي بحت، كي لا تسمح لمن تصنفهم أنقرة بالإرهابين، -وتقصد بهم المليشيات الكردية الانفصالية- للسيطرة على الحدود الشمالية لسوريا، ما يشكل تهديداً لأمنها القومي في الجنوب.
وتستغل أنقرة اتفاق أضنة الذي تم توقيعه 1998 أيام الأسد الأب، ويمنحها اتفاق أضنة اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية حتى عمق 5 كم داخل الأراضي السورية، في حال أخلت دمشق بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها في هذه الاتفاقية، وتتمثل هذه الالتزامات بكبح جماح الحركات الكردية وجماعة “عبد الله أوجلان” المسجون في الأراضي التركية، وعدم تمويلهم أو تدريبهم، وهذا ما تفعله اليوم دمشق، بدعم روسي.
وبالرغم من أن الأهالي يرفضون الأعمال التي تقوم بها أنقرة، إلا أن تركيا مولت فصائل كانت محسوبة على المعارضة من أجل تأمين مصالحها في الشمال السوري، وفتحت معاهد لتعليم اللغة التركية، كما تعمل منذ عام ونصف على إقامة بنى تحتية قوية شبيه بما يوجد في الولايات التركية في مدينة عفرين، حتى إن الإعلام التركي يصف عفرين بـ “الولاية” أسوة ببقية المقاطعات –الولايات- التركية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.