تسبب التوتر الروسي السوري التركي غير المسبوق في الشمال السوري، والذي راح ضحيته مساء أمس 34 جندي تركي، ونحو 31 من جنود الأسد، في محادثات دولية طارئة مخافة انزلاق المنطقة في فوضى حرب خارجة عن السيطرة.
وكانت المدفعية والطيران الروسي قد قتل مساء أمس 34 جندي تركي فيما أصيب 51 آخرون، دون أن تعلن تركيا نوعية الإصابة، وبالمقابل ردت تركيا بقتل 31 جندي سوري، وهدد الرئيس التركي الذي فتح حدود بلاده البرية والبحرية أمام السوريين، نظام الأسد بشكل علني ومباشر بأن كل عناصره هي أهداف للجيش التركي دون أن يوجه تهديداً واضحاً لروسيا.
وتنتهي المهلة التي أعطاها الرئيس التركي لنظام الأسد بالتراجع إلى ما قبل تمركز النقاط التركية المتفق عليها مع الجانب الروسي يوم غد السبت آخر آيام شهر شباط الحالي، دون أن يبدي الأسد ومن ورائه روسيا رغبة في الانسحاب، بل أرسلت روسيا رسائل قوية إلى تركيا مفادها أنها لن تنسحب.
محادثات تركية أمريكية
وأكد البيت الأبيض اليوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي “دونالد ترمب” ونظيره التركي “رجب طيب أدوغان” يدعوان روسيا وسوريا “لوقف” هجومهما على إدلب السورية.
كما ذكرت الرئاسة التركية اليوم الجمعة في بيان رسمي، أن الرئيس التركي تحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي، وناقشا التطورات في إدلب السورية.
وقالت الرئاسة التركية إن “أردوغان وترمب اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة المأساة الإنسانية الكبيرة في إدلب”.
محادثات تركية روسية
قال الكرملين إن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، اتفقا خلال مكالمة هاتفية، اليوم الجمعة، على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف التوتر و”إعادة الوضع لطبيعته” في شمال غربي سوريا.
ووفقاً لنص المكالمة التي وضحها الكرملين فإن بوتين وأردوغان اتفقا على ترتيب اجتماع رفيع المستوى لبحث الوضع في محافظة إدلب السورية، التي قال الرئيسان إنها مبعث “قلق بالغ”، كما وقال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إن من “حق تركيا طلب اجتماع لحلف شمال الأطلسي -الناتو”.
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قد يلتقيان في الخامس أو السادس من آذار المقبل، حسب وكالة الإعلام الروسية.
يأتي ذلك بعد تصريحات من الخارجية التركية بأن مسؤولين أتراك أبلغوا وفدا روسيا خلال محادثات في أنقرة، الجمعة، بضرورة تطبيق وقف دائم لإطلاق النار فورا في منطقة إدلب.
وتابعت الوزارة في بيان، إن المسؤولين الأتراك أبلغوا الوفد الروسي الزائر خلال المحادثات بضرورة خفض التوتر في إدلب وانسحاب قوات الحكومة السورية، التي تدعمها موسكو، إلى الحدود المقررة في اتفاق خفض التصعيد المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.
فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين بأن قوات النظام السوري ستكون أهدافاً مشروعة سيتم ضربها.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن
يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، اجتماعا طارئا لمناقشة التصعيد الأخير في سوريا، عقب مقتل 33 جنديا تركيا في قصف جوي سوري، بينما يجتمع الرئيسان الروسي والتركي على حدة في آذار المقبل، لمناقشة التوترات المتزايدة هناك.
ومن المتوقع أن يبدأ اجتماع مجلس الأمن في الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينيتش، حسبما صرح الرئيس الدوري للمجلس، السفير البلجيكي “مارك بيكستين دي بويتسفيرف”.
وقال إن الاجتماع يأتي بطلب من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان، التي أعلن عدد منها الدعم لتركيا
حيث أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “الهجمات الوحشية” ضد القوات التركية في إدلب، بحسب متحدث ألماني.