في تطور جديد شمال شرق سورية، وهذه المرة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، التي على مايبدو بدأت تعيد الساعة للوارء بعض الشيء، عبر تحركات عسكرية ميدانية، تعتبر الأولى من نوعها منذ إعلان انسحابها مؤخراً من المنطقة الحدودية لصالح الجيش التركية والقوات السورية المحلية الموالية له.
حيث نقلت وكالة “رويترز”، عن مصدر عسكري من قوات سورية الديمقراطية، وكذلك عن شهود عيان، أن الجيش الأمريكي سير دورية عسكرية على الحدود السورية- التركية، ووفق المصدر، فإن الدورية مكونة من مدرعات تتبع للجيش الأمريكي.
ليعتبر التحرك العسكري الأمريكي، هو الأول من نوعه، منذ قرار الانسحاب من شمال شرق سورية، ما عدا المواقع النفطية.
وذكر المصدر العسكري بقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد أن الدوريات “لن تكون لمرة واحدة فقط”.
تقدم لـ “قسد”
تمكنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من استعادة السيطرة على خمس قرى في ريف محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بعد أن كانت القوات العسكرية الموالية لتركيا تفرض سيطرتها عليها.
حيث استطاعت القوات الكردية المسلحة “قسد” من السيطرة من جديدة على قرى رجلة وأبو راسين والحمرا والمناخ والسيباطية والقاسمية الواقعة على محوري تل تمر وأبو راسين، يأتي ذلك بعد أن دارت معارك عنيفة بعد منتصف ليلة أمس، في محيط قرية “شركراك” بالقرب من تل عيسى بريف الرقة، وفق ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.
يشار إلى أن عدد من قوات المعارضة الموالية لتركيا قد هاجمت مواقع لقوات سورية الديمقراطية، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من قوات المعارضة بعد وقوعهم في منطقة ألغام.
العلاقات مع الأسد
من جهة أخرى أصدرت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سورية بيانا أكدت فيه أن “التفاهم الذي جرى بين القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري برعاية وضمان من دولة روسيا الاتحادية… هو الاتفاق لحماية الحدود والسيادة السورية فقط، ولم يتطرق التفاهم لمؤسسات الادارة الذاتية وعملها، بل تبقى الإدارة تمارس عملها والعاملون فيها يمارسون مهامهم كلٌ في مؤسسته في ظل الدعوة للحوار”.
وأعربت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية أن الإدارة الذاتية أبدت “جانباً كبيراً من المرونة، ومدت اليد للبدء بحل حقيقي للأزمة السورية وذلك عندما أعلنت جاهزيتها لفتح حوار مع السلطة السورية بدمشق فيما يتعلق بكافة الجوانب ووضع خارطة طريق تكون الممر الآمن لحل الأزمة السورية”.
مؤكدة أن “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مستعدة للحوار مع جميع الأطراف للوصول للحل السياسي الذي يحقق مطالب وأهداف شعبنا التي خرج وناضل لأجلها وستعمل بكل جهد لتحقيقها للوصول بسوريا إلى دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية تكون لكل أبنائها وتكفل حقوقهم وحرياتهم”.
تحرك أمريكي
وكان قد كشف تقرير صحافي، أن القوات الأمريكية لم تنسحب بشكل كامل من سورية، فجزء منها بقي متمركزا بالقرب من حقول النفط السورية في منطقة دير الزور شمالا، مؤكدا بذلك صحة الصور والمعلومات التي صرحت بها وزارة الدفاع الروسية قبل فترة وجيزة، تقر بتهريب النفط السوري المتواجد في الحقول الشمالية الشرقية قرب مدينة دير الزور بإشراف القوات العسكرية الأمريكية.
صحيفة “نيورك تايمز” الأمريكية، بينت استنادا لمعلومات تلقتها من مصادر مطلعة، أن عدد القوات الأمريكية التي ستتواجد في سوريا هو ما يقارب 900 فرد، وحوالي 1000ألف عسكري
الصحيفة الأمريكية أكدت أن 250 من القوات العسكرية الأمريكية ستبقى في دير الزور.
فيما سيبلغ عدد العسكريين الأمريكيين الذين سيبقون في محيط حقول النفط نحو 500 جندي، وهناك من سيبقى متمركزا في منطقة التنف، حيث تتواجد القاعدة العسكرية الأمريكية.
ويشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر صرح في وقت سابق، أن بلاده تحصن مواقعها في محافظة دير الزور السورية بقوات إضافية ميكانيكية، بهدف حماية الحقول الثروات الباطنية المتواجدة هناك، ومنع فلول التنظيم الإرهابي “داعش” من الوصول إليها.
منن جهتها كشفت وزارة الدفاع الروسية مؤخراً عن عمليات تهريب للنفط السوري المتواجد في الحقول الشمالية الشرقية قرب مدينة دير الزور بإشراف القوات العسكرية الأمريكية المتواجدة هناك، واستندت بذلك لمجموعة من الصور التي تثبت صحة أقوالها، التقطتها الأقمار الصناعية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتبين الصور التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا، مؤكدة أن عملية التهريب تشرف عليها قوات عسكرية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
كما علق المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف على خبر تهريب النفط على حسابه الرسمي على موقع الفيس بوك قائلا: “تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية، أن النفط السوري كان يستخرج، تحت حراسة قوية من العسكريين الأمريكيين، ويجري نقله بواسطة الصهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي “داعش” شرقي الفرات”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري عن سحب قواتها من سوريا بالتزامن مع بدء العملية العسكرية التركية التي أطلق عليها اسم “نبع السلام” شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردي، الذي كان متمركز هناك حينها.
إلا أن أمريكا صرحت لاحقا أنها ستحتفظ بمجموعة من قواتها في دير الزور بحجة حماية حقول النفط هناك من التنظيمات الإرهابية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.